تاج

محمد وهدان يكتب: وباء العالم الجديد !

محمد وهدان
محمد وهدان

يقول الكاتب آلان دونو فى كتابه الشهير «نظام التفاهة»: «إن التافهين قد حسموا المعركة لصالحهم فى هذه الأيام، لقد تغير الزمن زمن الحق والقيم ،  لأن التافهين أمسكوا بكل شيء، بكل تفاهتهم وفسادهم؛ فعند غياب القيم والمبادئ الراقية، يطفو الفساد المبرمج ذوقاً وأخلاقاً وقيماً؛ إنه زمن الصعاليك الهابط».. نعم صدق الكاتب الكندي فى كتابه الصادر عام ٢٠١٥ فيما كتبه ، فبعد سنوات قليلة تحول الإنحطاط الأخلاقى لشطارة والعرى لمهارة ، وباتت التريندات الجدلية والسخافة هى الهدف والمبتغى ، بعد أن أصبحت المعرفة موضة قديمة ، وكأن التفاهة هى وباء العالم الجديد ، وباء أخطر من سارس أو كورونا وحتى الإيدز، وباء سيجعل من التافهين محط أنظار العالم، فلو سألت طفلا ماالذى تحلم به سيقول لك مليون دولار وفيلا وعربية ، فالجيل الجديد على قناعة الآن أنه كلما تعمق الإنسان فى الإسفاف والابتذال والهبوط كلما ازدادت جماهيريته وشهرته».

فمن خناقة إيلون ماسك ومارك زوكربيرج وحتى بوست رضوى الشربيني وصولا إلى محمود حديدة وحتى تصريحات المذيعة الشهيرة بإمكانية الحج فى المستقبل عبر تقنيات ونظارات الميتافيرس.. نعم هناك نية مبيتة لتسطيح عقولنا نحن البشر، وجعل أشباه المثقفين هم من يتصدرون المشهد ،فبات لهم حق الكلام فى أى شىء وكأنهم يحملون جائزة نوبل حتى يتفشى الوباء الجديد لخلق عدوى القطيع.

● الخلاصة: «أبصروا أفعالكم ،فقد تغيرت علينا السوشيال ميديا، وتحولت من منفذ للتعبير عن ثقافتنا وحضارتنا وتميزنا الإنساني، إلى ساحة حرب قذرة على خصوصياتنا وقيمنا وعادتنا وتقاليدنا ،فأصبح تعويم التفاهة والتافهين هو المراد ، علينا ألا ننجرف نحو التفاهات والعودة إلى الذات النورانية بداخلنا ، وذلك باكتناز العلم فهو النهج السليم والسراج القويم».

● فيسبوكيات: «كن أنت التغيير الذى تريد أن تراه فى هذا العالم».