روسيا: فقدنا نحو 150 شخصًا على محوري جنوب دونيتسك وزابوروجيه

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الأحد 2 يوليو، عن أن كييف فقدت ما يصل إلى 150 شخصًا، ودبابة ومركبتي قتال مشاة، في منطقة بياتيكاتكي وميرني، على محوري جنوب دونيتسك وزابوروجيه.

وأضافت الوزارة الروسية، أن القوات المسلحة الأوكرانية واصلت خلال اليوم الماضي محاولة القيام بعمليات هجومية على محاور دونيتسك وكراسنو ليمانسكي وجنوب دونيتسك.

اقرأ أيضًا: روسيا تحبط أنشطة تخريبية أوكرانية في منطقة «فريميفسكي» في دونيتسك

ووفقًا لها، نجحت وحدات من مجموعة القوات "الجنوب" في صد 11 هجومًا للعدو، في مناطق أرتيوموفسك وفوديان ونوفوباخموتوفكا وسفيرنوي وبيرفومايسكوي ومارينكا في دونيتسك.

وخسرت كييف، على هذه المحاور ما يصل إلى 360 جنديًا أوكرانيًا، و6 دبابات، و8 مركبات قتال مشاة، و5 مركبات، ومدفع M119 الأمريكي الصنع، ومدفعية ذاتية الدفع من طراز كراب بولندية الصنع، وأيضًا مدافع هاوتزر الذاتية الحركة من طراز جفوزديكا.

وبالإضافة إلى ذلك، في مناطق سيفرسك وجريجوروفكا، وتم تدمير مستودعات الذخيرة للواءي الهجوم الجوي الآلي 92 و95 التابعين للقوات المسلحة الأوكرانية.

وقالت: إنه "على محور كراسنو ليمانسكي، صدت وحدات مجموعة القوات "المركز" بالضربات الجوية ونيران المدفعية وأنظمة قاذفات اللهب الثقيلة 3 هجمات، شنتها وحدات الهجوم 95 والألوية الميكانيكية 66 التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، في مناطق تورسكوي، وتشيرفونايا ديبروفا ونيفسكي في جمهورية لوجانسك الشعبية.

و في منطقة كوزمينو في لوجانسك، تم إيقاف أنشطة مجموعة تخريب واستطلاع تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية.

وتم القضاء على نحو 95 جنديًا أوكرانيًا ودبابة واحدة ومركبتي مشاة قتالية وعربة قتال مدرعة وشاحنة صغيرة ومدفعتي هاوتزر من طراز دي-30 في يوم واحد.

وعلى محور جنوب دونيتسك، صدت وحدات مجموعة "الشرق" بالضربات الجوية ونيران المدفعية هجومًا معاديًا في منطقة نيكولسكوي، وعلى محور زابوروجيه، ضرب الطيران العملياتي والتكتيكي لمجموعة "الشرق" على تجمعات القوى العاملة والمعدات لوحدات اللواء الآلي 33 في مناطق بياتيكاتكي وميرنيو في مقاطعة زابوروجيه.

وبلغت خسائر أوكرانيا في هذه المناطق 150 قتيلًا وجريحًا من الجيش الأوكراني، ودبابة ومركبتي مشاة قتالية ومدرعتين و3 مركبات ومدافع هاوتزر من طراز FH70".

وتم ضرب تراكمات القوى العاملة والمعدات من الألوية الميكانيكية 14 و37 التابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، في منطقة ستلماخوفا.

كما دُمر مستودع ذخيرة لوحدات لواء الدفاع الإقليمي 103 قرب كيسلوفكا، وتم إسقاط مقاتلة من طراز سو-25 تابعة لسلاح الجو الأوكراني في بلدة نوفواندريفكا في مقاطعة زابوروجيه، واعتراض 4 صواريخ لمنظومة راجمات هيمارس وصاروخ واحد مضاد للرادارات من طراز هارم، ودُمرت 14 طائرة مسيرة في مناطق متفرقة في جمهوريتي دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين.

وعلى الأرض، تتواصل العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية لليوم 23 على التوالي، منذ بدايتها في 24 فبراير المنصرم.

واكتسب الصراع الروسي منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين.

وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق".

ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة".

وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه.

وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.

ولاحقًا، أعلنت الدفاع الروسية، يوم السبت 26 فبراير، أنها أصدرت أوامر إلى القوات الروسية بشن عمليات عسكرية على جميع المحاور في أوكرانيا، في أعقاب رفض كييف الدخول في مفاوضات مع موسكو، فيما عزت أوكرانيا ذلك الرفض إلى وضع روسيا شروطًا على الطاولة قبل التفاوض "مرفوضة بالنسبة لأوكرانيا".

إلا أن الطرفين جلسا للتفاوض لأول مرة، يوم الاثنين 28 فبراير، في مدينة جوميل عند الحدود البيلاروسية، كما تم عقد جولة ثانية من المباحثات يوم الخميس 3 مارس، فيما عقد الجانبان جولة محادثات ثالثة في بيلاروسيا، يوم الاثنين 7 مارس. وانتهت جولات المفاوضات الثلاث دون أن يحدث تغيرًا ملحوظًا على الأرض.

وقال رئيس الوفد الروسي إن توقعات بلاده من الجولة الثالثة من المفاوضات "لم تتحقق"، لكنه أشار إلى أن الاجتماعات مع الأوكران ستستمر، فيما تحدث الوفد الأوكراني عن حدوث تقدم طفيف في المفاوضات مع الروس بشأن "الممرات الآمنة".

وقبل ذلك، وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في 28 فبراير، مرسومًا على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، في خطوةٍ لم تجد معارضة روسية، مثلما تحظى مسألة انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وقال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف إن الاتحاد الأوروبي ليس كتلة عسكرية سياسية، مشيرًا إلى أن موضوع انضمام كييف للاتحاد لا يندرج في إطار المسائل الأمنية الإستراتيجية، بل يندرج في إطار مختلف.

وعلى الصعيد الدولي، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء 2 مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.

وفي الأثناء، تفرض السلطات الأوكرانية الأحكام العرفية في عموم البلاد منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.

وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.

إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت".

لكن روسيا عللت ذلك وقتها بأنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت قامت فيه واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.

ومن جهتها، اتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ كانت روسيا ولا تزال تصر على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي.