فورين بوليسي: أسلحة الجيش الأمريكي في أفغانستان تستخدم في مواجهات ضد حلفاء واشنطن

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ذكرت دورية «فورين بوليسي» الأمريكية أن حركة طالبان ترعى سوقا سوداء لبيع الأسلحة الأمريكية التي تركها الجيش الأمريكي عند انسحابه من أفغانستان قبل عامين، وكذلك الأسلحة التي تم تقديمها من واشنطن إلى الدولة الأفغانية منذ عام 2002 .


وأشارت «فورين بوليسي» إلى أن الجيش الأمريكي ترك أسلحة عند انسحابه من أفغانستان قبل عامين، تستخدم حاليا في مواجهات ضد حلفاء واشنطن في مناطق الاضطرابات من قبل إرهابيين، موضحة أن التجار الحاصلين على تصريح من حركة "طالبان" في الأسواق المنتشرة في المناطق الجنوبية والشرقية من أفغانستان، يعرضون بنادق آلية ومسدسات أمريكية الصنع للبيع، إلى جانب معدات من روسيا وباكستان والصين وتركيا والنمسا.

اقرأ أيضاً| الحكومة الكينية تعتزم خفض إنفاقها الإعلاني بوسائل الإعلام الخاصة المحلية

وأضافت الدورية الأمريكية، أن هناك مراكز تجارية معزولة في عمق الصحراء وعلى طول مسارات وعرة قبالة الطرق السريعة الرئيسية في أفغانستان، تعرض صواريخ وقنابل وقاذفات قنابل يدوية ونظارات للرؤية الليلية وبنادق قنص ومناظير وذخيرة، يتم تسعيرها بالعملة الأفغانية والدولار، مشيرة إلى أن البنادق الهجومية الأمريكية، مثل (M4)، يمكن أن يصل سعرها، إن كانت في حالة جيدة، إلى 2400 دولار؛ نظرا لكونها دليل على المكانة الاجتماعية، فيما يمكن أن تصل تكلفة بندقية (AK-47) باكستانية الصنع إلى 130 دولارا فقط.

ورأت «فورين بوليسي» أن ما يحدث في أفغانستان يعد سباق تسلح جديد يهدد الأمن العالمي، موضحة أن طالبان، إلى جانب كونها تقع في قلب شبكة تهريب عالمية تجني مليارات الدولارات من الهيروين والميثامفيتامين (وهو منبه قوي يؤثر على الجهاز العصبي المركزي وقد يؤدي إلى الإدمان)، توجه الآن الأسلحة الصغيرة إلى المتطرفين الذين يشاركون الحركة الأيدولوجية ذاتها، خاصة في دول الجوار، إذ تستخدم حركة طالبان باكستان (TTP) في المناطق القبلية الشمالية الغربية في باكستان، والانفصاليون في بلوشستان، أسلحة أمريكية الصنع في مواجهات مع عناصر الشرطة والجنود في حرب متصاعدة ضد الدولة الباكستانية.

وأشارت إلى أن مقاطع فيديو حركة طالبان باكستان تظهر هجمات على مواقع الشرطة والجيش في باكستان من قبل مسلحين يستخدمون أسلحة أمريكية ونظارات رؤية ليلية، لافتة إلى أن تقريرا حديثا لمنظمة مراقبة السلام الأفغانية أفاد بأن نظارات الرؤية الليلة هي "ملحقات مطلوبة بشدة يتم توفيرها للقوات الخاصة الأفغانية"، كما نقل التقرير عن أحد مقاتلي طالبان في إقليم ننجرهار المتاخم لباكستان قوله إن أدوات الرؤية الليلية تباع بما يتراوح بين 500 و1000 دولار.

ونقلت الدورية الأمريكية عن الكاتب الباكستاني افتخار فردوس، رئيس تحرير مجلة "خراسان دايري"، قوله إن "انتشار مثل هذه الأسلحة لم يجعل من الصعب فقط مكافحة شبكات الإرهاب على المستوى الإقليمي، بل إن معدات الرؤية الليلية، على وجه الخصوص، تُستخدم لاستهداف أفراد الأمن والشرطة الباكستانيين بشكل يومي".

