رأى

بالطبل والزمر !!

مايسة عبدالجليل
مايسة عبدالجليل

بالطبل والزمر والزغاريد  وإطلاق البالونات والشماريخ احتفل طلاب الثانوية العامة بانتهاء الامتحانات .. لم يسأل أحد عن صعوبة أو سهولة  امتحان آخر يوم فيكفى أن الكابوس قد انتهى ..

وطبعا الكابوس لم ينته فسرعان ما يتجدد بعد أيام قليلة مع ظهور النتيجة  والدرجات ومكتب التنسيق وتحطم الاحلام على أبواب الجامعات الحكومية والخاصة وليفسحوا مكانا لمزيد من الضحايا مع العام الجديد 

وعلى الجانب الآخر هناك فصيل من الطلاب يرقبون المشهد من بعيد يشفقون على إخوانهم طلاب الثانوية العامة  فى «خانة اليك» وقد نأوا بأنفسهم باكرا عن هذا العذاب وأدركوا أن البلد لم يعد بلد شهادات وقد طال واستطال طابور العاطلين الباحثين عن فرصة عمل  فلملموا أوراقهم بعد الإعدادية  بعيدا عن الثانوي العام  والدروس الخصوصية والسناتر وحرب تكسير العظام إياها  ومن ثم كانوا أكثر واقعية وعملية وطرقوا أبواب المدارس المختلفة بديل الثانوي العام

مدارس  نحسبها على خير  تعد لنا العالم والعامل  .. توفر تخصصات دراسية مختلفة في التعليم الفني والعلمي  تبحث عن المستقبل مع الطاقة النووية والشمسية والتكنولوجيا المتكاملة والتطبيقية والبترول والسيارات والذكاء الاصطناعي  وقد شهدنا جميعا الزحام على الالتحاق بمدارس التمريض والتمريض العسكري لما توفره من فرص عمل مضمونة 

وفكرة المدارس الفنية ولو أنها بدأت من تسعينيات القرن الماضي مع مدارس مبارك كول بتعاون الحكومة المصرية مع الحكومة الألمانية للنهوض بالتعليم الفني وتحمس لها الرئيس مبارك وقتها  ولكن يبدو أن المجتمع لم يكن مهيأ للخروج من شرنقة الوظيفة والجلوس على المكتب  أما الآن وقد تغيرت الظروف ومتطلبات العمل وطبيعة السوق والوظائف المطلوبة فلابد من تغيير البوصلة وتعديل الاتجاهات  والتركيز على أننا صحيح بلد شهادات ولكن معها شهادات أخرى معتبرة محترمة ومطلوبة للخروج من عنق الزجاجة