«هنا عاش».. الحفاظ على الهوية المصرية إنتاج مايقرب من 1000 لوحة

«هنا عاش»..أطلقتها وزارة الثقافية
«هنا عاش»..أطلقتها وزارة الثقافية

«هنا عاش» واحدة من المبادرة الهامة التي أطلقتها وزارة الثقافية فى أكتوبر 2018 تحت إشراف الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، من أجل الحفاظ على الهوية المصرية، حيث تقوم المبادرة بتوثيق المباني والأماكن التي عاش بها الفنانين والكتاب والموسيقيين والمشاهير والشخصيات العامة والتاريخية التى كان لها دورا هاما في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر.

اقرا أيضأ:«هنا عاش» ياسر رزق


ويأتي هذا من خلال وضع اللافتات النحاسية على المنازل التي عاشت بها تلك الشخصيات، حيث تعد اللافتة لوحة إرشادية تكتب عليها ميلاد ووفاة كل شخصية، ونبذة مختصرة عن أهم أعماله وتاريخه محمله على تطبيق QR بالهواتف الذكية، بهدف تخليد ذكرى الرموز المصرية فى جميع النواحى العلمية والاجتماعية والفنة، ويعتبر المشروع بمثابة خريطة ثقافية لتلك الرموز الذى أثروا النهضة المصرية، وينفذ المشروع بالتعاون مع الجهات والمؤسسات الفنية والاستعانة بالمهتمين بتوثيق التراث الثقافي والفني.


وكان من أحدث مشروعات مبادرة "هنا عاش" وضع لافتتين على منزل الراحلين سمير غانم ودلال عبد العزيز والكائن في 1 شارع ابن الأخشيد - الدقي – الجيزة، ونستعرض في التقرير التالي مجموعة ممن شملهم المشروع بوضع لافتة "هنا عاش" على منازلهم خلال السنوات الماضية..


في 9 شارع عرابي بالأزبكية بالقاهرة كان يعيش الممثل الراحل "دنجوان السنيما المصرية" رشدي أباظة، الذي التحق بكلية الطيران عقب حصوله على الشهادة الثانوية، ولكنه لم يحتمل الحياة العسكرية، فانتقل بعد ثلاث سنوات إلى كلية التجارة، إلا أنه لم يكمل دراسته الجامعية بسبب عشقه للرياضة.


وفي منزله هذا الكائن فى حي الأزكية قضى رشدي الكثير من سنوات حياته، وقاسمته في الفنانة سامية جمال طوال فترة زواجهما، وتم وضع لافتة هنا عاش موضح عليها تاريخي ميلاده ووفاته، حيث ولد في 3 أغسطس 1926، وتوفي في 27 يوليو 1980.


وفي 36 شارع شريف - عابدين - القاهرة-، عاش الأديب الراحل عبد الحى أديب، الذى وثق جهاز التنسيق الحضاري منزله، من خلال وضع لافتة على باب العقار، توضح تاريخ الميلاد: 22/12/1928 ، وتاريخ الوفاة: 10 /06 /2007.


وقد ألف الكاتب السينمائي عبد الحي أديب أول أفلامه "باب الحديد" من إخراج يوسف شاهين عام 1958‏ ثم كتب القصة والسيناريو لعدد كبير من الأفلام السينمائية وقدم عددًا من الأفلام الكوميدية والاستعراضية منها: "سر طاقية الإخفاء"، و"فضيحة في الرمال".


وكان لحي الزمالك نصيبا كبيرا من لافتات هنا عاش النحاسية، حيث سكن وعاش الكثير من الفنانين والمشاهير، ففى 19 شارع أبوالفدا بالزمالك وضعت لوحة "هنا عاش" للفنانة القديرة أمينة رزق، وفي 10 شارع كمال الطويل-الزمالك – كانت تعيش الفنانة هند رستم، وقام جهاز التنسيق الحضاري بتوثيق منزلها، من خلال وضع لافتة على باب العقار، توضح تاريخ الميلاد: 12/11/1931، وتاريخ الوفاه " 8/8/2011".


وفى 5 شارع قراقوش بالزمالك وأمام حديقة الأسماك "عاش هنا" العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ، وضعت اللافته التى توثق المكان الذ عاش به سنوات طويلة، وتاريخ ميلاده في 12 يونيو 1929، وتاريخ وفاته في 30 مارس 1977.


ويقول المهندس محمد أبو سعدة رئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، أنه بعد مرور أكثر من أربع سنوات على إطلاق مشروع هنا عاش فقد تم انتاج ما يزيد عن 964 لوحة مختلفة لأعلام ورواد في مجالات فنية وأدبية وعلمية مختلفة، أثروا الحياة الثقافية في مصر، وقد تم تركيب اللوحات الخاصة بهم على منازلهم التي عاشوا بها.


الموضوع ليس مجرد لوحة كما أوضح أبو سعدة، ولكن هناك قاعدة بيانات تمت بالتعاون مع مركز معلومات ودعم إتخاذ القرار بمجلس الوزراء، وهناك موقع عليه كل الشخصيات المدرجة في المشروع، وهذه اللوحات الخاصة بـ "هنا عاش" بها "QR Codes"، وعند تسليط كاميرا الموبايل عليه يتم نقلك لموقع يعد مرجع يضم كافة المعلومات المهمة عن الشخصية.


وعن وجود بعض لوحات هنا عاش على مبان قديمة فأشار رئيس التنسيق الحضاري إلى أن الاهتمام بالمباني نفسها هو دور اتحاد الشاغلين بالعمائر، قائلا "نحن لن نستطيع أن نطور بيوت ناس، فهذه ملك لأشخاص"، موضحا "هناك من يرفض وضع هذه اللوحات على البيوت، فالبعض يتخيل أن هذه اللوحة قد تمثل ملكية لورثة هذه الشخصية، وبعض الحالات كان هناك نزاع قضائي بين المالك وورثة الشخصية العامة، فيخشى أن يكون لذلك تأثير على سير القضية، وتكون تأكيد لموقفهم، ونحن نحاول اقناع ملاك البيوت بأن هذا لايمثل أى ملكية بأي شكل لورثة الشخصية المدرجة بـ "هنا عاش"، وأن هذا لا ينقص من أحقيتهم في المنزل".


مؤكدا أن النسبة الأكبر ترحب بهذا المشروع، ونسبة بسيطة هي من ترفض أو نواجه معها مشكلة في الإقناع، وهناك من يبلغنا بأن منزله عاش به شخصية عامة لنضع عليه "هنا عاش"، لافتا أن هناك بعض البيوت التى تم وضع لوحات لأكثر من شخصية عاشت بالعمارة، قائلا "نحن الآن على سبيل المثال بصدد تجميع الشخصيات لعمارتين عاش بهما مجموعة كبيرة من الشخصيات الهامة وهما عمارة الإيموبيليا وعمارة ليبون في الزمالك، ونحن نقوم حاليا بعمل حصر لتكون لوحة مجمعة لكل هذه الشخصيات".


واختتم أبو سعدة أن المشروع ممتد للمحافظات، فقد تم الوصول إلى الاسكندرية وبورسعيد والقاهرة والجيزة، قائلا "لدينا الاستعداد للوصول حتى محافظات الصعيد، ويكون المشروع فى المكان الذي شهد أكبر سنوات أبداع الراحل، والذي عاش في أكثر من مكان نرجع للأسرة وهى تحدد أى المنازل عاش به أكثر"، موضحا أن هناك شخصيا كانت تستحق أن تدرج في المشروع ولكن للأسف بيوتها قد هدمت.