الإسرائيلية المخطوفة بالعراق عميلة للموساد أم باحثة متعددة الولاءات؟

إليزابيث زوركوڤ
إليزابيث زوركوڤ

 قضية معقدة تشغل بال كبار المسؤولين فى إسرائيل منذ عدة أشهر لكن لم يتم نشرها إلا الآن حين كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية النقاب عنها، هنا فقط تدفقت المنشورات الإسرائيلية بالغزير من المعلومات. القضية، فى الوقت نفسه، تضع السلطات العراقية فى مأزق بسبب تعدد أطرافها، وتعارض مصالحهم. 


ففى نهاية شهر مارس تعرضت الفتاة الإسرائيلية إليزابيث زوركوڤ للاختطاف فى بغداد عاصمة العراق. أعلنت «كتائب حزب الله» العراقية، قيامها بخطف واحتجاز الفتاة باعتبارها عميلة للموساد الإسرائيلى. بالمقابل ذكرت إسرائيل أنها كانت باحثة أتت إلى العراق فى إطار بحثها الأكاديمى. 


الكتائب العراقية غير مرتبطة بالتنظيم اللبنانى، لكنها بحسب صحيفة نيويورك تايمز مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالحرس الثورى الإيرانى، وتصنفه الولايات المتحدة على أنه منظمة إرهابية.


تثير المعلومات المنشورة عن الفتاة الكثير من الانتباه، فهى تحمل الجنسية الروسية، بجانب جنسيتها الإسرائيلية، وقد هاجرت إلى إسرائيل عندما كانت فى الرابعة من عمرها من سان بطرسبرج، وهى تدرس فى جامعة پرينستون الأمريكية للحصول على درجة الدكتوراه، بعد حصولها على الماجستير فى العلوم السياسية من جامعة شيكاغو، وفى دراسات الشرق الأوسط من جامعة تل أبيب، وعلى البكالوريوس فى العلاقات الدولية والاتصالات فى الجامعة العبرية، ويقال انها تتحدث العربية بطلاقة. تعيش فى تل أبيب على الرغم من أن موقعها على الإنترنت يذكر أنها تعيش فى اسطنبول!
 بعد إنهائها الخدمة العسكرية فى 2008 عملت كمساعدة للوزير ناتان شارانسكى، الذى حرص على تبرئتها من تهمة التجسس لصالح أمريكا أو روسيا أو إسرائيل وقال: «لقد عرفتها منذ سنوات عديدة، وقد أجرت بحثًا أكاديميًا بشكل عام».


بجانب دراستها للدكتوراه فى السنوات الأخيرة بالجامعة الأمريكية، عملت كباحثة فى منتدى التفكير الإقليمى فى إسرائيل ومعهد نيولاينز فى واشنطن، وفى 2019 نشرت لها « يديعوت أحرونوت مقالًا عن إحدى زياراتها لمدينة الموصل ووحشية داعش هناك.


يُذكر أن زوركوڤ زارت العراق عشر مرات بذريعة البحث الذى تجريه، وفى الزيارة العاشرة، فى 19 مارس أبلغت معهد الأبحاث فى واشنطن الذى نشرت فى مجلته مقالات - تحت سيطرة الميليشيات الشيعية، بأنها سئمت من العمل الميدانى، وستعود. ولكن بعد أسبوع تم اختطافها من أحد المقاهى. 
منذ أن علمت إسرائيل بالاختطاف، بدأت مفاوضات هادئة فى محاولة للإفراج عنها عبر عدة قنوات، بما فى ذلك مع الحكومتين الروسية والأمريكية وأطراف أخرى.
التقدير فى إسرائيل هو أن قضية زوركوڤ لن تحل قريبًا، فالأمريكيون لم يبدوا اهتمامًا، ولا يوجد أى احتمال لإطلاق سراحها فإسرائيل لن تجرى مفاوضات مباشرة ولن تدفع مقابل إطلاق سراحها كما فى حالات خطف إسرائيليين سابقة. كما يُنظر إلى الحكومة العراقية على أنها مسؤولة عن سلامتها.
خاصة بعد أن أثارت صحيفة «نيويورك تايمز» المخاوف من نقل زوركوڤ إلى إيران، رغم عدم وجود إشارات على حدوث ذلك.