«لقمة» قصة قصيرة للكاتب سيف المرواني

سيف المرواني
سيف المرواني

بينَ أكوامِ الطماطمِ والكوسةِ، تنادِي بصوتٍ ممزوجٍ بحزنٍ دفينٍ: الكيلُوْ بخمسةٍ، فِي قارعةِ الطريقِ يمتدُ حلمُهَا رُغمَ أنَّ عمرَهَا لَا يتجاوزُ العشرينَ عامًا, وتِلكَ الحرارةُ التِي لَا تُطَاقُ فِي عزِّ الظهيرةِ وهجيرِ الحرقةِ تبحثُ عَنْ لقمَةٍ تروي جفافَ حلوقٍ تعودَتْ علَىْ الفقرِ ارتبطَ بهَا وارتبطَتْ بِهِ

مسافرةٌ والغيمُ يسكنُ رُوحَها – ولكنْ إلَى أينَ المفرُ؟ ولقمةُ العيشِ مضنيةٌ متخذةً مِن الطريقِ مقرَا لتلكَ البسطةِ المتواضعةِ والتِي تتكونُ مِن عدةِ صناديقِ فاكهةٍ فارغةٍ

انكسارُ السنينَ يشعُ مِنْ وجهِهَا البرئِ تودُ أنْ تفرَّ مِن جنونِ كلِّ حرقةٍ , تنتظرُ زائرًا يشترِي مِنْهَا بعضًا مِمَا يسدُ الرمقَ ويُطفِئُ اللهفةَ .

 

تُبحرُ في سماءِ البعدِ والأنينُ بلغَ مداْهُ ، بعدَ ساعاتٍ مِنْ الانتظارِ يمرُ مشترٍ يكاسرُ معَها فِيْ السعرِ وربَمَا لا يشترِي  ويتركُها ويذهبُ وترفعُ يديْهَا للسماءِ ترجُوْ أنْ يَمُنَ عليَهَا بمَن يشترِيْ مِنْهَا فأحلامُهَا قَدْ تموتُ مَعَهَا ويموتُ فرحٌ كانَتْ تَودُهُ.