لحظة سكينة

الإرهابى والاجتماع السرى و30 يونيو

سكينة سلامة
سكينة سلامة

وكأنى تلقيت طعنة فى صدرى، حينما شاهدت طارق الزمر يجلس فى منصة كبار الشخصيات للاحتفال بنصر أكتوبر المجيد فى الوقت الذى يدور فيه محمد مرسى بسيارة مكشوفة لتحية أهله وعشيرته.

تخيل أن القاتل يجلس فى المنصة ليحتفل بنصر من قتله وسُجن بسببه لسنوات طويلة وكانت هذه اللحظة بالنسبة لى ولكثيرين نهاية شرعية هذا الرئيس الذى يحتفل بنصر بحضور قتلة هذا النصر فى الوقت الذى يصنفون فيه كإرهابيين.

لم أنس هذا المشهد جوار مشهد الاجتماع السرى الذى ناقش مسألة أمن قومى وأذيع على الهواء مباشرة فى عهد مرسى وكنت أقول لنفسى كيف يكون هذا رئيسًا لحى أو عمدة لقرية وكنت أجزم أن جدى العمدة كانت هيبته تفوق هذا المرسى مئات المرات!!

تمر ذكرى 30 يونيو علينا لتذكرنا أن هذا الشعب تخلص من عصابة كانت تحكمه، كان على رأسها شخص ينتظر الأوامر من مكتب الإرشاد، وكان يصدر القرار ويلغيه بعد ساعتين، وكان يعقد اجتماعات سرية ويذيعها على الهواء مباشرة فى مشهد لم يحدث فى أعتى الأفلام الكوميدية لأنه بالرغم من كونه مشهدا مضحكا إلا أنه مضحك لحد البكاء.

كانت هذه مصر صاحبة الـ 7 آلاف عام من الحضارة، قبل أن يثور شعبها ضد طيور الظلام، ويؤكدوا أن مصر لن تتنقب ولن تخضع للمرشد، وقبل أن يستجيب القائد عبد الفتاح السيسى وينزل على رغبة الجماهير وتكتب مصر سطرا جديدا فى التاريخ كان بداية لانتهاء حكم اليمين المتطرف فى المنطقة العربية كلها.

وأقول بملء فى أن 30 يونيو هو أمجد أيام المصريين بعد نصر أكتوبر، وهو يوم الخروج العظيم الذى أثبت المواطن المصرى فيه قدرته على تميز الخبيث من الطيب وأذكر قول الله سبحانه فى سورة آل عمران «مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِى مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ (179)».