وأشارت "فورين بوليسي" إلى وجود تقارير تفيد بأن هناك أسلحة هجومية أمريكية قد استخدمت في الهجمات الأخيرة من قبل جماعات غير حكومية في كشمير، ومناطق أخرى.

ويرى ياسين ضياء، الجنرال السابق في الجيش الأفغاني الذي يقود الآن جبهة تحرير أفغانستان المعارضة، أن الأسلحة الأمريكية من المحتمل أيضًا أن تذهب إلى عملاء حركة طالبان باكستان الذين جرى نقلهم، في صفقة بين طالبان وباكستان، إلى شمال أفغانستان، مضيفا أن هؤلاء "لن يكونوا موضع ترحيب وسيحتاجون للدفاع عن أنفسهم" ضد السكان المحليين.

ووفقا للدورية الأمريكية، فبالنسبة لحركة طالبان، التي جنت الكثير من الأموال من أنواع أخرى من التجارة غير المشروعة، فإن صفقات الأسلحة هي مجرد مصدر آخر للدخل، مضيفة أنه من المحتمل أن تسيطر طالبان على السوق السوداء الجديدة وتفرض ضرائب عليها.

ونقلت «فورين بوليسي» عن افتخار فردوس رئيس تحرير مجلة "خراسان دايري" قوله إن الأنشطة الدعائية لحركة طالبان أفغانستان وتنظيم داعش تظهر "توجهًا عامًا نحو الاستبدال التدريجي لبنادق الكلاشينكوف بأسلحة الناتو، إذ يظهر المسلحون ببنادق قنص M24، وبنادق M4 مع عدساتTrijicon ACOG، وبنادق M16A4 ذات العدسات الحرارية، ورشاشات M249 وبنادق AMD-65 وبنادق M4A1 وبنادق هجومية M16A2 / A4".

وأشارت الدورية الأمريكية، إلى أنه بفضل كل من الهبات الأمريكية وشبكات التهريب التابعة لطالبان، فإن هذه الأسلحة تذهب إلى كل مكان؛ "فوفق الخبراء تنقل الأسلحة بالطرق نفسها التي يتم من خلالها تهريب المخدرات والأحجار الكريمة والممنوعات الأخرى، إلى حركة الشباب في إفريقيا جنوب الصحراء والجماعات التابعة لتنظيم داعش الإرهابي في الفلبين وتايلاند وماليزيا وسريلانكا.. وبغض النظر عن أفغانستان، حيث انتهى التمرد بالنصر في أغسطس 2021، فإن عدد قتلى الهجمات الإرهابية في ارتفاع، وفقًا لمؤشر الإرهاب العالمي".

ولفتت إلى أنه وفقا لتقديرات وزارة الدفاع الأمريكية فإن مخزونات الأسلحة والمركبات الأمريكية المتبقية في أفغانستان بلغت قيمتها 7.12 مليار دولار من 18.6 مليار دولار تم إنفاقها منذ عام 2002 على تسليح قوات الأمن الأفغانية، وهو ما يشمل نحو من 600 ألف قطعة سلاح من مختلف الطرازات، وما يقرب من 300 طائرة ذات أجنحة ثابتة ومروحية، وأكثر من 80 ألف مركبة من عدة طرازت، ومعدات اتصالات، وغيرها من العتاد المتقدم مثل نظارات الرؤية الليلية وأنظمة القياسات الحيوية، مضيفة أن مكتب المفتش العام الأمريكي الخاص لإعادة إعمار أفغانستان (SIGAR)، نقل عن مسئول في طالبان قوله، بعد الانسحاب العسكري في صيف عام 2021، إن الحركة "استحوذت على أكثر من 300 ألف قطعة سلاح خفيف و26 ألف سلاح ثقيل ونحو 61 ألف مركبة عسكرية"، هذا بالإضافة إلى ما كان لديها بالفعل.