«لعينيها» قصيدة للشاعر سمير عبد المنعم

الشاعر سمير عبد المنعم
الشاعر سمير عبد المنعم

 

-1-

مالى لعينيك ِ أحِـنّْ ؟!

كأنّ بىْ مسَّاتِ جِنّ!!

تَهُــزُّنى دقّاتُ قلبى مِثــلَ أجراسِ الكنائسْ

يَضيقُ بى كلُّ مكانٍ لستِ فيهِ..

 ربّما  أَكثرَ مِن ضِيقِ الكَــفَــنْ

أَصيرُ بحراً لا يُبالى بانْتماءاتِ السُّــفــنْ

وليس تعـنيهِ النَّوارسْ

أُصبِحُ مَدًّا طائشًا يبحثُ عنكِ ، فاتحاً كلَّ الـمُدُنْ

حتّى إذا أَحْسَسْتُ جَزْراً طاغــيًا يَــشُــدُّنى

أراكِ فى وجهِ القمرْ

فَأَمَّحِى

أصيرُ لِلَّيلِ السَّهَرْ

أَنفُخُ فيه نفخةً من فرحتى لعلّنى أُطِيلُهُ.

 

يلُــفُّــنى رَجْعُ الصَّدَى مِن كلِّ صَوبٍ للرّياحْ :

           "حى على الصلاه .. حى على الفلاح "

أصيرُ قطرةَ الـنَّــدَى لكلِّ أزهارِ الصَّباحْ

أصير رَفّةَ الجَناحْ

للطَّيرِ فى إصباحِها

وللأعاصيرِ السَّــكَــنْ .

أَخْرُجُ عن طينيتى

أصيرُ كونًا لم يَكُنْ .

لكننى ...

         ضيَّعتُ قلبى  ـــــ من قديمٍ ـــــ  فى تعاريجِ الزَّمنْ

فأخبرينى كيف هذا..

                       إنّنى  .. أُوْشِكُ من أمرى .. أُجَنّْ ؟!             

               

                                           

. . . . . .

-2-

عيناكِ نساءٌ مؤتَمِراتْ

أَتَوَجَّسُ منهنّ وأخشَى

وبحضرتهنّ تَذوبُ الذَّاتْ .

 

لَمْ تُــدهــشْـنى امرأةٌ باحتْ

لم تـدهــشــنى امرأة جاءت  أو  راحت

عَـبَسَتْ و تَوَلَّتْ

أو  حتَّى أَشاحَتْ

لَكِــنِّى أخافُ مِن النَّــظَرات ..

                            تُراوِدُنى

                            وتُباعِدُنى

                            وتُــؤَرْجِحُ فىَّ الشَّئَ الآتْ .

عيناكِ ظنونْ

أَرَقٌ و شجونْ

وَرَعٌ و مُجونْ

 

عيناك فصولُ الْعامِ معاً

مَطَرٌ و ورودٌ و نسيمٌ

ريحٌ وسكونْ

عيناك بصحراءِ يـقــينى ،

بَحْرٌ وجداولُ أنهارٍ 

ومياهُ عيونٌ .

 

عيناك  نداءٌ ليسَ يقودُ إلى شكٍ  

أو بعضِ يـقــينْ .

عيناك  سؤالٌ حيَّرَنى قبلَ التَّكوينْ .

 

عيناكِ  جنونْ

 

 و أنا بقراءةِ عينيكِ

مازلتُ أحاولُ أَتَهَجَّى

و أَفُــكُّ  الْخَطَّ  ...  عن الكَــلِماتْ .

 

 

 

-3-

أَنْظُرُ فى عينيكِ  ..  أرانى

أنظُرُ فى عينىَّ  ..  أرانى

أَعرِفُ أنَّى كلُّ ضيوفى.

كَمْ  أخشانى  ..

حين أَبُوءُ  بِبَردِ الشُّرفه

والجدرانِ !!

أَذْكُرُ أنكِ  ـــ منذ قليلٍ ــــ جــئـتِ

وقلتِ :  الصُّدفه

أعرف أنَّ عيونَ نساءِ  هواءِ  الْغرفه ..

                                       لن تنهانى .

فَأَمُدُّ يدىَّ  أُلامِسُ وجهكِ  ..

تلسَعُنى أنفاسُكِ  ..

تهتزُ الْكلمةُ فى شَـفَــتَىَّ 

وتَسْكُنُ فى شـفــتـيك ِ   وتهمسُ :

                                  كيف أراك ِ ؟؟

 

 

-4-

عيناك ِ  أُرجوحَهْ

تأخذنى حيث أُريدْ

فلا أُحِسُّ غربةً

ولا يَمَلُّــنى الصُّعودْ

 

-5-

عيناكِ أُغْنِيَةٌ حزينهْ

تَجْتاحُ أسماعَ الْـمدينهْ

حِينَ ارْتَحَلْتُ عنِ الْـهَوَى

أَوْدَعْتُ عينيكِ السَّكِينهْ

و الآنَ عُدتُّ إليهما

فَأَبَانَــتَا ما تَكْتُمِينَهْ

 

 

-6-

و عينيكِ أُقْسِمُ والوجْنَـتَيْنِ

و كأسِ الـمَغِيبِ و راحِ السَّماءِ

و بدرِ السَّهَارَى

و نَجْمِ الْحـَيَارَى

و صَفْوِ القُلُوبِ قُبَيلَ الدُّعَاءِ

لَأنتِ الْـجَمَالُ إذا ما تَجَلَّى

و أنتِ الصَّفاءُ لِصَفوِ الصَّفَاءِ