الاتحاد الدولي الفلكي يرصد تأثير الإشعاع الصادر من الأقمار الصناعية

الأقمار الصناعية     
الأقمار الصناعية     

إستخدم علماء الفلك ولأول مرة مصفوفة التليسكوبات الفلكية المعروفه ب لوفر (LOFAR) والموجود بهولندا والتى تعمل في النطاق الراديوي من 10 وحتى 240 ميجاهيرتز لمراقبة موجات الراديو منخفضة التردد من تجمع للأقمار الصناعية Starlink.


حيث تم الكشف عن الإشعاع الكهرومغناطيسي "الغير مقصود" المنبعث من الإلكترونيات الموجودة على متن أقمار Starlinkوالتي يمكن أن تؤثر على الأبحاث الفلكية.

اقرأ أيضاً|سالم المري: تصنيع الأقمار الصناعية هو بترول الإمارات الجديد

في دراسة نُشرت حديثاً في مجلة علم الفلك والفيزياء الفلكية (Astronomy & Astrophysics journal) ، استخدم علماء من عدد من المؤسسات البحثية الرائدة تلسكوب مصفوفة التردد المنخفض (LOFAR) المتمركز في هولندا لمراقبة 68 قمراً صناعياً من Starlink صنعتها شركة SpaceX ،وضح المؤلفون أنهم اكتشفوا "إشعاعات كهرومغناطيسية غير مقصودة" صادرة من إلكترونيات على متن هذة الأقمار وأنه يختلف في التررد عن ما يتم إستخدامة في الإتصالات ، وقد اكد علماء الفلك الراديوي ان هذا يمثل تشويشا للموجات الراديوية الفلكية وبالتالي يجب معالجته.

ويتم الان إجراء المزيد من التقييم العلمي بما في ذلك أنظمة الأقمار الصناعية الأخرى ، لمعرفة مدى تأثير مثل هذا النوع من الإشعاع على الأبحاث الفلكية نتيجة لذلك، أكدت الدراسة أهمية أخذ هذا التأثير في الإعتبار عند صناعة و تطوير المركبات الفضائية والأقمار الصناعية المخصصة لهذا الغرض.
هل من الممكن إكتشاف نفس الظاهرة عند دراسة الأقمار الصناعية التى تعمل في المدار المنخفض للأرض؟

دائما مايهتم علماء الفلك، الذين يستقبلون الإشعاعات والإشارات الخافتة جدا من الأجرام السماوية، بالإشارات الإصطناعية والمصنوعة من قبل الإنسان والتي من الممكن أن تلاشي القادمة من الاجرام الفلكية. ومن ثم، فإن معظم التلسكوبات الراديوية مبنية في مواقع ذات حماية لاسلكية خاصة من التداخل الأرضي (مثل موجات الإذاعة والتليفيزيون). يقع بعضها في مناطق هادئة لاسلكية بالتنسيق مع المنظمات الحكومية والجهات المعنيه بهذا الأمر.
لكن حقيقة وعلى الجانب الاخر، تمثل الاقمار الصناعية مثل Starlink (والتي من المفترض ان تقدم بعض الخدمات الخاصة بمراقبة الأرض وكذلك الإنترنت) وكذلك أيضاً الاقمار الصناعية في المدار المنخفض تعقيدا كبيراً للأرصاد الفلكية ومجال رؤية التليسكوبات أيا كان اتجاهها. وبهذا سيكون لدى أي تلسكوب راديوي العديد من الأقمار الصناعية التي تشع إشارات في مدى رؤيته في أي وقت. ولهذا يعتبر اكتشاف المصادر الإضافية الغير الصادرة من الاتصالات أمرًا هاما للغاية ويستحق مزيدًا من الدراسة لتفادى التداخل فى الاشعاعات الراديوية الصادرة من الاجرام السماوية والاخرى الصادرة بشكل غبر مقنن من الاقمار الصتاعية.
واكد الباحث الرئيسي فيديريكو دي فرونو: "أن هذة الدراسة تمثل أفضل وأخر ماتوصل العلماء إلية في تأثير مثل هذه التجمعات للأقمار الصناعية على دراسة الأجرام السماوية في نطاق الفلك الراديوي".
وأكد العالم سييس باسا والمشارك فى الدراسة انه باستخدام LOFAR تم اكتشاف إشعاعًا رادايويا فى نطاق يتراوح بين 110 و 188 ميجاهرتز ينبعث من 47 قمرا صناعيا من أصل 68 تم متابعتها ومن المؤسف ان يتضمن نطاق التردد هذا نطاقًا من المفروض انه محميًا بين 150.05 و 153 ميغاهرتز ومخصصًا بشكل خاص لدراسات الفلك الراديوي من قبل الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)".
يتوقع القائمون على الدراسة اكتشاف انبعاثات غير مقصودة مماثلة من اقمار صناعية أخرى تدور حول الأرض فى مدارات منخفضة ، وقد تم التخطيط بالفعل لمزيد من أعمال القياس التي تركز على مجموعات الأقمار الصناعية الأخرى.
وفي سياق متصل، ومن خلال المحاكاة حاول الباحثين غى هذا المجال فهم العلاقة بين عدد الأقمار الصناعية في التجمع الواحد وكمية الاشعاع المعروف بالغير مقصود وقد توصلوا إلى انه كلما زاد عدد الاقمار كلماا زادت نسبة الإشعاع القادم وبالتالي هناك المزيد من التخوف ليس فقط من العدد الموجود حاليا ويعمل فى الفضاء بل ايضا من تأثير ماهو مخطط له مستقبلا.
ويعتبر التعاون والتنسيق مع مشغلي الأقمار الصناعية وتنظيم عملها وعلماء الفلك الراديوى هو الحل المثالى لتجتنب هذا التداخل الذى قد يفسد نتائج الدراسات العلمية حول الكون .

وأكد الباحثين أنهم على اتصال وثيق مع SpaceX، وقد عرضت الشركة مواصلة مناقشة الطرق الممكنة للتخفيف من أي آثار ضارة على علم الفلك وأبدت حسن نيتها ,وبناء على ذلك ، أدخلت SpaceX بالفعل تغييرات على الجيل القادم من الأقمار الصناعية والتي يمكن أن تخفف من تأثير هذه الانبعاثات غير المقصودة على المشاريع الفلكية المهمة.