بقوة الصاروخ، سجل سهم قضية «تجريم الإجهاض» صعودًا ملموسًا في «بورصة» انتخابات الرئاسة الأمريكية، وهي القضية التي طرحها المرشح الجمهوري المحتمل لرئاسة أمريكا، دونالد ترامب، لتُصنف تصريحاته بخصوص هذه القضية بأنها «عنصرية ضد حقوق المرأة».

ووضعت تصريحات «ترامب» حول الإجهاض، المرشح الجمهوري في مواجهة مدافع الجماعات الحقوقية ومنظمات حقوق المرأة، فيما لم يترك المرشحون الديمقراطيون الفرصة لينقضوا على ترامب، والتذكير بأنه قد يصبح في يوم من الأيام رئيسًا لأمريكا.

ترامب يثير الأزمة ويتراجع عنها
لم يجد الملياردير الجمهوري دوالد ترامب حرجًا في المطالبة بإخضاع السيدات اللاتي يخضعن لعمليات الإجهاض لنوع من العقاب، مؤكدًا أن عمليات الإجهاض يجب أن تصنف على أنها «غير قانونية».

بعد ساعات من تلك التصريحات التي أثارت رفضا واسعا، سارع «ترامب» بالتراجع عنها، وأصدرت حملته الرئاسية بيانًا صحفيًا لتوضيح تصريحات مرشحهم الأخيرة.

وجاء بيان حملة «ترامب» ليوضح أن النساء اللاتي يخضعن لعمليات الإجهاض هم ضحايا، مضيفًا أن الأطباء الذي يقومون بتلك العمليات هم من يجب معاقبتهم.

وقال «ترامب» إنه في حال قررت الولايات تبعًا للقانون الفيدرالي، جعل الإجهاض غير قانوني، فإن الأطباء الذين سينفذون تلك العملية يجب أن يعاقبوا «هم وليس النساء اللاتي يخضعن للإجهاض».

كلينتون: لا تسمحوا لترامب بالاقتراب من البيت الأبيض
لم تفوت المرشحة المحتملة عن الحزب الديمقراطي لرئاسة أمريكا، هيلاري كلينتون، فرصة الهجوم على ترامب والرد على تصريحات المتعلقة بالإجهاض، والتذكير بأنه قد يصبح رئيس أمريكا القادم.

وقالت كلينتون عبر حسابها على «تويتر»: «ترامب قد يصبح رئيس أمريكا القادم، لا تسمحوا لهذا الشخص الذي يحتقر حقوق المرأة بالاقتراب من البيت الأبيض».

«هيلاري» رأت أن ترامب لا يمكنه التراجع الآن عن تصريحاته التي سمعها الجميع، والتي طالب فيها بعقاب النساء اللاتي يقدمن على عملية الإجهاض، موضحة أن تلك الأفكار لا تختلف كثيرا عن معتقدات المرشحين الجمهوريين والذين قد يقرون بعدم قانونية الإجهاض أيضا.

وتابعت أن الإقرار بجعل الإجهاض «جريمة» يجعل النساء الذين يقومون بتلك العملية مجرمات، ما يضع سيدة من بين كل ثلاث (يقمن بالإجهاض) موضع اتهام.

ساندرز.. مرشحكم «مخجل»
فيما جاء رد المرشح الديمقراطي الآخر بريني ساندرز على تصريحات «ترامب» بكلمات محدودة، قائلا عبر حسابه على تويتر: «أيها السادة.. مرشحكم الجمهوري الثري يثير الخجل».

البابا.. الإجهاض قرار مؤلم
كان البابا فرانسيس قد أعلن في الأول من سبتمبر العام الماضي بأنه سيمنح حق الصفح عن النساء اللاتي قامت بتنفيذ عمليات الإجهاض.

وأضاف بابا الفاتيكان أن المحنة الأخلاقية ومحنة الوجود التي تواجهها نساء تدفعهن للتخلص من حملهن، مضيفا أنه التقى العديد من النساء اللاتي الذين يحملون في قلوبهم ندوب هذا القرار المؤلم.

والإجهاض هو عملية محرمة بالكنيسة الكاثوليكية، ويتم معاقبة المرأة التي تقوم بها بالطرد تلقائيا من الكنيسة.