سياسيون: قمة أفعال لا أقوال وشكراً لمصر والمصريين

جهود مصرية مكثفة لاحتواء صراعات طرفي الأزمة وتقديم المساعدات للمدنيين

■ كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال استضافة مصر لقمة دول جوار السودان
■ كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال استضافة مصر لقمة دول جوار السودان

 ■ كتبت: أسماء ياسر

منذ اللحظات الأولى لاندلاع الحرب في السودان، كثفت مصر جهودها السياسية والدبلوماسية لاحتواء الموقف المشتعل بين طرفى الأزمة، وبالتزامن مع هذه الجهود سارعت إلى تقديم المساعدات الإنسانية للتخفيف من تداعيات الأزمة على ملايين المدنيين، بالإضافة إلى استقبال مئات الآلاف من اللاجئين السودانيين عبر المعابر البرية.. وفى إطار الجهود المصرية لإنهاء الصراع الدائر في السودان، جاءت قمة القاهرة لدول جوار السودان لتضع خريطة طريق واضحة وحاسمة للخروج من النفق المظلم الذى تمر به السودان الشقيقة، مما يؤكد على قوة وعمق الدبلوماسية المصرية وتواصلها الجيد مع مختلف الأطراف بما يدعم عودة الأمن والاستقرار إلى السودان من جديد عبر دعم مصري غير محدود.. وجاءت أهمية قمة القاهرة من دورها المهم فى إبعاد أى وجه للتدخل الخارجي فى الأزمة والذي يعد من أكبر المشاكل التى يواجهها السودانيون، فضلاً عن اعتمادها لآليات تنفيذية للحل، ووضع جدول زمني لتنفيذ التوصيات الواردة فى البيان الختامى للقمة.

ويشير المراقبون إلى أن قمة القاهرة خاطبت قضايا مهمة من بينها: إبراز أهمية القضية الإنسانية والمساعدات، ومناقشة قضية اللاجئين، ومعالجة هذه القضايا بشكل يضمن تحقيق المصلحة السودانية فى إيقاف الحرب، وهو ما يساعد على تحويل المخرجات التي تم الاتفاق عليها من أقوال إلى أفعال.

◄ اقرأ أيضًا | تونس تُرحب بنتائج قمة دول جوار السودان التي استضافتها مصر

أكد معتز الفحل، الأمين العام السياسى للحزب الاتحادى الديمقراطى والقيادى بالكتلة الديمقراطية للحرية والتغيير أن استضافة القاهرة لقمة دول جوار السودان دعم جديد تقدمه مصر للسودان خاصةً فى ظل أزمتها الأخيرة، موضحاً أن المؤتمر يعد خطوة جيدة للغاية ومجهودا كبيرا ونجاحه يؤكد قوة وعمق الدبلوماسية المصرية وتواصلها الجيد والحميد فى خدمة جميع القضايا بشكل عام وخدمة دول الجوار وخاصةً السودان، ذلك الأمر الذى يؤكد وجود علاقة مميزة وخاصة بين الشعبين السودانى والمصري، فهى علاقة لها امتدادات تاريخية أزلية واجتماعية وثقافية ووطنية، فكل من الدولتين لديهما تاريخ مشترك فى كثير من قضايا النضال، لافتًا إلى أن المؤتمر يؤكد على بعض القضايا المهمة أبرزها: حرص دول الجوار على السلام والأمن والاستقرار للسودان، بالإضافة إلى أن إقامة المؤتمر في مصر يؤكد اهتمام وحرص الدولة والقيادة المصرية على حدوث حوار شامل ووطني، وقدمت مصر دعما غير محدود للسودان منذ بداية الأزمة، فكان لمصر دور إيجابي فى لم شمل السودانيين وعدم تشتتهم.

