أفكار متقاطعة

الإسرائيليون بط فى ميدان للرماية!

سليمان قناوى
سليمان قناوى

ألم يأن لقادة العدو الصهيونى أن يدركوا أن 56 عاما من الاحتلال لفلسطين لم تستطع أن تركع الفلسطينيين وتكسر ارادتهم، بل العكس زادت من ضراوة المقاومة، وبعد أن كان الجهاد يقتصر فقط على قطاع غزة، اذا بالضفة تنتفض ويظهر بها منذ عامين فصائل جديدة للمقاومة مثل « كتيبة جنين» و»كتيبة نابلس» و»عرين الاسود» و»وكر الصقور» و»قوات الجليل» و»شهداء الاقصى»  كل ذلك بفعل دائرة العنف المفرغة التى تشعل نيرانها اسرائيل.

وأصبحت جنين بشكل خاص شوكة فى جبين العدو، وكما تمنى موشى ديان وزير دفاع اسرائيل الاسبق أن يستيقظ صباحا ليرى غزة وقد ابتلعها البحر، اصبح العسكريون الحاليون يتمنون ذلك لجنين. يوسى يهوشاع الخبير العسكرى لصحيفة يديعوت أحرونوت، ذكر أن «الأوساط العسكرية الإسرائيلية تعتقد أن مخيم جنين أصبح نموذجا للمعاقل الحصينة، مما يفرض على جيش الاحتلال تحديا جديدا، ولا يتوانى ضباطه بإطلاق الأوصاف على المخيم، وآخرها أنه تحول لـ»حصن للمقاومة»، بعد أن توّجت جنين كعاصمة لها منذ انتفاضة الأقصى، واصبح  المخيم بالفعل صاحب لقب «قلعة الرعب».  

لكن الوضع أصبح أخطر من ذلك فيرى يوآف زيتون الخبير العسكرى لصحيفة يديعوت أحرونوت ان التخوف الإسرائيلى من تطورات الوضع بجنين يتزامن مع دعوات جديدة أطلقها قادة اليمين بأن الدولة بحاجة لعملية مكثفة، ليس فقط فى جنين، بل فى كل الضفة، لأن الوضع يزداد سوءًا، وهناك المزيد من الهجمات، مدّعيا أن معجزة فقط تمنع وقوع قتلى إسرائيليين كل يوم، حتى تحولوا على طرق الضفة الغربية «مثل البط فى ميدان الرماية». 

كابوس جنين للاسرائيليين سابق حتى على تشكيل كتيبة جنين، فحين اجتاحت اسرائيل المدينة عام 2002، سجل مقاومو المدينة  أعظم ملحمة  فى الاستبسال وصفها الرئيس الراحل ياسر عرفات بـ «جنين غراد»، نسبة لحصار مدينة ستالينغراد الروسية التى صمدت أمام الحصار الألمانى الطويل خلال الحرب العالمية الثانية. فقد فخخ الفلسطينيون كل طرق جنين، ونصبوا عدة كمائن أوقعوا فيها 23 اسرائيليا، واستشهد 52 فلسطينيا حتى اصبح مخيم جنين كابوسا للاسرائيليين. 

 وكما استطاع ابراهيم باشا ابن والى مصر محمد على طرد العثمانيين من جنين حين كانت المدينة تحت الحكم المصرى لفترة وجيزة خلال القرن19، بإذن الله سيتمكن الفلسطينيون من تحرير جنين وكل الضفة، ولو دام الاحتلال الامريكى لفيتنام، لدام الاحتلال الصهيونى لفلسطين. 

نداء أخير للاسرائيليين: أنقذذوا بطكم.