إنها مصر

لولا 30 يونيو !

كرم جبر
كرم جبر

فى مثل هذا اليوم عام 2014 أصدر تحالف "دعم الشرعية" التابع لجماعة الإخوان المسلمين بيانًا لإعلان الحرب على مصر والمصريين قال فيه : "ليكن انطلاقنا فى 3 يوليو منتشرًا فى كل مكان بمصر ولن نتأخر عن دعوات الحشد المركزى والتظاهر أمام منازل قضاة القمع، ونوادى الجيش والشرطة، ولنبدأ عصرًا من القاهرة عاصمة الثورة من 35 مسجدًا، من ذات المساجد، التى انطلقنا منها فى 28 يناير 2011، باتجاه ميادين التحرير، وسيكون قرار الدخول للقيادة الميدانية للأرض وفق المعطيات".

أضاف البيان : "ولتتأخر الحرائر قليلاً لتكون ضمن الموجات التالية، ويتواكب مع هذا التحرك باتجاه ميادين التحرير فى كافة المحافظات لمن لم يتمكن من دخول القاهرة عاصمة الثورة".

وتابع بيان التحالف: "لن يفلت المجرمون منتهكو عذرية الفتيات أو الكاشفون عنها، وهو ما يبشر بيوم غضب عارم فى 3 يوليو يضع بداية النهاية للنظام ويعجل أو يمهد لأيام غضب ناجزة تؤهل لمرحلة الحسم، والشعب الثائر هو صاحب القرار ونحن خلفه مستعدون لكافة السيناريوهات".

واجتمع الإرهابيون من كل مكان لاحتلال مصر وترويع شعبها تحت شعار " دعم الشرعية " ، ولنسأل أنفسنا ما المصير إذا نجحوا ؟.

وتحولت أيام «الجمعة» إلى أوكازيون للسلمية المسلحة لتشتيت جهد قوات الجيش والشرطة، وإعلان حالة الطوارئ القصوى فى الشوارع والميادين، والإيحاء للخارج بأن مصر تعيش أجواء التوتر وعدم الاستقرار، فلا يطرق أبوابها سائح أو مستثمر، فتتفاقم أزمات الفقر والبطالة، وتزداد طوابير العاطلين فى الشوارع، فيجندهم الإخوان فى تظاهراتهم .

أيام سوداء - لا أرجعها الله - جثمت على صدورنا كالأحجار الثقيلة ، كان فيها الوطن على حافة الحرب الأهلية والفتن والصراعات الدينية ، ولولا خروج الملايين فى 30 يونيو لكان المرشد وأهله وعشيرته والقتلة والإرهابيون يحكمون سيطرتهم على البلاد ويحولون دفة الحكم إلى المقطم.

لولا 30 يونيو لأعلن المرشد الأعلى "بديع" قيام دولة الخلافة على أنقاض الوطن وتنصيب البلتاجى مسئولاً عن الأمن القومي، وخيرت الشاطر رئيسًا للبلاد والعريان وزيرًا للداخلية ، واستكمال مخطط أخونة الدولة ، ونزع الهوية الوطنية ، واستبدالها بمكونات وشعارات وعلم ونشيد الجماعة الإرهابية.

لولا 30 يونيو لضاعت مصر ، وكانت سيناء الآن مستنقعًا لكل العناصر الإرهابية فى العالم وإعلانها ولاية مستقلة ، تحت سيطرة القاعدة وداعش وبقية التنظيمات الإرهابية ، وتصدير الإرهاب لدول وشعوب المنطقة.

وكان ضروريًا رحيلهم لتبقى مصر ويأمن شعبها ، والتخلص من جماعة شريرة جاءت من مخلفات التاريخ ، تحمل السيوف والخناجر والرماح ، لتقطع الرقاب وتسيل الدماء ، وتعيد البلاد إلى عصور التخلف والرجعية .