النينو يضرب العالم ويؤدى لارتفاع قياسى للحرارة

الاستعداد لظواهر الطقس المتقلبة أمر ضرورى لإنقاذ الأرواح

النينو يضرب العالم ويؤدى لارتفاع قياسى للحرارة
النينو يضرب العالم ويؤدى لارتفاع قياسى للحرارة

حرارة شديدة يشهدها كوكب الأرض صيف هذا العام، الذى قد يصبح الأعلى حرارة على الإطلاق، بسبب ظاهرة النينو المناخية التى بدأت بالفعل، وتؤثر على معظم مناطق العالم.
 فقد أعلنت دول عدة عن ارتفاعات قياسية فى درجات الحرارة أبرزها مصر و دول الخليج العربى ودول شرق أوروبا التى تتعرض لموجات حارة فى الوقت الحالى.. حيث يتعرض الكوكب لضربة احتباس حرارى مزدوجة. فإلى جانب الارتفاع الحتمى فى درجات الحرارة العالمية الناجم عن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، تأتى ظاهرة النينو لتضيف دفقة حرارة إلى عالم محموم بالفعل. وهو تأثير أطلقت عليه المنظمة العالمية للأرصاد الجوية «الضربة المزدوجة». والنتيجة هى طقس شديد القسوة، يؤثر على الأرواح وسبل العيش.  


 فقد راقب علماء  المناخ ارتفاع درجات حرارة المحيطات بشكل مطرد على مدى السنوات الماضية، وأعلنوا فى يناير الماضى أن المحيطات كانت دافئة بشكل قياسى خلال تلك السنوات وفى منتصف مارس أعلن العلماء أن درجة حرارة سطح البحر العالمى ارتفعت لمستوى جديد.


هذا الاتجاه يقلق الخبراء بشأن ما يمكن أن يحدث فى المستقبل، خاصة أن ظاهرة النينو تحمل معها تأثيرات مثل الحرارة الشديدة والأعاصير المدارية الخطيرة وهو ما جعل الأمم المتحدة تصرح بأن ظاهرة سخونة المناخ وصلت إلى ظاهرة النينو وهى تهدد الأرواح.. ففى المكسيك توفى 104 أشخاص بين 12 و25 يونيو الماضى بسبب موجة حر شديد ضربت شمال البلاد والعاصمة، كما توفى 13 شخصاً بسبب موجة حر تضرب منذ أسبوعين الولايات المتحدة.

لأول مرة منذ 7 سنوات، تطورت ظروف ظاهرة النينو فى المناطق الاستوائية فى المحيط الهادئ، لتمهد الطريق لحدوث ارتفاع محتمل فى درجات الحرارة العالمية، وأنماط الطقس والمناخ المضطربة، وقد حذر المسئولون من أن الاستعداد لظواهر الطقس المتطرفة أمر حيوى لإنقاذ الأرواح وسبل العيش.


وكانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، قد أعلنت يوم الثلاثاء الماضي، بداية ظاهرة النينو المناخية المقترنة بارتفاع درجات الحرارة العالمية.
وبحسب صحيفة «الجارديان» البريطانية، كانت آخر ظاهرة نينيو رئيسية فى عام 2016، والتى لا تزال العام الأكثر سخونة على الإطلاق.


 ويقول موقع سبيس إن فترة الثمانى سنوات الماضية هى الأكثر سخونة منذ بدء حفظ السجلات فى عام 1880، وذلك وفقًا للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
وقالت المنظمة إن هناك الآن احتمالًا بنسبة 90% لاستمرار ظاهرة النينو حتى نهاية  هذا العام بقوة معتدلة أو أعلى، حيث قدرت السلطات الأمريكية احتمال حدوث ظاهرة نينيو قوية بل وأكثر سخونة فى نهاية العام بنسبة 56% فى تقدير فى أوائل يونيو.


وأضافت الصحيفة أن التغيرات الطبيعية فى الرياح ودرجات حرارة المحيطات فى المحيط الهادئ تدفع التبديل غير المنتظم بين ظاهرة النينو والبرودة المقابلة للنينيا، فهى أكبر ظاهرة مناخية طبيعية على كوكب الأرض وتؤثر على مليارات البشر.


ومن المتوقع أن تتسم هذه الظاهرة بقوة معتدلة على أقل تقدير، ويجمع التحديث الصادر عن المنظمة، بين التنبؤات وإرشادات الخبراء من جميع أنحاء العالم.. وأشارت الصحيفة إلى أن ظاهرة النينو الجديدة تأتى على رأس الاحتباس الحرارى المتزايد الناتج عن انبعاثات الكربون التى يسببها الإنسان، وهو تأثير أطلقت عليه المنظمة العالمية للأرصاد الجوية «الضربة المزدوجة».


