قلعة السينما تترنح ونقابة الممثلين تستعد لتوجيه الضربة القاضية

ماذا يحدث فى هوليوود؟ الإضراب فى كل مكان.. والنجوم يلوّحون: لا تراجع ولا استسلام!

لقطة من فيلم « باربى»
لقطة من فيلم « باربى»

اليوم، الأربعاء ١٢ يوليو، تنتهى المهلة التى حددتها نقابة الممثلين الأمريكية ،لانهاء التفاوض مع تحالف منتجى السينما والتليفزيون ، وإذا لم يصل الجانبان إلى اتفاق مرض.

ربما تصاب هوليوود بما يشبه الشلل ، بعدما تأثرت بإضراب الكتاب الذى دخل فى أسبوعه العاشر دون بادرة أمل ، وتوقف تصوير عدد كبير من الأفلام والمسلسلات والبرامج ،وتم ترحيل مواعيد عرض بعضها للعام القادم أو ما بعده .

وتأثرت أحداث أخرى فتم تأجيل بعض حفلات الجوائز ، هذا ولم يبدأ الممثلون إضرابهم بشكل رسمى ، ولكنه مجرد تلويح ودعم للكتاب فقط حتى الآن.

ويسود الآن قلق كبير من الإضراب المزدوج ، لأنه بالتأكيد سيكون ضربة قاصمة لتحالف المنتجين وسيغير فى موازين القوى على أرض المعركة ..

نعم تحولت هوليوود لساحة معارك الآن ، لكنها سلمية ، ومثيرة ومتابعتها ممتعة!

أينما تتجه ستصادف مجموعة من المتظاهرين أو المضربين ، يستقبلونك بابتسامة عريضة ، يلوحون بلافتات، يرتدون ملابس انيقة ،أعدت للإضراب ، سوداء وبها رسوم تعبر عن النقابة ومطالبهم المشروعة، ربما يتوقفون مرحبين لتشاركهم وتلتقط معهم صورا تذكارية ، وهم يهتفون أو يرقصون على نغمات هتافاتهم السلمية والتى تعبر عن وحدة العمل النقابي.

الجمعة الماضية انضم أعضاء نقابة الممثلين إلى الكتاب ، شاركوهم الاضراب ، أمام بوابات استوديوهات بارامونت ،وقبلها بوابات ديزنى ، ولأن الشمس ساطعة فى هوليوود الآن ، سبق الاضراب توصيات نقابية ألا ينسوا نظاراتهم الشمسية ، وكريمات الحماية من الشمس، وكان الإضراب الذى أغلق بوابات بارامونت بالحضور الكبير ، كاستعراض راقص ممتع ومبهج!

ستريب وثيرون ولورانس : مستعدون للإضراب

نقابة الممثلين التى تضم أكثر من ١٦٠ ألف عضو، تبدو أحد أذرعها القوية ، نجوم هوليوود ، صامتة حتى الآن ، فلم يظهر أحدهم فى الوقفات السابقة ، وظن البعض أنهم بعيدون عما يحدث ، لكنهم يحركون المفاوضات عن بعد ، بتلويح بالمشاركة ، يدعمون موقف النقابة، وبشكل واضح ومباشر، اختار بعضهم أن يكون له موقف معلن من البداية ، فقد وقع بعض نجوم هوليوود الكبار على بيان شديد اللهجة ، تدعم الممثلين والكتاب ، مطالبين النقابة بالقتال ، ورفض أنصاف الحلول ،محذرين القيادات من التخاذل والتهاون فى المفاوضات..

بين الموقعين على هذا البيان ميريل ستريب وتشارليز ثيرون وچنيفر لورانس وإيمى شومر ، وجاء فى البيان أو الرسالة « نأمل أن تكون قياداتنا هذه المرة على دراية باللحظة الحالية ،نحن مستعدون للإضراب ، لكن نشعر بالقلق من كوننا مستعدين لتقديم تضحيات لا تدعمها القيادة» ، وفى نهاية البيان قال النجوم « هذه ليست لحظة اللقاء فى منتصف الطريق».

جاء هذا البيان الموجه لاعضاء نقابة الممثلين وقيادتها ، لاشعال الحماس، حين قررت النقابة فى مطلع هذا الشهر مد مهلة المفاوضات حتى اليوم ١٢ يوليو ، بعد فشل الجولات الأولى، وقررت النقابة المشاركة فى الوقفات الاحتجاجية فى مواقع مختلفة جنبًا إلى جنب الكتاب ، الذين يمدونهم بأفكار وخطط ، آملين فى تمسك النقابتين بتحقيق مطالبهم كاملة.

وإذا فشل المفاوضون فى تحقيق مطالب الأعضاء اليوم ، سينزل الممثلون إلى الشوارع غدا ،بالتنسيق مع كبار النجوم للمشاركة فى الاضراب فى كل المواقع ، وقد استعدت النقابة بإعداد آلاف اللافتات والتيشرتات الخاصة ،معلنة على مواقع التواصل الاجتماعى أن الممثلين جاهزون للمعركة.

