بداية انفراجة فى عمليات البيع والشراء

السيارات.. «السوق يتحرك»

إقبال على سوق السيارات الجديد
إقبال على سوق السيارات الجديد

ريهام الهوارى

إقبال على سوق السيارات الجديد بـ«طريق السخنة» وتوقعات بانخفاض الأسعار الأيام المقبلة

اتجهت الأنظار من جديد نحو أسواق السيارات التى ضربها الركود قبل وأثناء فترة الأعياد والامتحانات بسبب الارتفاع الجنونى فى الأسعار بطريقة غير مبررة، وخاصة فى سوق السيارات الجديد بطريق العين السخنة وأسواق المحافظات وامتد التأثير إلى المواقع الإلكترونية الشهيرة وصفحات السوشيال ميديا، حينها كان هناك شلل تام فى المبيعات والسيارات للعرض فقط.

خبراء: مبالغة فى التسعير والتراجع سيكون إجباريًا

طرق بمعايير عالمية ولافتات واضحة ومتعددة ترشدك للسوق الحضارى الجديد للسيارات بالقاهرة-على طريق السخنة-، أينما كنت ومن أى الجهات والأماكن، حضرتك ستصل وجهتك بقليل من التركيز، ومن بوابات العبور وانتظام الدخول والخروج والأمن والأمان والطمأنينة تدرك تماما الفارق الكبير بين عشوائية السوق القديم _سوق الجمعة بمدينة نصر- وهذه المدينة المتكاملة للسيارات بخدماتها الشاملة  فحص وصيانة ومرور وشهر عقارى وخدمات أخرى متعددة-، أنت آمن فى هذا المكان، شخصك وأموالك وسيارتك، التنظيم رائع والأجواء مريحة فى السوق وتبقى الأسعار والتسعير والبيع والشراء شطارة واجتهاد وظروف سوق يحكمه العرض والطلب.


فى سوق السيارات الجديد -الأكبر فى مصر- شهدت «الأخبار» استئناف أول «جمعة» فى السوق عقب الإجازات، ورصدت إقبالا كبيرا جدا من المواطنين على السوق، سواء لعرض سياراتهم للبيع أو شراء سيارة تناسب حجم مدخراتهم، وبدأت الحياة والحركة تدب فى السوق تدريجيا ابتداء من ساعات الصباح الباكر وتحديدا فى الحادية عشرة صباحا، حيث بدأ التجاوب والمرونة فى العرض والتسعير، دون مبالغة كبرى فى الأسعار كما شهدتها أولى ساعات العمل بالسوق صباحا، حيث كان الحديث يقتصر على: بكم السعر؟ ويأتى الرد: شكرًا ربنا يحسن سوقها.
بين التجار والمواطنين وفى أرجاء هذا السوق الحضارى فائق التميز، تجولت «الأخبار»، وعن قرب تحدثت مع الجميع، التجار يشكون مغالاة المالكين فى تسعير سياراتهم التى قد تقترب من بعض أنواع السيارات الزيرو، بينما المواطنون يرون أن البيع عرض وطلب وتحكمه أسعار السوق الفعلية فمن يريد استبدال سيارته بأخرى يبحث عن البيع بأفضل سعر ليتمكن من شراء ما يبحث عنه وبالطبع سيكون مرتفعا هو الآخر، أو ليكون البيع مضطرا لأمر آخر هنا يبحث عن أعلى سعر، وبين التجار والمواطنين هناك متخصصون يرون أنه على الرغم من الحراك النسبى فى السوق يبقى الركود مسيطرا إلى حد ما بسبب المبالغة فى الأسعار، وأكدوا أنه مع تمسك البائع والتاجر بالأسعار الفلكية غير المبررة سيضرب السوق شلل تام تكون نتيجته هبوطًا اضطراريًا وانخفاضًا إجباريًا فى الأسعار خلال الفترة المقبلة.


بينما يرى متعاملون فى السوق أن الفترة المقبلة ستشهد نشاطا أكبر فى حركة البيع والشراء بعد انقضاء الإجازات إضافة إلى تراجع ملحوظ فى الأسعار.
الجميع فى السوق مواطنين وتجارا يبحثون عن السيارات الشعبية كأولوية، مثل الكورى واليابانى، حيث قطع الغيار المتوافرة والصيانة غير المكلفة والأسرع فى إعادة البيع، والأكثر بحثا من قبل المواطنين عن السيارات التى تتراوح أسعارها بين 80 و250 ألف جنيه، وهنا يفتشون السوق عن الشاهين وشقيقاتها والفيرنا واللانوس والميتسوبيشى والتويوتا بموديلاتها المختلفة ابتداء من التسعينات وكل حسب الحالة والموديل والإمكانيات.


