ثـورة شعب| المهندس عبدالصادق الشوربجى يوم احتجبت « صباح الخير » وغابت « روز اليوسف ».. الأنين والأوجاع والصـراخ كانت سـمـة لعام الإخوان الكـئيب

المهندس عبدالصادق الشوربجى الملايين من المصريين
المهندس عبدالصادق الشوربجى الملايين من المصريين

كيد الإخوان ومكرهم أحجب صدور مجلة روز اليوسف لأول مرة منذ 88 عاماً

30 يونيو إنقاذ عاجــل للمؤسسات الصحفية القومية من الانهيار

30 يونيو 2013 ثورة مصرية شعبية خالصة ساندتها قوات مسلحة باسلة أنقذت البلاد من الانهيار والفوضى وقائد عام حمل روحه على كفيه فداء لمصر وشعبها، لم يعبأ بتهديدات ولم يرضخ.. 30 يونيو ثورة مجيدة وسيرة ستظل تحكى وتتناقلها أجيال بعد أجيال، يحكون بطولات: كيف صمد الشعب فى وجه عتاة الإرهاب، وكيف تحملت القوات المسلحة المصرية الباسلة وقائدها العام الضغوط والابتزاز من عناصر إجرامية ظلامية لا تعرف قيمة الشعوب والأوطان؛ كيف تعامل الجيش المصرى العظيم مع الأوضاع الراهنة قبل هذه الثورة المجيدة بحكمة وصبر وروية يحسد عليها للحفاظ على الوطن من خطر الانزلاق فى فوضى عارمة لم يكن يعلم مداها إلا الله.

دفتر حكايات الطريق إلى «٣٠ يونيو» تملؤه ذكريات صعبة للغاية، نتيجة لسياسة عشوائية عشائرية انتهجتها جماعة الإرهاب والدم ودمرت الاستقرار والاقتصاد فى كل مكان ومجال وقطاع، جراح كبيرة سببتها طيور الظلام فى الجسد المصري، وبات الخوف على الأرض والعرض وغياب الطمأنينة وضبابية المستقبل مشهدا  لا يفارق تفكير المصريين شبابا وشيوخا، مسلمين ومسيحيين، وبدأ البعض يفكرون سريعا ويتساءلون عن الهجرة وترك البلاد.
الأنين والأوجاع والصراخ كانت سمة رئيسة وظاهرة فى عام الإخوان الكئيب، فى الطرقات والشوارع، أمان غائب تغذيه عناصر الإرهابية ومن تحالف معها، أزمات طاقة فى البيوت والمصانع والمشروعات، وسياحة تئن وتشكو والسلع الغذائية غير متوفرة، وسوق سوداء تستفحل، واقتصاد عشوائى وغير رسمى يتصاعد، ودور إقليمى يتقلص وثروات تهدر وتسلب، أزمات فى كل قطاع ومجال جعلت المصريين يصرخون فى جميع أرجاء البلاد فى المؤسسات والهيئات والمحافظات رفضا لسياسة الأهل والعشيرة التى انتهجتها جماعة الإرهاب، محترفو الترويع والتضليل والأكاذيب والنفاق .

دفتر الذكريات يأخذنى إلى توقيت بالغ الدقة والحساسية والصعوبة، قبل 30 يونيو بنحو 6 أشهر حينما توليت المسئولية رئيسا لمجلس إدارة مؤسسة روز اليوسف، حينها كانت قد ضربت الفوضى وعدم الاستقرار غالبية المؤسسات والهيئات والمصالح الحكومية وانتشرت التظاهرات والمطالب الفئوية، وفقدت المؤسسات الصحفية القومية مصادر الدخل والإيرادات وبالتالى أزمات سيولة تسببت فى تأخير مستحقات العاملين، وبدأت المؤسسات فى طلب الدعم المالى من المجلس الأعلى للصحافة -وقتها- ممثلا فى رئيس مجلس الشورى، ولكن بأساليب وألاعيب خبيثة رخيصة انتهجت جماعة الأهل والعشيرة الإخوان المضللين سياسة «تجويع» عبر خفض الدعم الموجه للمؤسسات لإثارة العاملين ضد القيادات الصحفية والإدارية والمطالبة بالتغيير حتى تتم السيطرة على المؤسسات لإطلاق برنامج «الأخونة».

