أما قبل

قمة المسئولية والثلاثة يحبونها !

إبراهيم المنيسى
إبراهيم المنيسى

صحيح أنها مباراة تحصيل حاصل ولا تأثير لها على طرفيها فى الدورى .. فالأهلى  توج رسميا بطلا للمسابقة التى يحمل أرقامها القياسية التاريخية واسترد درع البطولة الذى سيحتفظ به للأبد .. وضمن المشاركة قاريا فى دورى الأبطال ..حتى لو خسر الليلة . والزمالك حامل اللقب فى الموسمين الأخيرين فقد فعليا اللقب والوصافة وضمن من خلال مركزه الثالث  حاليا المشاركة فى كأس الكونفيدرالية .. حتى لو فاز أو خسر الليلة .. لكن ثمة أسباب جماهيرية كثيرة تجعل من مباراة القمة ١٢٦ الليلة مهمة ومتابعة وتحظى باهتمام شعبي كما العادة..

وفى ظل هذا الظرف كم نتمنى أن لو شهدت هذه المباراة التزاما من طرفيها : لاعبين ومدربين وجماهير ومسئولين حرصا على الروح الرياضية والسلوك العام وتقديم الكرة المصرية فى صورة تليق بعراقتها وقيمتها .  

لا أدرى إن كان ممكنا للزمالك حامل اللقب ، حتى ما قبل هذا الأسبوع ،  أن يصطف لاعبوه ومدربوه فى ممر شرفي لتهنئة لاعبي الأهلى قبيل المباراة..

ولو صفق لاعبو الأهلى وشكروا لاعبي الزمالك على سلوكهم الرياضى ..مظهر حضارى مأمول  لو تم لعبر عن قمة المسئولية . نتمنى ونتعشم !!

ولعل من اللافت مع توقيت هذه المباراة أن تأتى مواكبة  اليوم لقرعة  تصفيات كأس العالم ٢٠٢٦. القرعة التى يترقبها المنتخب الوطنى وجهازه الفنى بقيادة البرتغالى روى فيتوريا  فى اجتماعات الكاف بأبيدجان اليوم  وأيضا مع عودة بعثة المنتخب الأوليمبي بقيادة البرازيلي ميكالى المدير الفنى من المغرب بتأشيرة السفر لباريس والمشاركة فى دورتها الأوليمبية العام المقبل ..

وما بين طموحات فيتوريا  ولهفته للقرعة وفرحة ميكالى وتفاؤله للأوليمبي وزهو السويسرى مارسيل كولر بمنجزاته الكبيرة مع الأهلى ؛ هناك رابط واحد بينهم مع الكرة المصرية وما تجلى منهم قولا وفعلا .. الثلاثة يحبونها !

كولر الذى حقق مع الأهلى أربع بطولات فى بضعة شهور آخرها الدورى الممتاز مبكرا  وسجل أرقاما قياسية مع الفريق وحاز برونزية كأس العالم للأندية ، يحمل الكثير من السعادة والحماسة للكرة المصرية وهو لا يكف فى تصريحاته ومؤتمراته عن توجيه النصح والتمنى والتحذير من بعض الأخطار ويناشد بالمزيد من التطوير للكرة المصرية وبطولاتها وجماهيرها .. ينتقد بحرص وينصح باخلاص  وهو  لا يكتفى بما يخص فريقه فقط  لكنه دائما ما يتحدث عن المصلحة العامة ..ويشعر بسعادة كبيرة للعيش هنا ..

فيتوريا البرتغالى أيضا وقع فى غرام الكرة المصرية وتاريخها ويهتم كثيرا بتطوير منتخباتها ويتحمس لنجاحها لدرجة أنه وعندما لاحظ تراجع مستوى التحكيم تعهد باستقدام مواطنه البرتغالى  بيريرا الذى يخطط لاحداث نقلة نوعية للتحكيم  . كما أن فيتوريا وهو يقضى اجازته فى بلاده تابع نتائج المنتخب الأوليمبي لى البطولة الأفريقية بالمغرب وتحمس له  بل وقطع اجازته وحضر سريعا للمغرب ليحمس لاعبيه ويدعم الفريق ويساند جهازه الفنى .. بل وكثيرا ما يجتمع فيتوريا مع عامر حسين مدير المسابقات للنصح وتقديم افكاره سواء لدورى المحترفين الجديد او قطاعات الناشئين . فيتوريا متحمس جدا للكرة المصرية وتطويرها وربنا يكرمه اليوم بمجموعة سهلة فى  تصفيات المونديال ..

البرازيلي ميكالى هو أيضا يحمل رغبة واضحة فى  تطوير المنتخب الأوليمبي وقاد لاعبيه لتخطى كل الصعاب  والوصول لباريس وأظهر روحا طيبة فى تحمل المسئولية والايمان بقدرات هؤلاء اللاعبين الشبان الذين نتمنى أن لو اتيحت الفرصة لأكبر عدد منهم للاحتراف بالخارج كبداية لفتح النوافذ أمام المواهب المصرية للانطلاق فى الملاعب الأوروبية ..

الكرة المصرية تتحمل الكثير من أعباء الانفاق  الدولارى على المدربين الأجانب فى وقت تمثل فيه العملة الصعبة مأزقا حقيقيا. فهل نوفر لهم المناخ المناسب للعمل والتطوير والإفادة ؟