مصرية أنا

عشر سنوات

إيمان أنور
إيمان أنور

منذ أيام احتفلنا بذكرى مرور عشر سنوات كاملة على ثورة ٣٠ يونيو التى كانت بمثابة طوق نجاة انقذنا من عام اسود فى تاريخ مصر شهد حكم الاخوان المتأسلمين.. وتفككت خلاله مفاصل الدولة وضرب بأمنها القومى عرض الحائط..


جاءت الثورة المجيدة لتصحح مسارا وتبنى وطنا تبعثرت اوصاله وتفتح أبواب الحلم والامل من جديد امام ملايين المصريين الذين انتفضوا جميعا فى ميدان التحرير الشاهد على ثورة يناير ٢٠١١.. أبدا لن ننسى هذا اليوم العظيم.. استعيد الشريط فى مخيلتى.. عندما كنّا فى شهر رمضان المبارك ونزلت الميدان برفقة صديقات الطفولة حاملين معنا عددا من الوجبات الخفيفة والمشروبات بعد ان قررنا ان افطارنا سيكون فى ساحة الميدان.. كانت الصورة رائعة ونحن نسير على الاقدام من كوبرى قصر النيل مرورا بمبنى جامعة الدول العربية وأمامه مقر وزارة الخارجية القديم لنلتحم بالجماهير التى قررت اسقاط حكم الاخوان الفاشى فجاء اعلان عزلهم من الفريق عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع -آنذاك -الذى جاءت به الاقدار لإنقاذ مصرنا الغالية من الهاوية فى ٣ يوليو.. ولعل أروع المشاهد كان عندما ارتفع صوت المؤذن لصلاة المغرب بينما لمحت امرأة جميلة ترتدى زى راهبة تقف على مقربة منى وهى تمد يدها بتوزيع زجاجات المياه وتتناول رشفة تفك ريقها..

فبادرتها مندهشة بالسؤال: هو حضرتك صايمة؟.. فأومأت برأسها قائلة: «نعم.. ايوه انا كنت صايمة.. لأدعو الرب ان يتقبل منا جميعا».. هذا المشهد الرائع عبر واختصر معنى تلاحم شعب مصر العظيم.. وجسد الوطنية المخلصة الخالصة.. فالكل كان على قلب رجل واحد.. لا فرق بين مسلم ومسيحى الكل كان يبحث عن استعادة الوطن الذى سرق منا فى غفلة من الزمن..


عشر سنوات مضت بكل ما فيها من تحديات.. عشر سنوات كاملة مرت بحلوها ومرها.. نجحت خلالها الدولة فى استعادة كيانها ومقدراتها وامنها وامانها واقتصادها ومكانتها إقليميا ودوليا.. ولا تزال مصر تواجه تحديات جساما على مختلف الأصعدة لعل أهمها حقنا فى مياه نهر النيل الخالد وقضية سد اثيوبيا.. بينما هناك جنود مرابطون فى سيناء لدحر الإرهاب.. وفِى سيدى برانى لتامين حدودنا الغربية.. ومكافحة الامراض والاوبئة مثل كورونا (واخواتها) الذى اجتاح العالم بأسره..
ثقتى لا حدود لها فى الرئيس والقائد عبدالفتاح السيسى وقيادته الحكيمة ورؤيته الثاقبة أننا سنعبر بنجاح كل هذه الازمات بإذن الله.