وتابعت أنه يمكن أن يؤدى هذا إلى زيادة حدة الطقس المتطرف، ويتم بالفعل تحطيم سجلات درجات الحرارة على اليابسة وفى البحر فى جميع أنحاء العالم.
وأضافت الصحيفة أنه عادة ما تجلب ظاهرة النينو المزيد من الفيضانات فى جنوب الولايات المتحدة وجنوب أمريكا الجنوبية والقرن الإفريقى وآسيا الوسطى، بينما تضرب موجات الحر والجفاف الشديدة فى كثير من الأحيان شرق أستراليا وإندونيسيا وجنوب آسيا وأمريكا الوسطى.


وقال بيتيرى تالاس، الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية: «إن ظهور ظاهرة النينو سيزيد بشكل كبير من احتمالية تحطيم الأرقام القياسية لدرجات الحرارة والتسبب فى مزيد من الحرارة الشديدة فى أجزاء كثيرة من العالم وفى المحيط».


وتابع: «إعلان المنظمة العالمية للأرصاد الجوية هو إشارة للحكومات فى جميع أنحاء العالم لتعبئة الاستعدادات، وأن الإنذارات المبكرة والإجراءات الاستباقية لظواهر الطقس المتطرفة المرتبطة بهذه الظاهرة المناخية الكبرى أمر حيوى لإنقاذ الأرواح وسبل العيش».


وأوضحت الصحيفة أنه تم تسجيل درجات حرارة قياسية فى الأشهر الأخيرة، وفى المملكة المتحدة، تم التغلب على متوسط درجة الحرارة القياسية لشهر يونيو بما يقرب من درجة مئوية، وضربت موجة حر غير مسبوقة بحار البلاد، كما سجل الجليد البحرى حول القارة القطبية الجنوبية مستوى قياسيًا منخفضًا.


وقال العلماء إن هذه كانت أزمة المناخ التى تحدث كما حذروا، وليس زيادة غير متوقعة فى التدفئة، حيث يعتقد بعض الباحثين أن ظاهرة النينو قد تقود عام 2023 ليصبح أكثر الأعوام حرارة، على الرغم من أن النبضات الحرارية الأكبر ستظهر فى عام 2024.
وقدر تقرير حديث صادر عن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ومكتب الأرصاد الجوية بالمملكة المتحدة أن هناك فرصة بنسبة 66% لتجاوز درجات الحرارة العالمية السنوية مستويات ما قبل العصر الصناعى بمقدار 1.5 درجة مئوية لمدة عام واحد على الأقل بحلول عام 2027.


وفقًا لمكتب الأرصاد الجوية فى المملكة المتحدة، يتم الإعلان عن ظروف ظاهرة النينو عندما ترتفع درجات حرارة البحر فى شرق المحيط الهادئ بمقدار نصف درجة فوق المتوسط طويل الأجل، ويحدث هذا فى المتوسط كل 2 إلى 7 سنوات وعادة ما تستمر النوبات ما بين 9 إلى 12 شهرًا.


على الرغم من حقيقة أن ظاهرة النينو هى ظاهرة طبيعية، لا يمكن النظر إليها بمعزل عن تغير المناخ (البشرى المنشأ) الذى يحركه الإنسان.. فى تقرير نُشر فى مايو من هذا العام، كانت المنظمة تتوقع بالفعل أن تكون إحدى السنوات الخمس المقبلة، بمثابة رقم قياسى من حيث درجة الحرارة العالمية، مما يؤدى إلى إزاحة عام 2016 و2020 من المركز الأول كأدفأ سنوات مسجلة.


وأشار التقرير أيضًا إلى أن هناك احتمالا بنسبة 66٪ أن يصل المتوسط السنوى لدرجة الحرارة العالمية القريبة من السطح، بين عامى 2023 و 2027 لفترة وجيزة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية لمدة عام على الأقل.


وقال كريس هيويت، مدير خدمات المناخ فى المنظمة: هذه دعوة أخرى للاستيقاظ، أو تحذير مبكر، بأننا لم نسر بعد فى الاتجاه الصحيح للحد من ارتفاع درجات الحرارة ضمن الأهداف المحددة فى باريس فى عام 2015 والتى تهدف إلى الحد بشكل كبير من آثار تغير المناخ».