هوليوود فى مفترق طرق

فى حوار سريع لاحدى القنوات التليفزيونية الأمريكية ، قال كريس كيسير أحد القيادات المشاركة فى مفاوضات نقابة الكتاب « إذا انضمت نقابة الممثلين إلينا فى خط الاعتصام .

وأوقفت أى إنتاج ، فإن ذلك سيكون ورقة ضغط شديدة القوة « وأضاف إن القليل من الفوضى يضع مزيدا من الضغط على تحالف المنتجين، لكنه عاد ليؤكد ، أن الكتاب قاموا بالإضراب ثمان مرات ، سبع منها كانوا وحدهم ، وفى كل المرات كان الفوز حليفهم، وهذه المرة سنحصل على ما نريد، نقابتنا تعرف أن الاستوديوهات لا تتخلى عن أى شىء دون قتال .. لكننا نرحب بالممثلين على خط النار معنا ..

وقال المفاوض العتيد « لا شك ان انضمام الممثلين إلينا سيكون تاريخيا، كما حدث فى عام ١٩٦٠ ، حينها تحققت كل المطالب، وبينها الرعاية الصحية ونظام معاش ممتاز.

وكان الكتاب والممثلون قد شاركوا فى إضراب امتد خمسة أشهر عام ١٩٦٠ ، انتهى بانتصار الكفاح النقابى ، وكان وقتها الرئيس الأمريكى الأسبق رونالد ريجان هو رئيس نقابة الممثلين وهو الذى دعا للإضراب.

وتبدو هوليوود الآن فى مفترق طرق ، وحدة العمل النقابى وضعت منتجيها فى موقف صعب ، الأحد الماضى ، كان العرض الافتتاحى لفيلم « Barbie» بلوس انجلوس ،وغاب الكاتب والمخرج نوح بومباخ ، والذى اشترك فى سيناريو وحوار الفيلم، تضامنا وامتثالا لموقف نقابته، وقال فى رسالة أعلنتها جريتا جيرويج مخرجة الفيلم وشريكته فى كتابة عدد كبير من الأفلام ، أنه يوجه رسالة للجميع أن الفن بدون الكتاب لا شىء ، حيث أكدت شريكته فى الحب والكتابة « لاشىء سيحدث فى هوليوود بدون الكتاب»

وكما مر افتتاح « باربي» دون صخب ، متوقع أن يمر افتتاح فيلم « Mission : Impossible-Dead Reckoning Part One» للمخرج الأوسكارى الكبير كريستوفر ماكوراى هذا الأسبوع.

حيث يتوقع ألا يحضر المخرج والذى شارك فى كتابة الفيلم ، وإن كان توم كروز سيحاول أن يدفع الفيلم الذى تعول عليه هوليوود لتعويض ما فاتها من إيرادات خلال النصف الأول من العام ، والذى لم يحقق الرقم المستهدف رغم تجاوزه أربعة مليارات دولار ، وسيتكرر هذا مع « أوبنهايمر» لكريستوفر نولان ، رغم انتظار جمهوره الفيلم بشغف شديد، إلا أن نولان لم يعلن موقفه من حضور العرض الأول ، والذى تتغاضى نقابة الكتاب عنه حتى الآن ، فلم تصدر قرارا بمنع أعضائها من حضور العروض الافتتاحية ، إلا أن معظم الكتاب يقاطعون كل الأحداث الفنية ،مهما كانت.

وبفضل المقاطعة توقف مسلسلات منها The Penguin»، «The Old Man»، «Severance» ، «Abbott Elementary ، «Yellowjackets..

أما الأفلام فقد توقف منها عدد كبير ، وتم ترحيل مواعيد عروض عديدة منها «Avengers:Kang Dynasty » الذى تم ترحيله لعام ٢٠٢٦،وتم ترحيل «Captain America:Brave New World إلى يوليو ٢٠٢٤، فى حين تم تأجيل أفلام أخرى إلى أجل غير مسمى منها «Gladiator 2» ، و « Venom 3»، ومتوقع أن يتسع القوس ليشمل أعمالًا كثيرة جدا إذا انضم الممثلون للإضراب نهاية اليوم.

«مارفل» و»وارنر» تنسحبان من « كوميك كون».. وينسحب القلق على الأحداث والمهرجانات السينمائية التى تقام خلال الأشهر القادمة ، فى كوميك كون سان دييجو، الذى يقام من ١٩ إلى ٢٢ الشهر الحالى ، وهو الحدث الأهم لصناع أفلام الكوميك أو القصص المصورة، والذى لم يغب عنه أبدًا الشركات الضخمة ، ستغيب لأول مرة شركتا مارفل و وارنر بروس ، بسبب إضراب الكتاب والذى أدى إلى صراعات مادية ،بوصف مارفل ، والتى أضافت انها اضطرت لتعليق العديد من الأفلام بسبب هذا الإضراب وهى لم تعتاد الحضور بلا جديد !
أما المهرجانات السينمائية التى ستقام فى الخريف فى أمريكا وخارجها ، فهى أيضا مهددة بالمقاطعة وفقا لقرارات قيادات النقابات ، وإذا لم يحضرها الكتاب والنجوم فستفقد الكثير من بريقها .