إرث عريق عمره 189 سنة 

حلقة أسماك الأنفوشي تستعيد رونقها بـ 230 مليون جنيه| صور 

المبنى التراثي
المبنى التراثي

جراج بمسطح 3300 متر.. ومطاعم وثلاجات متطورة.. وأماكن بيع جملة وقطاعي 

المحافظ: المشروع يحدث نقلة نوعية في بحري.. وانتهاء 85% من الإنشاءات 

على بعد أمتار قليلة من قلعة قايتباي وقصر رأس التين في حي الجمرك، أصل إسكندرية، يقبع مبنى حلقة أسماك الأنفوشي، طيلة 189 عامًا، ليشكل جزءًا من تاريخ عروس البحر المتوسط. 

أنُشئ المبنى التراثي للحلقة عام 1834، على شكل مستطيل، يتوسطه صالة كبيرة بمساحة 1900 مترًا، بها فتحات تنفذ منها أشعة الشمس، ويُقسم إلى باكيات بدون حواجز مساحة كل منها 90 مترًا.  

اقرأ أيضاً| مشروع ضخم لتطويـــــــر حدائق المنتزه

أدار مبنى الحلقة الذي يضم 16 باكية، و13 مخزن، و9 ثلاجات، قديمًا الاحتلال الإنجليزي، ثم الحي، وأخيرا أسندت للغرفة التجارية بالإسكندرية لتديرها، مقابل حق انتفاع شهري يدفعه تجار "الجملة والتجزئة".  

مشروع سياحي 

تسبب غياب الصيانة لسنوات وعوامل التعرية في تهالك وتردي حالته الإنشائية ما دفع محافظة الإسكندرية إلى رصد مبلغ 230 مليون جنيه – كميزانية أولية - لمشروع إنقاذ وتطوير مبنى الحلقة. 

ويهدف مشروع التطوير الحضاري والسياحي المتكامل، الجاري تنفيذه حاليًا، إلى إحداث نقلة نوعية بحلقة السمك بمنطقة الأنفوشي، ضمن خطة للحفاظ على كافة المناطق التراثية.  

ويتضمن المشروع إعادة إحياء المبنى التراثي لحلقة السمك بما يتماشى مع قيمته التاريخية والتراثية، ورفع كفاءة وتطوير البنية التحتية والمرافق بالمنطقة المحيطة للمبنى القديم والجديد.  

ويشمل توسعة حلقة الأسماك الحالية من خلال إنشاء مبني جديد بمساحة 2000 م ٢، على الأرض الفضاء المجاورة للحلقة، ليجري نقل كافة الأنشطة التجارية من مـزادات الجملة والتجزئة إليه. 

ويتضمن المشروع ترميم المبني التراثي، وإحلال وتجديد المبني الملحق بالحلقة الحالية، ليكون بمثابة الذراع الاستثماري للمشروع من خلال مجموعة من المطاعم ذات المستوي العالي، والتي تقدم خدمات متميزة تليـق بالقيمة التراثية والاقتصادية للموقع. 

ويشمل التطوير تخصيص أماكن بيع الأسماك "جملة وقطاعي"، ثلاجات ومخازن متطورة لحفظ الأسماك، مطاعم بالطوابق العليا للمبنى مزودة بمطابخ خاصة، مصاعد خاصة لنقل الأسماك ومصاعد لخدمة جمهور المطاعم.  

وبحسب المحافظة، يجري إنشاء جراج بمسطح 3300 متر مربع، وتوفير فرص استثمارية جاذبة، وتنظيم جميع الأنشطة المرتبطة بحلقة السمك، فضلا عن إدارة حازمة لتشغيل الحلقة.  

ومن جانبه، قال اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، إنه تم الانتهاء من 85% من المشروع حتى الآن، متوقعًا الانتهاء من المشروع بالكامل في غضون 3 إلى 4 أشهر. 

وأضاف المحافظ أن تطوير حلقة السمك يأتي انطلاقا من كونها أهم سوق لتجارة الأسماك الجملة والقطاعي في نطاق الوجه البحري، وترتبط بوضعها الحالي ارتباطاً وثيقاً بميناء الصيادين على ساحل البحر المتوسط. 

وأوضح أن جميع الأعمال تسير بشكل جيد، لافتًا إلى أنه يعتبر من المشروعات الهامة التي تعمل على زيادة العائد الاقتصادي لحلقة السمك وتطويرها بشكل حضاري، مع الحفاظ على القيمة التراثية لمباني الحلقة التاريخية. 

وأشار إلى أن مشروع حلقة السمك مكسب لمدينة الإسكندرية وأهلها، قائلا: "سيتم مراعاة جميع التجار من أصغر تاجر وحتى أكبر تاجر.. أي حاجة يحتاجها التجار في الحلقة الجديدة هيتم تلبيتها وفقاً للتصاميم الهندسية الصحيحة".  

وأضاف المحافظ:"مشروع تطوير حلقة السمك بالأنفوشي ليس مجرد تطوير لمبنى تهالك عبر الزمن بل هو مشروع تطوير حضاري وسياحي يهدف إلى إحداث نقلة نوعية بمنطقة بحري التي تعد من أقدم المناطق التاريخية بالمحافظة".