تزويد أوكرانيا بالقنابل العنقودية.. حقوق الإنسان في مواجهة التصعيد الحربي

صواريخ عنقودية - أرشيفية
صواريخ عنقودية - أرشيفية

أثارت مسألة تزويد الولايات المتحدة لأوكرانيا بالقنابل العنقودية استياء العديد من الدول الغربية، وذلك بسبب الأضرار الكبيرة التي تلحق بالمدنيين جراء استخدام هذه الأسلحة المثيرة للجدل، إذ أعلنت العديد من الدول المنضوية تحت اتفاقية حظر القنابل العنقودية معارضتها لاستخدام هذه القنابل في الحرب بين أوكرانيا وروسيا، وأكدت التزامها بالاتفاقيات الدولية التي تحظر استخدام تلك الأسلحة.

ويأتي هذا الجدل في ظل تصاعد وتيرة الحرب بين روسيا وأوكرانيا، حيث تستخدم الأطراف المتحاربة جميع الأسلحة المتاحة لديها، بما في ذلك القنابل العنقودية.

ومع ذلك، فإن معظم الدول ترى في استخدام هذه الأسلحة انتهاكًا للأعراف الدولية وحقوق الإنسان، وتحاول بذل جهود لوقف استخدامها.

أعلن رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، أن المملكة ملتزمة باتفاقية عدم استخدام القنابل العنقودية، مُضيفًا أن المملكة واحدة من 123 دولة حظرت هذه الأسلحة المثيرة للجدل، بسبب قتلها للمدنيين، إلا أن "سوناك"، أكد رغم ذلك على استمرار دعم بلاده لأوكرانيا.

وتعد المملكة المتحدة طرف في اتفاقية عام 2008 لحظر الذخائر العنقودية ، لكن لم توقع عليها أي من الولايات المتحدة أو أوكرانيا أو روسيا .

من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون إن الولايات المتحدة كانت محقة في الموافقة على تزويد أوكرانيا بذخائر عنقودية.

 وكتب رئيس الوزراء السابق على موقع تويتر: "اتخذ جو بايدن قرارًا صعبًا ولكنه شجاع لتزويد أوكرانيا بذخائر عنقودية. انه علي حق".

 وتابع "هذه أسلحة مروعة. لكن بوتين استخدمها لأكثر من عام في برنامجه للذبح العشوائي لأشخاص أبرياء تمامًا".

 وذكر "كلما أسرعنا في مساعدة الأوكرانيين على الفوز ، زاد عدد الأرواح التي ننقذها من جميع النواحي. ولا تنسوا أبدًا - الأوكرانيون هم من سيستخدمون هذه الأسلحة على أراضيهم، ولحماية أنفسهم ".

قالت مارجاريتا روبليس، وزيرة الدفاع الإسبانية، السبت، إنه يجب ألا يتم إرسال تلك الذخائر إلى أوكرانيا، مُضيفة خلال تجمع في مدريد قبل الانتخابات المقررة في 23 يوليو، أن إسبانيا تؤكد على التزامها الراسخ تجاه أوكرانيا، وأنها أيضًا لديها التزام قوي بعدم تسليم أسلحة وقنابل معينة تحت أي ظرف.

وتابعت: "لا للقنابل العنقودية، نعم للدفاع الأوكراني، الذي ينبغي ألا يستخدم القنابل العنقودية"، مؤكدة أن القرار اتخذته الحكومة الأمريكية، وليس حلف شمال الأطلسي.

كندا كذلك أعلنت معارضتها لاستخدام القنابل العنقودية من قبل أوكرانيا، مؤكدة التزامها باتفاقية "أوسلو"، التي تحظر هذه القنابل، وقالت في بيانها إنها لا تؤيد استخدام القنابل العنقودية، وتلتزم بوضع حد لآثار القنابل العنقودية على المدنيين وخاصة الأطفال.

وأكدت الحكومة الكندية، التزامها التام بالاتفاقية، وأنها تتبنى التزاماتها الناشئة عن اتفاقية "أوسلو"، لتشجيع تبنيها على الساحة العالمية.

أنالينا بيربوك، وزيرة الخارجية الألمانية، شددت على معارضة بلادها لإرسال قنابل عنقودية لأوكرانيا، قائلة إن ألمانيا تعارض الخطوة، بصفتها عضوًا في اتفاقية حظر القنابل العنقودية.

وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية ستيفن هيبيستريت للصحفيين في برلين: "نحن على يقين من أن أصدقائنا الأمريكيين لم يتخذوا القرار بشأن توفير مثل هذه الذخيرة على محمل الجد".