البداية، كانت مع إسلام محمد، تاجر سيارات وأحد أصحاب المعارض بالجيزة الذى جذبنا بصوته من مسافة نحو 15 مترًا قائلا: «ابعت يارب»، ترجلنا نحوه وسألناه عن السوق وأحواله، فصاح قائلا: المبالغة فى الأسعار وصلت ذروتها والبيع والشراء فى أدنى مستوياته على سبيل المثال السيارة الجديدة بمليون جنيه يأتى البائع طالباً 900 ألف جنيه فى المستعمل وهذا أمر غير طبيعى، بالإضافة إلى أنه لا يوجد داخل السوق سيارات مستعملة 2023، كما أكد أن السيارات الأكثر مبيعًا هى السيارات الشعبية التى يتراوح أسعارها من 70 ألفا إلى 160 ألف جنيه، وتحدث غاضبا عن أسعار السيارات الفيرنا التى تتراوح اسعارها من 200 حتى 300 ألف جنيه بلا أى إمكانيات، وأضاف، أن أسعار المستعمل سيتم ضبطها داخل الأسواق عند ثبات سعر السيارات الجديدة التى ترتفع بشكل جنونى غير مبرر.


أما إبراهيم، تاجر سيارات، بادرنا دون سؤال يشكو الزيادة غير المبررة فى أسعار السيارات رغم مقوماتها الضعيفة، وقال انه يقوم ببيع السيارات المستعملة داخل معرضه بأسعار اقل من الأسعار التى يتم عرضها داخل السوق مؤكدا أن الذى يقوم بعرض سيارته للبيع بأسعار غير متوقعة، يجب عليه مراعاة حالة السيارة أثناء البيع عند وضع السعر.
وأضاف، أن حركة السوق بها شلل تام ومن المتعارف عليه أن فترة الأعياد بالأعوام الماضية بها حركة بيع وشراء، كنا نبيع من 7 الى 8 سيارات وشراء أكثر من 7 سيارات ولكن الآن الجمعة التى تسبق العيد لم يتم بيع ولا شراء أى سيارة بسبب وجود أسعار لم يتوقع العقل إدراكها، وأكد ان التجار الأكثر تضررا فى هذه الفترة والكسبان هو «الزبون».
وعلى بعد خطوات بسيطة وجدنا أحمد مرعى مهندس يتواجد داخل السوق للمرة الأولى فى حياته رغبة منه فى بيع سيارته كيا بيكانتو 2010، علامات الحيرة والقلق تسيطر عليه بسبب سيطرة التجار على أغلب عمليات البيع والشراء ولا يمتلك أى خبرة سابقة فى هذا المجال للفصال والمجادلة معهم، قائلا «كله عاوز يشترى العربية برخص التراب وفى تجار حافظين السوق وعارفين وجوه الزبائن الجديدة».


وأضاف أنه مبهور بالسوق الجديد الذى يقدم جميع الخدمات الخاصة بعمليات البيع والشراء، وتستطيع أن تنهى جميع الإجراءات المعقدة فى ساعات قليلة بدون تعب موضحا أن السوق الجديد يتميز ايضا بالأمان والمراقبة من جانب أجهزة الدولة بخلاف ما كان يحدث فى سوق السيارات القديم من بلطجة وسرقات.
وتابع أنه يرغب فى بيع سيارته بأسرع وقت لذلك قدم سعرا متداولا ووجده على السوشيال ميديا ومواقع بيع الأونلاين، وعرض سيارته بـ 240 ألف جنيه قابلة للتفاوض البسيط لأن حالة السيارة ممتازة ولا تحتاج لأى مصاريف ويوجد بها رخصة سارية لمدة سنتين، وقال: لا أجد هذا السعر مبالغا فيه لأن المشترى لن يذهب للميكانيكى وقد تجد سيارات أخرى نفس الموديل يتم عرضها بسعر أقل نظرا لأنها تحتاج لبعض المصاريف، جئت إلى السوق لمعايشة أجواء البيع والشراء ومن المؤكد أننى لن أبيع لأن أغلب التجار يخفضون فى سعر السيارة من أجل أن يحققوا أرباحًا طائلة وأفضل بيع السيارة لمواطن عادى.


أما حسين محمد، الرجل الخمسينى، جاء من محافظة الفيوم إلى السوق الجديد بطريق العين السخنة نظرًا للإقبال الكبير الذى يشهده السوق فى الفترة الأخيرة والذى يتمتع بالأمان وجدية البيع والشراء.. يقف أمام سيارته بولو موديل 95 الذى حرص على تنظيفها والاهتمام بها لجذب أعين الزبائن الراغبين فى شراء سيارة بسعر منخفض ينتظر المارين ولا يتعامل إلا مع الجادين فقط فى الحديث عن مميزات السيارة وحالتها، ولا يرغب فى التعامل مع التجار المنتشرين داخل السوق بشكل مرعب.
وأضاف أن سعر السيارة فى متناول الجميع حاليا بعد أن عرضها بـ 90 ألف جنيه وهى ماركة ألمانية مشهورة وقطع غيارها أسعارها بسيطة وغير مكلفة ولا تختلف عن السيارات الشعبية المتداولة بين المواطنين، ويوجد بالسيارة رخصة سارية ويتم عرضها بأسعار مرتفعة من التجار لنفس الموديل لكنه يرغب فى إتمام البيع بشكل أسرع لذلك خفض الثمن ولا يوجد أى عيب بالسيارة وجميع الصيانات اللازمة قام بإجرائها حتى لا يغش أحدا قائلا:» احنا عايشين بالحلال ربنا يبعدنا عن خداع الناس».