إطلالة نور

كابوس الثانوية العامة

محمد هنداوى
محمد هنداوى

منذ سنوات وأنا أتابع عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعى والمواقع الإلكترونية صور وفيديوهات ومشاهد بكاء وصراخ طلاب الثانوية العامة وأسرهم أمام لجان إمتحانات الثانوية العامة، المشاهد تكاد تكون مكررة كل عام تقريباً لم تتغير ولم تتبدل الصور والفيديوهات والاختلاف الوحيد هو تغير وجوه الطلاب وأسرهم ، إلى متى تستمر هذه المأساة وهذا الكابوس الذى تعيشه ملايين الأسر المصرية التى لديها طالب أو طالبة فى مرحلة الثانوية العامة سنوياً بعد أن أصبحت عبئا كبيرا على الأسر فى توفير مبالغ مالية كبيرة سنوياً للإنفاق على تكلفة الدروس الخصوصية لأبنائهم فى كافة المواد الدراسية وتوفير جو نفسى وأسرى يساعد أبناءهم على المذاكرة .

كما أن هناك جهودا كبيرة تقوم بها الدولة فيما يخص الاستعدادات والاجراءات التى تقوم بها ممثلة فى وزارة التربية والتعليم وباقى الوزارات والجهات المعنية الأخرى فيما يخص عمليات التأمين ومنع محاولات وأساليب الغش التى تطورت خلال السنوات الأخيرة بالإضافة إلى تسريب الامتحانات عبر وسائل التواصل الاجتماعى.. فمع انطلاق مشوار الامتحانات كل عام يبدأ عذاب الآباء والأبناء ومشاعر القلق والتوتر تستمر لمدة شهر حتى يصل قطار الامتحانات لمحطته الأخيرة وبعدها ينتظر الجميع النتيجة بفارغ الصبر .

وعلى الرغم من وجود عدد كبير من الخبراء والمتخصصين فى وزارة التربية والتعليم وإطلاق الوعود فيما يخص إعادة النظر فى المعايير المتعلقة بتطوير المنظومة التعليمية خاصة فى الثانوية العامة ومخرجات التعليم والتحصيل العلمى للطلبة حيث إن أكثر الدول تقدماً على مستوى التعليم فى العالم لا تشهد مثل تلك الصعوبات فى مرحلة الثانوية العامة مثلما يحدث فى مصر .

وأخيراً أتمنى من وزارة التربية والتعليم أن تضع من الآن عبر الخبراء والمتخصصين الموجودين بالوزارة وعلى رأسهم الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم الحالى الذى يعمل بالوزارة منذ عقودٍ ليتم وضع نهايةٍ لهذه المأساة وهذا الكابوس الذى يكبد الأسر سنوياً مليارات الجنيهات فى الدروس الخصوصية والسناتر وطباعة الورق وشراء المذكرات لكافة المواد الدراسية إلى جانب الضغط النفسى والعصبى الذى تعيشه ملايين الأسر وأبناؤهم سنوياً .. فهل سنرى العام القادم نفس المشاهد والصور أم لا ؟!