«أبيدوس» قبلة الفراعنة.. حكاية الحج والأضحية عند القدماء المصريين

المصريون القدماء - أرشيفية
المصريون القدماء - أرشيفية

«السلام عليك أيها الإله العظيم، يا سيد تاور العظيم في أبيدوس، لقد أتيت إليك فأنت صاحب العطف، استمع لندائي ولب ما أقوله، فإني أنا واحد من عبديك»، هكذا كان يقول الحجاج في العصور الفرعونية القديمة، وفي السطور التالية نبرز مظاهر الحج والأضحية عند المصري القديم.

  أبيدوس المدينة المقدسة

 يوجد في جدران معابد مدينة أبيدوس في محافظة سوهاج طقوس رحلة الحج منذ الآف السنين حيث أنها تعد قبلة المصريين القدماء للحج.

وكان رحلة الحج إلى مدينة أبيدوس حلم لجميع اجدادنا الفراعنة، وقام المصري القديم برسمها في مقابرهم مثل مشاهد الحياة اليومية الذي قام بنقشها في المقابر.



مكانة مقدسة لأبيدوس 


نالت مدينة أبيدوس مكانة مقدسة خاصة في قلوب المصريين قبل بداية الأسرات وتكوين الدولة المصرية الموحدة في عام 3200 ق.م لوجود معبد "خنتي امنتي" إله الغرب أو عالم الموتى، ثم زادت مكانتها في عصر الدولة القديمة، حيث كان يحج إليها المصريون باعتبارها المركز الرئيسي لعبادة الإله "أوزير" حارس "الحياة الأبدية"، ويعتقد أن روح أوزير تعيش في أرض قرب أبيدوس، والذي اندمج مع المعبود "خنتي امنتي" وأصبح يسمى" أوزير خنتي امنتي".


وظلت مدينة أبيدوس محتفظة بمكانتها المقدسة حتى عصر الدولة الوسطى.

طقوس رحلة الحج عند المصري القديم 
كان للحج في مصر القديمة ميعاد ثابت ومحدد وهو يوم الثامن من الشهر الأول من فصل الفيضان حتى يوم السادس والعشرين من نفس الشهر.

حيث كان يقوم أهالي المتوفى وأقاربه بوضع الميت في ختام الأربعين بعد تحنيطه في مركب ليعبر النيل، أما الأقارب والأهل والأصحاب كانوا يصحبونه في مركب آخر، وعندما يصلون إلى البر الغربي يرتلون "السلام عليك أيها الإله العظيم، يا سيد تاور العظيم في أبيدوس، لقد أتيت إليك فأنت صاحب العطف، استمع لندائي ولب ما أقوله، فإني أنا واحد من عابديك"، ثم يقوم الكاهن بتقديم القرابين وحرق البخور أمام جثمان الميت، ثم يقوم بطقوس فتح الفم وصب المياه أمامه وسط نحيب وولولة الزوجة والأهالي.

وأهم ما يميز طقوس الحج لمدينة أبيدوس هو لبس الملابس البيضاء أثناء حجهم،  وكانت للملابس البيضاء في رحلة الحج دلالات ورموز، حيث إن اللون الأبيض يدل على التطهر والورع والنقاء، حيث إن كلمة "حج" في اللغة المصرية القديمة تعني أبيض أو ناصع أو طاهر.

الأضحية عند المصري القديم 

 و من طقوس رحلة الحج عند المصريين الدماء، ذبح الأضحية وكانت عبارة عن "ثور أو بقرة"، بالإضافة إلى تقديم القرابين وحرق البخور، وهي من المشاهد المهمة في رحلة الحج في مصر القديمة.