الفترة حقا كانت بالغة الصعوبة والدقة، والغليان كان قد وصل مداه وتعدى، وكره الإخوان لمؤسسة روز اليوسف مستمر ومتواصل ومحاولاتها المستميتة لتفجير الأوضاع من الداخل على قدم وساق، وجاءت النتيجة وقتها بعدم طباعة مجلة صباح الخير لأول مرة منذ 57 عاما بسبب مواصلة العاملين فى مؤسسة روز اليوسف تظاهراتهم بسبب تأخر مستحقاتهم وعدم تجديد التعاقدات الخاصة بالمستشفيات حيث يتلقون العلاج، واستمر الاحتقان والتظاهر حتى قطع شارع قصر العينى -موقع المؤسسة- وإغلاق جميع المنافذ المؤدية إليه بالحواجز الحديدية والخشبية المستخدمة فى مطابع روز اليوسف، وأحداث سلبية كثيرة نتجت عن هذه الأوضاع، وبالطبع مطالبات بسحب الثقة من مجلس الإدارة والجمعية العمومية وتغيير رؤساء التحرير ترشيدا للنفقات وضم جميع فرعيات الأجور إلى الراتب الشامل وغير ذلك كثير، واستمر كيد الإخوان ومكرهم ضد «روز اليوسف» ولأول مرة منذ 88 عاما -وقتها- احتجبت مجلة روز اليوسف عن الصدور، بسبب اعتصام عمال الطباعة احتجاجا على أوضاعهم المالية.

عداء تاريخى بين روز اليوسف وجماعة إخوان الشر والفتنة والعمالة، مؤسسة صحفية قومية واجهت طيور الظلام وكشفت ألاعيبهم ومخططاتهم القذرة ضد مصر والمصريين، كشفت نواياهم الخبيثة ضد الوطن وتعمقت بالتحليل والدراسة فى فكر وتوجهات هذه الجماعة، سألت الخبراء والمتخصصين واستمعت لقيادات سابقة بهذا التنظيم وحاورت منشقين للوقوف على طريقة تفكيرهم عن قرب، نشأ العداء ومرحبا به عداء مع «إخوان البنا»، أصابتهم روزاليوسف بالهوس وأشعلت غضب «عاكفهم» حينما أظهرت ما يضمره لمصر وطنا وشعبا، كشفتهم أمام الشعب وأمام قواعدهم فنالت «روزا» شرف العداء ضد تنظيم إرهابى مجرم لا يكن لمصر وشعبها إلا الشر والظلام.

جاءت «30 يونيو» إنقاذا عاجلا للمؤسسات الصحفية القومية من الانهيار، وعاما بعد الآخر تتحسن الأوضاع رغم التحديات الكبيرة جدا والناتجة عن أزمات عالمية متعاقبة، رحل الإخوان إلى غير رجعة فالتقطت صحافة مصر القومية أنفاسها من جديد كأحد أبرز وأهم أدوات الدولة وقوتها الناعمة لتواصل مهامها الوطنية فى التثقيف والتنوير ومواجهة الشائعات والأكاذيب والمغالطات بالحقائق والمعلومات الدقيقة، ونجحت خلال السنوات القليلة الماضية فى تسليط الضوء على كل إنجاز وعمل تم بجهد وعرق المصريين، ساندت خطط ومشروعات الدولة وتبنت أولويات الوطن وقضاياه وواجهت دعاة الفتنة ومروجيها وأهل الشر وكشفت بالرصد والتحليل مخططاتهم الدنيئة تجاه مصر وأهلها.

القائد البطل عبدالفتاح السيسي، لا يمكن أن تمر الذكرى العاشرة لثورة 30 يونيو المجيدة دون أن نقول لفخامتكم: شكرا، شكرا سيادة الرئيس، لن ننسى المشهد العظيم فى بيان 3/7، لن ننسى رسائل الطمأنة التى استهدفتم بها مصر وشعبها فى أشد الأوقات ترويعا من جماعة الإرهاب للمصريين، لن ننسى تضحيات القوات المسلحة الباسلة والشرطة والأعين الساهرة على حماية الوطن ودعم أمنه واستقراره.. معا عبرت بلادنا الكثير من التحديات وحققت إنجازات فى جميع المجالات والقطاعات فى جمهورية جديدة تليق بمصر والمصريين، وسنحقق المزيد من النجاحات إن شاء الله.. مستبشرون خيرا.. حفظ الله مصر.