سويسرا تنضم إلى «يورو سكاي شيلد».. تحول في سياسة الحياد أم استجابة للتهديدات الأمنية؟

علم سويسرا
علم سويسرا

تراقب الأنظار مؤخراً إعلان الجيش السويسري عن نيته الانضمام إلى مبادرة "يورو سكاي شيلد" الأوروبية الهادفة إلى حماية السماء الأوروبية من أي تهديدات عسكرية، ويرى الكثيرون أن هذا الإعلان قد ينذر بتغيير في سياسة الحياد العسكري الشهيرة التي تتبعها سويسرا، والتي تميّزها عن باقي دول أوروبا.

ويأتي هذا الإعلان في ظل تصاعد التوترات الدولية بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، والتي دفعت بعض الدول الأوروبية إلى تعزيز قدراتها الدفاعية. ومع ذلك، فإن بعض الدول الأوروبية الأخرى ترفض الانضمام إلى هذا المشروع الدفاعي المشترك، وتؤكد ضرورة تولي كل دولة مسؤولية حماية نفسها بواسطة أسلحتها الخاصة.

ويثير هذا الجدل حول مستقبل سياسة الحياد العسكري في سويسرا، وما إذا كان سيتم التخلي عنها في مواجهة التحديات الأمنية الحالية.

اقرأ أيضًا| سويسرا تنضم إلى مشروع "درع السماء الأوروبية"

أعلن الجيش السويسري المشهور بحياده العسكري، عن نيته الانضمام إلى مشروع "يورو سكاي شيلد" الذي أطلقه المستشار الألماني أولاف شولتس العام الماضي على خلفية اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، إذ جاء هذا الإعلان قبل اجتماع لوزراء دفاع سويسرا وألمانيا والنمسا في برن يومي الخميس والجمعة، للبحث في الوضع الأمني في أوروبا وتداعيات الحرب في أوكرانيا وتعزيز التعاون الأمني بين الدول المتجاورة الثلاث والناطقة بالألمانية. 

ويتضمن الإعلان توقيع وزراء الدفاع مذكرة تفاهم بشأن مشاركتهم في مبادرة درع السماء الأوروبية، التي تعنى بعمليات الشراء، واتفاقا لتعزيز التعاون البحثي في مجال التسلّح، وبذلت تنضم سويسرا والنمسا إلى الدول الأوروبية الـ17 المشاركة بالفعل في هذه المبادرة العسكرية.

تعتمد سويسرا بشكل كبير على الحياد العسكري، علمًا بأن جيشها مسلّح بشكل جيد ويطبّق نظام الخدمة العسكرية الإلزامية للرجال، إلا أنه ومنذ بدأ الغزو الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، دار نقاش واسع النطاق حول حياد برن، ورغم أنها ليست عضواً في الاتحاد الأوروبي، فإنها حذت حذو التكتل في فرض عقوبات على موسكو.

يعتمد مشروع "يورو سكاي شيلد" على أن تشتري الدول الأعضاء فيه بصورة جماعية منظومات دفاعية مختلفة تتكامل مع بعضها البعض لحماية السماء الأوروبية، وهو مشروع يتزعمه المستشار الألماني ويشمل 17 دولة أوروبية بينها بريطانيا وبلجيكا وفنلندا والمجر وهولندا والسويد، إلا أن هناك بعض الدول أوروبية أساسية أخرى هي فرنسا وإيطاليا وبولندا الانضمام ترفض إلى هذا المشروع الدفاعي الأوروبي المشترك، وتطالب باريس بأن تتولى كل دولة أوروبية حماية نفسها بواسطة أسلحة أوروبية.