«عنصرية» الشرطة الفرنسية في قفص الاتهام بعد حادث مقتل الشاب نائل

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

نائل شابٌ فرنسيٌ من أصول جزائرية يقطن نانتير في العاصمة الفرنسية بباريس، ويعمل في خدمة توصيل الطلبات، لم يكن يومًا يدرك أنه سيكون بين عشية وضحاها حديث العالم، بل لم يدرك ذلك حقًا رغم حدوث ذلك لأنه بات في عداد الموتى "فمن يُسمع الموتى في قبورهم"، كي يطلع الشاب ذو السابعة عشر ربيعًا ما بلغ من شهرةٍ بعد موته، لم يكن يعرفها ولا يحلم بها طيلة حياته.

وهنا الجواب في سر شهرة نائل في الطريقة التي مات بها، والتي أضحت حديث الصباح والمساء في فرنسا، والتي كشفت النقاب عن عنف الشرطة الفرنسية بل وعنصريتها في الوقت ذاته ضد المهاجرين من جنسيات عرقية معينة.

وتسبب مقتل نائل على يد شرطي مرور في حالة غضب عارمة في صفوف المهاجرين في فرنسا أدت غلى خروج احتجاجات اتسمت بالمشادات والعنف في التعامل بين الجانبين، سواءً المحتجين أو الشرطة الفرنسية.

اتهام الشرطة الفرنسية بالعنصرية

وفي غضون ذلك، اتهمت الأمم المتحدة بشكل علني الشرطة الفرنسية بـ"العنصرية"، وطالبت باريس بمعالجة مشاكل العنصرية والتمييز العنصري في صفوف قوات الأمن، بعد ثلاثة أيام على إقدام شرطي على قتل مراهق بالرصاص.

وقالت رافينا شمداساني، الناطقة باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، خلال مؤتمر صحفي عُقد في جنيف: "نشعر بالقلق حيال مقتل شخص يبلغ من العمر 17 عاما، ومتحدر من شمال أفريقيا على أيدي الشرطة في فرنسا الثلاثاء، ونأخذ علمًا بأنه بوشر التحقيق في عملية قتل متعمدة مفترضة".

وأردفت قائلةً: "حان الوقت ليعالج هذا البلد (فرنسا) بجدية مشاكل العنصرية والتمييز العنصري المتجذرة في صفوف قوات الأمن".

وشددت شمداساني على أهمية التجمع السلمي، ودعت الشرطة الفرنسية على التعامل بشكل حضاري مع التظاهرات المنددة بمقتل نائل، بل وطالبت بفتح تحقفيق فوري في استخدام القوة المفرطة ضد المحتجين.

لكن فرنسا رفضت تلك الاتهامات، وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن اتهام المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة شرطتها بأنها تعاني مشاكل عنصرية وتمييزًا عنصريًا "لا أساس له من الصحة"، حسب رأيها.

وأضات الخارجية الفرنسية أن "الفحص الدوري الشامل الأخير الذي خضعت له بلادنا مكننا من إثبات ذلك"، مضيفة أن "فرنسا وقوات إنفاذ القانون التابعة لها تكافح العنصرية وجميع أشكال التمييز بحزم. ولا مجال للتشكيك في هذا الالتزام".

وتحدثت الخارجية الفرنسية عن أن "قوات الأمن تتعامل بمهنية كبيرة مع أوضاع وأعمال عنف شديدة".

وزعمت الوزارة أن "استخدام الشرطة والدرك الوطنيين للقوة محكوم بمبدأي الضرورة المطلقة والتناسب، ويخضع لإشراف ورقابة صارمين"، مشيرة إلى "إصابة 249 شرطيًا بجروح خلال أعمال العنف في الأيام الأخيرة".

حادث سابق ضد مصري

وأعادت حادثة مقتل نائل على يد الشرطة الفرنسية للأذهان حادثًا مماثلًا قبل نحو عام، حين لقي مهاجر مصري مصرعه بعد إصابته برصاصة أطلقها عنصر في الشرطة الفرنسية في محاولة لإيقاف شاحنة تقل مهاجرين، اتجهت مسرعة صوبه قرب الحدود الإيطالية.

ووقعت الحادثة في أواخر يونيو من العام الماضي، حينما أبلغت السلطات الإيطالية عن وجود شاحنة تقل مهاجرين غير شرعيين في بلدة سوسبل على الجانب الفرنسي من الحدود مع إيطاليا.

وزعمت الشرطة الفرنسية وقتها أن شرطة الحدود الفرنسية طاردت الشاحنة بعد أن رفضت التوقف، وتدخل فريق شرطة آخر لإيقافها على بعد نحو 30 كيلومترًا.

وقالت الشرطة إن الشاحنة اتجهت صوب عناصرها بسرعة، ما دفع أحدهم إلى إطلاق أربع رصاصات في محاولة لإيقافها، وتم لاحقًا العثور على الشاحنة مهجورة في نيس بعد أن فر السائق واثنان من الركاب من مكان الحادث، حيثعثر على 5 مهاجرين في الشاحنة، بينهم المصري مصابًا برصاصة في الرأس، وتم نقله على وجه السرعة إلى مستشفى قريب، لكنه فارق الحياة بفصل رصاص الشرطة الفرنسية.