تقدّم العاهل الهولندي فيليم ألكسندر، أمس السبت 1 يوليو، باعتذار رسمي تاريخي عن ممارسة بلاده العبودية خلال الحقبة الاستعمارية، وذلك بمناسبة مرور 150 عامًا على إلغاء تجارة الرق في المستعمرات الهولندية السابقة.
وقال العاهل الهولندي خلال احتفال في أمستردام "أقف اليوم أمامكم كملككم وكجزء من حكومتكم. اليوم أنا أعتذر شخصيًا"، على وقع تصفيق من الحاضرين الذين كان من بينهم آلاف المتحدرين من عبيد في سورينام وجزر أوروبا"، وذلك نقلًا عن وكالة "فرانس برس".
اقرأ أيضًا | مجهولون يعتدون على سفارة بيلاروسيا في هولندا
ولطالما خرجت الدعوات لتتطالب ملك هولندا بالاعتذار عن هذا الفعل المرتكب تاريخيًا من قبل مملكة هولندا في السابق، لتأتي الخطوة من الملك فيليم بشكل يهدف من خلاله لتنظيف سمعة بلاده مما لحق بها في الماضي.
تجارة الرق في مستعمرات هولندا
وكان لهولندا على مدار القرون من السادس عشر وحتى منتصف القرن التاسع عشر سجلًا سيئًا في مجال تجارة الرق.
ونشط هذا النشاط التجاري اللاإنساني في بلاد الأراضي المنخفضة خلال التجارة البحرية في القرنين السادس عشر والسابع عشر.
وعلى مدار أكثر من قرنين من الزمن شاركت هولندا في تجارة الرقيق العالمية واستخدمت العبودية في مستعمراتها، وكانت واحدة من أبرز الموردين للعبيد للأمريكيتين ومنطقة البحر الكارايبي وشرق آسيا.
وأُلغيت العبودية بشكل رسمي في سورينام ومستعمرات هولندية أخرى في الفاتح من يوليو عام 1863، ولكن ظلت هناك مرحلة انتقالية مدتها عشر سنوات، لينتهي نظام العبودية للأبد في هولندا في يوليو عام 1873، قبل 150 عامًا من الآن.
اعتذار وجوبي
وسبق أن قدم رئيس الوزراء الهولندي مارك روته اعتذارًا في ديسمبر الماضي عن ضلوع بلاده في تجارة الرق، وقال حينها الملك فيليم إن ذلك "بداية مسار طويل" للاعتذار.
وتخلى فيليم ألكسندر في العام الماضي عن العربة الملكية الذهبية التي كان ينتقل على متنها خلال المناسبات الرسمية، نظرًا لأنها كانت تحمل رسومًا تجسّد العنصرية.
وكان هذه بداية جنوح الملك فيليم نحو الاعتذار بشكل رسمي، بعد سنوات من الجدل الطويل في هولندا حول وجوب اتخاذ العاهل المنتمي لأسرة "أورانج ناسوا" على هذه الخطوة، للتكفير عن أخطاء أجداده في العائلة المالكة، الذين في عهدهم راجت تجارة الرق في مستعمرات هولندا.
