بلا حرج

ماقبل السوشيال ميديا

أحمد غرب
أحمد غرب

مع أنه لم يكن هناك سوشيال ميديا ولا نت ولا يحزنون أدرك أبوحامد الغزالى فى القرن الرابع الهجرى مخاطر الذين يفتون فيما لايعلمون فألف كتاب « إلجام العوام فى علم الكلام « وأشار إلى العلوم التى لا يجوز لأحد العلم والخوض فيها إلا الخواص فألف كتاب «المضنون به على غير أهله».

هناك أمور فقهية لا يجوز عرضها على العوام، وكذلك قراءات القرآن الكريم؛ كثير منها لا يجوز للقارىء تلاوتها فى السرادقات والأماكن العامة، بل يتم فقط التعريف بها لطالبى العلم والخواص.

فقراءة مثل قوله سبحانه وتعالى: «إنما يخشى الله من عباده العلماء» برفع لفظ الجلالة ونصب العلماء لا يجوز تلاوتها إلا لدارسى القراءات العشر الصغرى والكبرى، والخشية هنا تكون بمعنى التوقير .

وقد أفتى الشيخ إبراهيم جلهوم إمام مسجد السيدة زينب الأسبق رحمه الله بجواز هذه القراءة فى السرادقات والأماكن العامة ، ثم اعتذر فى اليوم التالى ببرنامج الفتاوى فى إذاعة القرآن الكريم ، وعدل الفتوى فى اليوم التالى بناء على تعقيب من محفظة للقرآن ، وشكرها ودعا لها بزيادة العلم وسعة الصدر .. ألم أقل لكم أن هناك أمور لا يجوز الكلام فيها والعلم بها إلا لخواص الخواص من العلماء وطالبى العلم ؟!