أهل الراديو| «صوت العرب».. إرثنا الجميل

أحمد سعد مؤسس صوت العرب
أحمد سعد مؤسس صوت العرب

منذ 70 عاما، وبالتحديد فى 1953 تأسست إذاعة صوت العرب، ولم تكن الإذاعة الوحيدة في العالم حينذاك، لكنها كانت نقطة البداية للبث الإذاعي للترويج لسياستنا الخارجية، حتى أصبحت أهم الإذاعات فى العالم كله، التى تم استخدامها للدعاية السياسية، باعتبارها أداة مهمة ورئيسة لتنفيذ السياسة الخارجية لأى دولة، وهذه الأداة اكتسبت أهمية استثنائية فى الحرب العالمية الثانية. 

ما تزال صوت العرب هى الإرث الجميل الذى تركه جمال عبد الناصر حتى يومنا هذا وإن لم يكن متوهجا كما كان من قبل.

في 1953 كان هناك شاب من الصف الثانى من الضباط الأحرار وكان زميل عبدالناصر فى كلية أركان الحرب يدعى زكريا محيى الدين، أولى إليه عبد الناصر مهمة إدارة ومسئولية ما يسمى بالشئون العربية فى الجهاز، زكريا أوكل المهمة لضابط آخر اسمه فتحى الديب، استخرجوا له بطاقة وجواز سفر بغير صفته الحقيقية، بل كمفتش فى دائرة المعارف ليجول فى الوطن العربى بحرية ليتعرف على كيفية التواصل مع هذه الشعوب البسيطة وليس حكامها. وعاد فتحى الديب وكتب فى تقريره توصية بعمل برنامج اسمه صوت العرب يبث يومياً لمدة نصف ساعة فقط ويكون خطابه موجهاً للشعوب العربية كافة لشرح أهداف ثورة 1952، وفى الوقت ذاته يحث المناضلين العرب لقيادة بلادهم نحو الاستقلال فوافق عبد الناصر على توصية الديب وأوفده إلى إذاعة القاهرة لتنفيذ هذا البرنامج. 

في هذا الوقت كان صلاح سالم هو وزير الإرشاد القومي وإذاعة القاهرة كانت تحت سلطته، وتباحث الاثنان، الديب وسالم، حول كيفية تنفيذ البرنامج ومن يقوم بتقديمه فجاءت توصية من أحد العاملين فى الإذاعة بتكليف أحمد سعيد العامل فى قطاع الأخبار، وبأنه الشخص المناسب لهذا البرنامج لأنه يمتلك موهبة مميزة فى التقديم الإذاعي.. أحمد سعيد كان يبلغ من العمر حينها 27 سنة وكانت سمعته جيدة بسبب تغطيته الإذاعية لأعمال الفدائيين عام 1951 فى قناة السويس والإسماعيلية. 

◄ اقرأ أيضًا | حازم طه: إذاعة صوت العرب شكّلت وجدان جيل ثورة 23 يوليو 1952

وهكذا بدأ صوت العرب يوم 4 يوليو 1953 بأحمد سعيد، فضلاً عن المذيعة نادية توفيق وأسند نداء (القاهرة تنادي أمة العرب) لكبير مذيعى مصر حسنى الحديدي. نادية توفيق كانت أول من اجتذب الفنانين والمطربين العرب لإجراء حوارات معهم عبر إذاعة القاهرة وبث أغنياتهم مثل (فيروز وفريد الأطرش وفايزة أحمد ونجاح سلام وناظم الغزالى ووديع الصافى وغيرهم) لهذا كانت تتمتع بجمهور عربى قبل صوت العرب فى حين كان أحمد سعيد ينحصر عمله فى السياسة المصرية.

استمر نجاح صوت العرب ليس فقط لأجل برنامجه السياسي، بل لبرامجه الفنية المنوعة، فكان هناك برنامج عنوانه (فرح الشهر) إذ تختار الإذاعة أسرة من مشرق الوطن العربى أو من مغربه وتجرى مسابقات بين هذه الأسر، والأسرة التى تفوز تكسب الجائزة، وهى أن يحيى أحد فنانى العرب المشهورين هذا الفرح كهدى سلطان أو شادية أو عبد الحليم، وغيرهم ويذاع الفرح عبر الإذاعة لكل أرجاء الوطن العربى الذى اجتمع على حب هذه الإذاعة.