حكايات| «شامبليون» أول ميدان تم تأسيسه في الإسماعيلية

ميدان شامبليون -أرشيفية
ميدان شامبليون -أرشيفية

كتب فتحي البيومي

تعد الإسماعيلية المدينة الساحرة، التي تنطق كل ضاحية من ضواحيها بصور الجمال، وفي كل شارع من شوارعها تاريخ النضال، في كل ركن من أركانها ذكرى، وكل زاوية كتب فيها حكاية.

وتذخر مدينة الإسماعيلية بالعديد من المعالم والشوارع التي صنع فيها التاريخ، فتلك المدينة التى كان لها النصيب الأكبر في تغير تاريخ مصر والمنطقة كلها، حيث كانت قناة السويس سبباً رئيسياً في تغير معايير التجارة  العالمية وجعلت الإسماعيلية مصر هى المتحكمة في اقتصاد العالم من خلال ربط الطرق التجارية ببعضها.

رصت الشركة الفرنسية بأمر من الخديوي إسماعيل على تخطيط مدينة الإسماعيلية على غرار باريس التى كان يطلق عليها عاصمة النور، مما حدى بكل زوار الإسماعيلية بأن يطلقوا عليها " باريس الصغرى" لشدة جمال شوراعها وروعة مناظرها.


ويوجد بالإسماعيلية عدة ميادين وشوارع كان لها قسماً كبيراً من أحاديث التاريخ ولعل أهم هذه الميادين ميدان "شامبليون" كونه أول ميدان أنشأ بالإسماعيلية.


نشأة ميدان شامبليون
وعن نشأة ميدان الجمهورية "شامبليون سابقا" يقول المؤرخ والباحث" أحمد فيصل" لقد أنشأ الميدان  وسط مدينة الإسماعيلية، وهو من الميادين القديمة والتاريخية بمدينة الإسماعيلية وتعود نشأة الميدان في السنوات الأولى لتخطيط مدينة الإسماعيلية بعد حفر قناة السويس عام 1862 ، وكان يعتبر من الأماكن الحيوية والاستراتيجية أيضا نظرا لموقعة المتميز وسط المديننة، وقد أنشأ ميدان شامبليون المهندس الفرنسي  "جومارد" وكان  أول ميدان بالإسماعيلية.


تسمية ميدان "شامبليون" الجمهورية حاليا


وعن تسمية ميدان شامبليون يقول "فيصل"  لقد أطلق على الميدان حين تأسيسه اسم ميدان "الملكة فريال" ثم تحول الاسم لميدان شامبليون تقديرا لجهود العالم الفرنسي في علم المصريات واستطاعته فك رموز حجر رشيد الشهير ، ثم تحول بعد ذلك لميدان الجمهورية، وذلك لأن الميدان قد شهد الكثير من الأحداث التاريخية التى قامت على أرض الإسماعيلية من بطولات في مقاومة المحتل وعمليات الفدائيين التى كان للإسماعيلية النصيب الأكبر في اشتراك أبنائها بها.

العالم الفرنسي  شامبليون 
وعن تاريخ العالم الفرنسي شامبليون الذي سمى الميدان باسمه يقول "فيصل" هو  "جون فرانسوا شامبليون" الذي فك رموز اللغة المصرية القديمة بعد استعانته بحجر رشيد الذي اكتشفه أثناء الحملة الفرنسية على مصر.

وجدير بالذكر أن شامبليون لم يتمكن  من الالتحاق بالمدرسة في صغره، فتلقى دروسا خاصة في اليونانية واللاتينية، وفي التاسعة من عمره استطاع قراءة أعمال هوميروس وفرجليوس، ثم  انتقل  إلى جرينوبل للالتحاق بالمدرسة الثانوية، وهناك اتصل بفورييه سكرتير البعثة العلمية المرافقة لحملة نابليون بونابرت، وكان لفورييه دوراً أساسياً في دفعه لدراسة علم المصريات، واطلاعه على مجموعته من المقتنيات الأثرية، وقد ظهر نبوغه مبكرا جدا، ففي سن 17 كان قد قدم بحثا عن الأصل القبطي لأسماء الأماكن المصرية في أعمال المؤلفين اليونان واللاتين، كما قضى 3 سنوات في دراسة اللغات الشرقية والقبطية وأبدى موهبة لغوية نادرة، ثم درس التاريخ، ثم سافر إلى باريس ليعمل كأول أمين للمجموعة المصرية في متحف اللوفر، كما شغل وظيفة أستاذ الآثار المصرية في الكوليج دي فرانس، كما وضع شامبليون معجما في اللغة القبطية، وتوفي 4 مارس 1832 بعد أن ترك إنجازاً علمياً حافلاً.


أهم معالم ميدان شامبليون
وعن أهم المعالم التاريخية في ميدان شامبليون يقول "فيصل"  لقد كان من أهم المعالم الموجودة في الميدان المبنى الرئيسى للبريد فى الاسماعيلية الذي كان قائما في میدان شامبلیون بحى الإفرنج وبجواره  عمارة اليو والنادى الاجتماعى لهيئة قناة السويس وقد كان موجودا حتى عام 1974 بعد عودة مهاجرين القناة وفتح قناة السويس ثم هدم وأقيم مكانة مسجد ابو بكر الصديق وقد انشأه المهندس الإسماعلاوي عثمان احمد عثمان.

ومن المعالم الشهيرة أيضا نادى هيئة قناة السويس الاجتماعي، ومستشفى شوقي خلاف للعاملين بهيئة قناة السويس، وكذلك مبنى الجوازات الكلاسيكي الشهير الذي يعرفه جميع أبناء الإسماعيلية، وكذلك مدرسة الصناعات الفنية الشهيرة.