عضوية السويد ودعم أوكرانيا أبرز الملفات ..قادة الناتو يجتمعون لتوجيه رسالة شديدة إلى موسكو

صورة رسمية لأعضاء حلف الناتو خلال القمة فى فيلنيوس عاصمة لتوانيا
صورة رسمية لأعضاء حلف الناتو خلال القمة فى فيلنيوس عاصمة لتوانيا

انطلقت أمس أعمال قمة زعماء الدول الأعضاء فى حلف شمال الأطلنطى (ناتو)، فى ليتوانيا، وهيمن على مجرياتها موافقة تركيا على منح السويد عضوية فى التحالف وتوجيه رسالة دعم إلى أوكرانيا التى تنتظر التزامًا من الحلف بشأن انضمامها أيضـًا.


وجاء الاهتمام بإتمام انضمام السويد إلى الناتو بعد أنهى الرئيس التركى رجب طيب إردوغان، أشهرًا من الجمود، بالموافقة على إحالة طلب السويد لعضوية الناتو إلى برلمان بلاده لإقراره. وقال السكرتير العام لحلف شمال الأطلنطى ينس ستولتنبرج عن موافقة إردوغان «إنه يوم تاريخي». وعرقلت تركيا طلب السويد للانضمام إلى الحلف الأطلنطى متهمة ستوكهولم بإيواء ناشطين أكراد تعتبرهم أنقرة إرهابيين.

ورحب رئيس وزراء السويد بالموافقة التركية وقال أولف  كريسترسون خلال مؤتمر صحفي: «نخطو خطوة كبيرة نحو المصادقة رسميا على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلنطي. إنه يوم جيد للسويد»، معربا عن «سعادته الكبيرة» بالاتفاق.


لكن إردوغان ربط عضوية السويد فى الناتو بإعادة الاتحاد الأوروبى إطلاق مفاوضات انضمام بلاده إلى التكتل. وقالت ستوكهولم فى بيان إنها ستدعم الجهود الرامية إلى إحياء محاولات تركيا المتوقفة منذ فترة طويلة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وتم التوصل للاتفاق بعدما علق إردوغان محادثاته مع ستولتنبرج وكريسترسون لعقد اجتماع جانبى مع رئيس المجلس الأوروبى شارل ميشال. وقال ميشال إنهما «تباحثا فى الفرص المستقبلية لإعادة التعاون بين الاتحاد الأوروبى وتركيا إلى الواجهة، وإعادة تنشيط علاقاتنا».


وتحظى تركيا بوضع مرشح رسمى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبى منذ عام 2005، وهى تطمح للعضوية منذ فترة طويلة. لكن التصريحات الجديدة تشير إلى إمكان مضى أنقرة وبروكسل قدما فى تعزيز التجارة، وتحديث اتفاقياتهما الجمركية، وتخفيف القيود المفروضة على منح التأشيرات، بسبب توقف مفاوضات الانضمام.


من جانبه، قال مستشار الأمن القومى الأمريكى جاك سوليفان إن الولايات المتحدة تؤيد فكرة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، كاشفا دعم الرئيس الأمريكى جو بايدن خطة تسليم مقاتلات «إف-16» لأنقرة. وأوضح سوليفان فى مؤتمر صحفى فى فيلنيوس عاصمة ليتوانيا، قبيل انعقاد قمة الناتو، أن بايدن يؤيد خطة تسليم طائرات «إف-16» إلى تركيا.

ولم يتضح إذا كان هذا التغير فى موقف أمريكا تجاه صفقة المقاتلات، بموافقة تركيا على انضمام السويد للناتو. كما أجرى وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن اتصالا هاتفيا مع نظيره التركى يشار جولر أكد فيه دعم واشنطن لمساعى أنقرة للتحديث العسكري.

وذكرت وزارة الدفاع الأمريكية أنه خلال الاتصال الهاتفى بين أوستن وجولر ناقش «الجانبان المحادثات الإيجابية بين تركيا والسويد والأمين العام ستولتنبرج، فضلا عن دعم وزارة الدفاع لجهود تركيا للتحديث العسكري».


وفيما يتعلق بأوكرانيا، أعلن الرئيس الفرنسى ايمانويل ماكرون، أن بلاده ستسلم أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى طراز «سكالب». كما أعلن المستشار الألمانى اولاف شولتس أن اعلانا مشتركا ستصدره الدول الاعضاء فى مجموعة السبع حول «ضمانات أمنية» لأوكرانيا. وتعهدت ألمانيا بتقديم مساعدات عسكرية اضافية الى أوكرانيا بقيمة تناهز 700 مليون يورو، خلال اليوم الاول من القمة.


ومن المنتظر أن تشمل أعمال القمة التى تستمر ليومين، توقيع قادة الحلف خططا إقليمية جديدة للحماية من أى هجوم روسى محتمل والموافقة على تعزيز أهداف الإنفاق الدفاعي.


وقال ستولتنبرج، إن قادة الناتو  سيوجّهون رسالة «واضحة» و»إيجابية» إلى أوكرانيا حول انضمامها إلى الحلف. .من جهته، ندد الرئيس الاوكرانى فلودودمير زيلينسكى بـ»تردد» و»ضعف» الحلف على صعيد انضمام كييف اليه، معتبرًا أن هذا الامر يشجع «الإرهاب الروسي».


وكتب زيلينسكى على تويتر : يبدو أن ليس هناك أى نية لمنح اوكرانيا عضوية الحلف، مضيفا أن «من العبث» الا تحصل بلاده على جدول زمنى للانضمام ومؤكدا أن هذا يشجع موسكو «على مواصلة إرهابها» فى أوكرانيا. 


وكان وزير الخارجية الأوكراني، دميترى كوليبا، قد ذكر أمس الأول، إن أوكرانيا لا توافق على الضمانات الأمنية كبديل للانضمام إلى حلف شمال الأطلنطى «الناتو».


وقبل انعقاد القمة، قال الرئيس الأمريكى جو بايدن إن أوكرانيا ليست مستعدة بعد لعضوية الناتو. وأضاف إن الحرب فى أوكرانيا يجب أن تنتهى قبل أن يفكر الحلف فى ضم كييف إلى صفوفه.. لا اعتقد ضم أوكرانيا إلى أسرة الناتو فى خضم الحرب.. إذا فعلنا ذلك فسنلتزم بحماية كل شبر من أوكرانيا.. وإذا كانت الحرب مستمرة ، سنكون جميعًا فى حالة حرب مع روسيا... وأضاف: «من العجلة الدعوة للتصويت الآن ، لأن هناك مؤهلات أخرى يجب الوفاء بها ، بما فى ذلك التحول الديمقراطى وبعض هذه القضايا.