أمواج

لا تنطق بـ بم أمام الـ atm

عبد الحميد عيسى
عبد الحميد عيسى

فى بداية ظهور ماكينة النقود خارج البنك لأول مرة كنا ننظر لها مشدوهين، نفتح أفواهنا من الذهول بينما كانت الماكينة تفتح فمها لإخراج النقود، لم نكن نصدق أن الشخص الواقف أمام الماكينة شخص طبيعى لما كنا نشاهده يتمتم بعبارات غير مفهومة بينما هو يحرك أصابعه فوق رأس الماكينة حتى ظننا أنه يحدث شخصا يقبع وراءها ينتظر الأوامر ،ثم يبدأ فى التقاط ما توافر أمامه من نقود ويقوم بإحصائها، وما أن يتأكد من صحة المبلغ المطلوب من الشخص الواقف أمام الماكينة حتى يقوم بدفعه إلى الخارج لتتلقفه يد العميل مهللا.

ماكينة الـ atm انتشرت الآن فى كل مكان وسط قناعة أنها تعمل بمفردها دون مساعدة من أحد، ومن باب السعادة الأسرية وضمن الطقوس الشهرية دائما ما نختار الماكينة القريبة لإثراء المحفظة ،ولكن قد تصيبنا الماكينة القريبة بالتعاسة إذا وقفنا أمامها طويلا دون فائدة فى لحظة تجعلك أحيانا تتمنى العودة إلى الدفتر والعد اليدوى والاستمتاع بصوت العملة وهى تتلقفها يد من الأخرى والنظر إليها بعين واحدة فى نوع من»التوفير»للعين الأخرى.

ورغم ما بذله الأمريكان فى هذا الإختراع من عشرات السنين وكيف تحولت من ماكينة لاستخراج الشيكولاته إلى ماكينة لاستخراج النقود إلى الآن لم تصل إلى دقة أرمانيوس «حسن البارودى» فى فيلم «سلامة بخير» فلم يضغط سلامة «نجيب الريحانى» على زر أرمانيوس ليعرف قيمة فاتورة النور لكنه سمع على الفور « روح يا نوفمبر تعالى يا نوفمبر إلحقنا يا نوفمبر ..أهه جه نوفمبر.. النور النور النور النور لتخرج القيمة بدقة شديدة ٢١ جنيها و٦٢٢ مليما.

أصبحت الـ atm متقلبة الأحوال فقد تظهر أمامك خارج الخدمة أو أن الماكينة تشعر بالجوع ويتم تغذيتها أو بها فئة واحدة، والويل لو تأخر الغذاء فقد تصطاد خطأك وتبتلع الكارت لتقف أمامها لا تنطق بـ«بم» وتمنيت لو تعود لها الذاكرة وترجع لأصلها لتخرج رزمة «شيكولاتة»