وأوضح الفحل: أن مخرجات وتوصيات المؤتمر بالتأكيد ستكون إضافة حقيقية لحل الأزمة فى السودان، وذلك لأن دور مصر وعلاقاتها مع القوى السياسية والدول الإقليمية يؤكد أن المؤتمر سيحقق نجاحات جيدة، موجهًا الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي والدولة المصرية على استضافة السودانيين، لافتًا إلى أنها ليست المرة الأولى فقد استضافت مصر السودانيين خلال عقود كثيرة من الزمن، ويوجد على أرض مصر أعداد كبيرة منهم من الممكن أن تصل للملايين بفضل العلاقات المصرية السودانية الجيدة، فمصر كانت ولا تزال تدعم السودان، لذلك فإن السودانيين بالفعل يقدرون دور وتفهم القيادة المصرية، متمنيًا مزيدا من التعامل مع قضايا السودانيين بمصر والاهتمام بها بشكل خاص، مؤكدًا أن للإعلام المصري دورا مهما وإيجابيا من خلال الاهتمام بقضايا السودان وتقديم الرؤى والأفكار الخاصة بقضاياهم.

وفي نفس السياق قال المهندس مبارك أردول، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكتلة الديمقراطية للحرية والتغيير: إن مؤتمر دعم السودان أول مبادرة لدول الجوار، وتستضيفه مصر فى وقت مناسب، وإقامة المؤتمر وتحرك دول الجوار باعتبار أنها المتأثرة بالصراع بشكل مباشر في السودان في حد ذاته خطوة للنجاح، مؤكدًا أن القمة لها دور مهم فى إبعاد التدخل والذى يعد من أكبر المشاكل التي كان يواجهها السودانيون، فالقمة لم تكن اجتماعًا إنما اعتمدت آليات تنفيذية للحل ووضع جدول زمنى لحل هذه المشاكل، ومن المتوقع من خلال المتابعات القادمة أنه سيكون هناك تقدم ملحوظ ونهاية لحل الأزمة في السودان باعتبارها قضية داخلية وتتأثر بها دول الجوار. 

■ الرئيس السيسي مع القادة الأفارقة

ووجه أردول الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسي والحكومة المصرية والشعب المصري لاستضافة قمة دعم السودان بالإضافة إلى استضافة الأشقاء السودانيين، مؤكدًا أن استضافة قمة دول الجوار هو الدعم المتوقع والمستمر من الدولة المصرية، والذي يؤكد دورها القوى في الفضاء الإقليمي والشرق الأوسط.

ومن جانبه أشار د. أمجد فريد، المحلل السياسي، إلى أن مصر دولة كبيرة ولها ارتباطات تاريخية مع السودان، هى وكل دول الجوار، الذين تأثروا بشكل كبير بما يحدث فى السودان، وبالتالى مشاركتهم في الحل هى مشاركة ضرورية وفعالة ومهمة، موضحًا أن قمة دول الجوار في مصر خاطبت قضايا مهمة من بينها: إبراز أهمية القضية الإنسانية والمساعدات ومناقشة قضية اللاجئين، ذلك الأمر الذي يؤكد أن دول الجوار هى الأقدر على تفهم القضية السودانية ومعالجتها بشكل يضمن تحقيق المصلحة السودانية فى إيقاف الحرب، كما أن القمة عكست بوضوح عدم انحياز أى دولة من الدول المشاركة لدعم أي من الطرفين المتحاربين.

وأكدت فيها دول الجوار على انحيازها فقط للشعب السوداني، لافتًا إلى أهمية تحويل المخرجات التي تم الاتفاق عليها من أقوال إلى أفعال، ويجب على دول المنطقة أن تمارس نفوذا متعددة الأشكال على الأطراف المتقاتلة لتحقيق هذه المخرجات، موضحًا أن من أهم النقاط التى تناولتها مخرجات القمة هى تدخل دول الجوار لمنع تدخل أى دول خارجية فى دعم أى من الطرفين المتقاتلين، لأن أى تدخل قد يؤدي إلى إطالة أمد القتال فى السودان.