«تقليل ميزان المخاطر الاقتصادية».. ألمانيا تُقر أول استراتيجية لتعاملها مع الصين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بعد مرور 3 أشهر من نقاشات ومداولات بين أعضاء الحكومة الألمانية، بشأن الاستراتيجية التي تتعامل فيها مع الصين، أقرت برلين أول استرايتجية جديدة تتخذ من خلالها خطوات حاسمة لخفض ميزان المخاطر الاقتصادية مع بكين.

الأمر الذي يضع تساؤلات عديدة حول الخطة الاستراتيجية الجديدة لدي ألمانيا في تعاملها مع نهج الصين الشريك التجاري الأكبر لبرلين، حيث بلغ حجم التجارة الثُنائية بين البلدين 300 مليار دولار العام الماضي وهو مستوى قياسي.

وتبنّت ألمانيا استراتيجية جديدة لتعديل العلاقات مع الصين لا للانفصال عنها، وقال المستشار الألماني، أولاف شولتس: إن "هدفنا ليس الانفصال عن الصين، لكننا نريد خفض الاعتماد الاقتصادي في المستقبل".

وأوضح شولتس، أن الاستراتيجية الجديدة مع الصين هي رد عليها، لأنها تغيرت وتبدي تشددا متزايدا.

و صرحت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، أن السياسة التي قالت الحكومة إنها ستكون ضمن مقاربة الاتحاد الأوروبي للتعامل مع الصين، تهدف الى أن تكون واقعية لكن ليس ساذجة"، بحسب تعبيرها.

وأضافت بيربوك، أنه "يجب اتخاذ موقف أكثر تشددا وحزمًا حيال الصين والتركيز أكثر على حقوق الإنسان".


«أول استراتيجية ألمانية للتعامل مع الصين»

وكشفت ألمانيا السِتار عن أول استراتيجية للتعامل مع الصين، بعد أسابيع قليلة جدًا من استضاقة المستشار الألماني، أولاف شولتس، وفدًا من الصين يترأسه رئيس الوزراء الصيني الجديد، لي تشيانج.

وتتألف الوثيقة من 64 صفحة أقرتها الحكومة الألمانية، والتي تستند لأول استراتيجية للأمن القومي، وتشير إلى "التنافس المنهجي" مع القوة الآسيوية، والحاجة إلى الحد من مخاطر التبعية الاقتصادية، وألقت ألمانيا الضوء على رغبتها في التعامل مع الصين حول تحديات تغير المناخ والحفاظ على العلاقات التجارية بين البدين.

و أكدت الحكومة الألمانية، في استراتيجيتها التي أقرتها على أنها مُلتزمة بضمان أن يصبح التعاون الاقتصادي مع الصين "أكثر عدلُا واستدامة وأكثر تبادلًا".

«رفض فكرة الانفصال»
 
وتضمنت استراتيجة ألمانيا رفض فكرة "الانفصال" عن شريكتها الصين، لكنها تشدد أيضًا على حاجة البلاد للتخلص من المخاطر، وتقليل تعرضها للصدمات الخارجية، وتنويع سلاسل التوريد وأسواق التصدير بين البلدين.

«عدم وجود نية لعرقلة الازدهار»

وأشارت الحكومة الألمانية في استراتيجيتها الجديدة مع الصين، إلي عدم وجود "نية لعرقلة التقدم الاقتصادي والتنمية في بكين"، لكن في الوقت ذاته، هناك حاجة ماسة لإزالة المخاطر، ومع ذلك، فإننا لا نسعى إلى فصل اقتصاداتنا مع الصين".
وأوضحت الاستراتيجية، أن الحكومة الألمانية تتخذ إجراءات حاسمة وشديدة لمواجهة جميع أنشطة التجسس والتخريب التناظرية والرقمية التي تقوم بها أجهزة المخابرات الصينية والجماعات التي تسيطر عليها الدولة، سواء كانت هذه الأنشطة في ألمانيا أو موجهة ضدها".

وأكدت ألمانيا، على أنها تتوقع من الشركات "أن تُراقب عن كثب التطورات والبيانات والمخاطر ذات الصلة بالصين، وإجراء مُناقشات سرية مع الشركات التي تتعرض بشكل خاص لبكين، فيما يتعلق بتحليلاتهم للمخاطر المتعلقة بالصين بهدف تحديد المخاطر التي ينبغي التركيز عليها في الوقت المناسب".

كما حرصت الاستراتيجية الجديدة، على أنه لن يتم منع ألمانيا من التعامل مع تايوان التي تتمتع بالحكم الذاتي، والتي تعتبرها بكين مقاطعة منشقة، وأن ألمانيا لديها علاقات وثيقة وجيدة مع تايوان في العديد من المجالات وتريد توسيعها".