بعد إطلاق تطبيق «ثريدز»| حرب الاستحواذ الإلكترونية تشتعل.. من ينتصر؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

◄ تراشق الإتهامات بين Twitter وMeta..  هل تنجح الأولى فى إثبات سرقة الأسرار التجارية الخاصة بها ؟

 

معركة قانونية بين عمالقة وسائل التواصل الاجتماعى، هي الأولى من نوعها ولن تصبح الأخيرة، بدأت مع ظهور تطبيق " ثريدز " التابع لشركة Meta وهو يشبه فى تفاصيله تطبيق "تويتر " الذى استحوذ عليه أيلون ماسك  فى أكتوبر 2022 بقيمته  تصل لـ 44 مليار دولار، وهو ما دفع  ماسك منذ أيام  بإتهام مارك زوكربيرغ بأن شركته قامت باستخدام أسرار شركة تويتر  التجارية لتطوير منصتها الجديدة على وسائل التواصل الاجتماعي.

وواصل اتهامه بأن شركة "ميتا  قامت بتوظيف العشرات من موظفى "تويتر " السابقين الذين احتفظوا بشكل غير صحيح " بأجهزة ووثائق من الشركة ، كما قامت Meta بتكلفهم "عمداً" بالعمل عليها  وطالب بالتوقف عن استخدام  تلك المعلومات. 


وبين هذا وذاك، يرى البعض أن ثريدز سرق حقوق الملكية الفكرية لتويتر وهناك من يرى أنها ليست سرقة على الإطلاق فهناك العديد من تطبيقات وسائل التتواصل الأجتماعى التى ظهرت مؤخراً تتشابه فيما بينها.

«بوابة أخبار اليوم» ناقشت المختصين حول تلك المعركة، لفهم تداعيات الأزمة الحالية وماهى أوجه التشابة بين التطبيقين ولماذ رحب العديد من نشطاء وسائل التواصل الاجتماعى به .

يرى إسلام غانم، ستشارى أمن المعلومات والتحول الرقمي، أنه لا يوجد فرق جوهرى بين تطبيق "تويتر"  و" ثريدز "  حيث يشبه الأخير فى ألياته وتصميمه نفس تطبيق تويتر ، ويمثل  هذا مشكلة قانونية وهى التعدى على حقوق الملكية ، منوهاً أن شركة تويتر أحدثت موجه من الغضب بشأن قرارتها الأخيرة والتى منها على سبيل المثال وليس الحصر أنه جعل الحصول على العلامة الزرقاء الخاصة بتوثيق "الأكونت" بمقابل مبلغ مادي من خلال فرض رسوم على من يريد توثيق الأكونت الخاص به.

وأضاف: ليس هذا فحسب، بل قام بسحب العلامة الزرقاء من أصحابها الذين حصلوا عليها فى بداية أستخدامهم التطبيق مجاناً ، وتغيير شعار تويتر من الطائر الأزرق لحيوان الكلب ، أما على مستوى الإدارة الداخلية قام بعمل تغييرات جذرية ورفد عدد كبير من الموظفين بالشركة ، كما طالب من بقى فى الشركة بالعمل لساعات إضافية دون مقابل .


وضجت موجة الغضب بين مستخدمى تويتر حتى دفعهم لتدشين هاشتاج ضد تويتر ، لكن سرعان ما أدرك ايلون ماسك قرارة وتراجع فيه بأن يعلن أنه سوف يعيد إتاحه العلامة الزرقاء الخاصة بتوثيق "الاكونت " لمن يصل عدد متابعيه لمليون شخص أو أزيد 

وقبل ظهور تطبيق "ثريدز " بما يقرب من 48 ساعة أثار غضب المستخدمين مجدداً أعلن ماسك أن من يدفع رسوم التوثيق يصبح متاح له تصفح عدد لانهائى من المنشورات ومشاهدة الفديو بعدد لا نهائى لكن  سوف يتم وضع عدد محدد من المنشورات والفديوهات لأصحاب "الأكونت" المجاني.

اقرأ أيضًا: «الأزمات تلاحق العملاق الأزرق».. هل اقتربت نهاية فيسبوك؟


استغلت شركة ميتا حالة الاحتقان بين شركة تويترومستخدميها لتدفع بتطبيق يشبهه وتربطه بالحساب الشخصى لتطبيق "الإنستجرام".

ويضيف "غانم"، أن ايلون ماسك أستغل مستخدمى تطبيق الإنستجرام ليسهل التسجيل من خلاله ولضمان إشتراك كافة المستخدمين  .

 

صراع صعب التنبؤ به 

فيما أشار زياد عبد التواب، مقرر اللجنة الثقافة الرقمية بالمجلس الأعلى للثقافة، إلى أن تطبيق  ثريدز Threads ينافس تطبيق تويتر الشهير وهذه الكلمة الإنجليزية معناها «الخيوط» وهو ما يشير لثلاثة خيوط مجدولة معًا، منوهاً أن المقصود بالخيوط هنا الترابط بين التطبيق الجديد وتطبيق انستجرام فمن ينشئ حسابًا جديدًا به سيجد جميع الأصدقاء الذين قام بإضافتهم على انستجرام من قبل كما أن التطبيق سوف يتيح من خلال خوارزمياته المتقدمة عرض منشورات من حسابات لم يقم المستخدم بمتابعتهم بالفعل مثلما هو الحال فى تطبيق تويتر وسيتم ذلك بناء على تقدير تلك الخوارزميات لاهتمامات المستخدم.


وتابع أن هناك فروق بسيطة بينهم  حيث يتميز "ثريدز " بإمكانية الكتابة حتى 500 حرف فى المنشور الواحد وإمكانية نشر الصور والمقاطع المتحركة حتى 5 دقائق للفيديو الواحد.


يأتى ذلك بعد عدة أيام من تحديد تويتر لـ600 منشور فقط يوميًا للمستخدم العادى و6000 منشور للمشتركين، وبغض النظر عن تلك الفروق التى قد يراها البعض مهمة ويراها البعض الآخر غير ذلك .
لافتاً الانتباه إلى أن هناك أوجه قصور كبيرة فى التطبيق الجديد وهى عدم وجود إمكانية للرسائل الخاصة المباشرة Direct Messages بين المستخدمين والتى يرى المحللون أن الشركة يتوجب عليها أن تعمل على إضافتها سريعًا,.


وبغض النظر عن تلك التفاصيل، فإن إطلاق هذا التطبيق الجديد يعتبر موقعة جديدة فى حرب الاستحواذ على خدمات التواصل الاجتماعى وبيانات المستخدمين، حيث يستحوذ  مارك زوكربيرج على أهم التطبيقات وأغلبها إن لم يكن كل مستخدمى شبكات التواصل الاجتماعى حول العالم.


وتابع قائلاً: أن سرعة انتشار هذا التطبيق والذى وصل عدد مشتركيه إلى مليون مشترك خلال ساعة واحدة من إطلاقه وإلى 30 مليون مستخدم خلال أول 24 ساعة فقط فحين يرى البعض ذلك أنه مؤشر على النجاح والاكتساح،لا يراه البعض الآخر كذلك ببساطة لاعتماده على قاعدة من المستخدمين تتعدى الـ2.4 مليار مستخدم فى تطبيق انستجرام وأن اعتماده على استقبال المستخدمين الذين تركوا تطبيق تويتر مؤخرًا لا يمكن اعتباره مؤشرًا نهائيًا خاصة فى ظل وجود منافسة شرسة وقرارات حادة قد يصدرها أيلون ماسك مثلما بدأت الأنباء عن اتهامه لشركة ميتا بسرقة فكرة وأسلوب عمل تويتر فى تطبيقه الجديد، ولذلك فإنه يصعب التنبؤ بمستقبل هذا الصراع الذى يتابعه مئات الملايين من المستخدمين والخبراء حول العالم مثلما يتابعون أشهر مباراة ملاكمة فى التاريخ بين محمد على كلاي وجورج فورمان والتى أطلق عليها اسم «صراع فى الأدغال» والتى عقدت فى الثلاثين من أكتوبر عام 1974.