الاغتيالات السياسية بدأت مع ظهور الجماعة الإرهابية

الجماعة الإرهابية
الجماعة الإرهابية

شريف عبدلله

 تحل الذكرى العاشرة لثورة 30 يونيو التى خاضها الشعب المصرى لإنقاذ الدولة من مصير مجهول على يد الجماعة الإرهابية وأعادت مصر إلى وضعها الطبيعى بعد محاولات اختطافها وإفقادها هويتها من مصير مظلم ومجهول كما انها حمت البلاد من مخططات ومؤامرات كانت تحاك بالدولة المصرية من قبل الجماعة الإرهابية التى تتخذ  القتل والتخوين ونشر الفوضى منهجها واساليب رئيسية للإرهابية على مدار تاريخها منذ نشأتها على يد حسن البنا فى القرن الماضى وتسعى جماعة الاخوان الإرهابية إلى منهج العنف فى كثير من تاريخها.

لا يمكن التوقف أو نسيان الحديث عن التاريخ الدموي للإخوان وهى الجماعة التى وقفت في وجه الدولة المصرية وجموع الشعب المصرى وفرض لغة العنف واختطاف الدولة، واستمرارًا لتلك الأحداث الدموية قامت بعمليات إرهابية دموية عقب ثورة 30 يونيو فقد تسببت الجماعة بعد فض اعتصام رابعة في أغسطس 2013 في تدمير عدد كبير من دور العبادة سواء المساجد أو الكنائس وكذلك المنشآت العامة وأبرزها أقسام الشرطة كما اعترفت جماعة الإخوان الإرهابية بالقيام بحرق الكنائس المصرية بعد فض اعتصامي النهضة ورابعة العدوية حيث احرقت عددًا كبيرًا من الكنائس ودور العبادة في المنيا واسيوط والفيوم كما قامت باقتحام وحرق الأقسام وحرضت على العنف والقتل والترويع في محافظات مصر، فمنذ نشأتها على يد حسن البنا وتعتبر جماعة الإخوان واحدة من اقدم التنظيمات في مصر وأكبرها والتى تتخذ من شعار الاسلام ستارا لها ومنذ نشأتها وهى تتخذ اسلوب العنف والفتنة والكذب كوسيلة للانتشار بين فئات الشعب حيث كانت بداية العديد من الاعمال الإرهابية للجماعة من خلال ظهور ما يعرف بـالتنظيم السرى والذي اسسه حسن البنا في نهايات عام 1937 وكان الهدف المعلن منه وقتها مقاومة الاحتلال الإنجليزي وجلاء الإنجليز عن مصر لكن ظهرت اهداف هذا التنظيم بمرور الوقت وكانت أهدافه القيام باغتيالات واعمال إرهابية، حيث يتم اختيار اعضاء هذا النظام من بين أعضاء الجماعة على اساس الاخلاص لدعوة الإخوان والولاء لقيادتها والسمع والطاعة والاستعداد للتضحية بالنفس والمال حيث يتكون هذا التنظيم من شقين الشق المدنى والذى يتوارى أمام ستار الدعوة للدين والشق العسكرى لتنفيذ العمليات الإرهابية، ففي حقيقة الامر لايمكن إخفاء أن لغة العنف موجودة لديهم؛

تاريخ الدم

 فلم يخل تاريخ مصر من جرائم جماعة الإخوان الإرهابية حتى ثورة يونيو المجيدة وسيظل التاريخ شاهدا على جرائم الإخوان المتتالية منذ الإطاحة بحكمهم حيث أدت مخططاتهم إلى اشاعة الفوضي واسقاط المئات من شهداء الشرطة والمدنيين واستمرت سلسلة اقتحام وحرق عدد كبير من السجون واقسام ومراكز الشرطة ودور العبادة، ولن تنسى ذاكرة المصريين ما حدث في 29 يونيو عام 2015 عندما قامت جماعة الإخوان الإرهابية باغتيال النائب العام هشام بركات عندما تحرك موكبه من منزله بالنزهة وبعد حوالى 200 متر تم اغتياله حيث انفجرت سيارة ملغومة كانت موجودة على الرصيف وفارق الحياة فى أعقابها كما اغتالت الجماعة الإرهابية في نفس العام 4 قضاة واصابة خامس أثناء استقلال القضاة ميني باص تابع لوزارة العدل بمدينة العريش في شمال سيناء كما استهدفت في عمليات اغتيال فاشلة المستشار زكريا عبد العزيز النائب العام المساعد والمستشار أحمد ابو الفتوح الرئيس بمحكمة الاستئناف وأحد اعضاء هيئة محكمة جنايات القاهرة التي سبق وأصدرت حكمها بمعاقبة المعزول محمد مرسي وآخرين من قيادات جماعة الإخوان الإرهابية بالسجن المشدد لمدة تراوحت ما بين 20 عاما إلى 10 اعوام ومحاولة اغتيال المستشار معتز خفاجي رئيس محكمة جنوب القاهرة وقاضي احداث مكتب الإرشاد.

 وفى 5 مارس 2013 نجا وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم من هجوم بقنبلة استهدف موكبه اثناء تحركه من امام منزله في مدينة نصر بعد مرور 20 يوما على فض الاعتصامين المسلحين لجماعة الإخوان الإرهابية في رابعة العدوية والنهضة.

 وفي 6 أكتوبر عام1981 اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات في حادثة المنصة الشهيرة كما لم يسلم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر من مكائد جماعة الإخوان الإرهابية والتى وصلت إلى محاولة اغتياله وهو ما يؤكد أن تاريخ الدم والعنف متأصل فى الجماعة الإرهابية ويثبت أن ما تمارسه الجماعة من إرهاب الآن ليس بجديد عليها.

اغتيالات

 فقد خططت الجماعة الإرهابية إلى اغتيال الراحل جمال عبدالناصر فى 26 أكتوبر 1954 أثناء إلقائه خطابا من ميدان المنشية فى محافظة الإسكندرية والمعروفة إعلاميا بـحادثة المنشية والتى تعتبر المحاولة الأشهر لاغتيال عبدالناصر وبدأت تفاصيل محاولة الاغتيال بتخطيط الجماعة الإرهابية للتخلص من أكبر عقبة تواجههم فى ذلك الوقت وكان الموعد فى ميدان المنشية أثناء إلقاء الزعيم كلمة بمناسبة الانسحاب العسكرى البريطانى من مصر وأثناء حالة الصمت التى تعلو الجماهير الغفيرة التى احتشدت لسماع كلمة الرئيس حاول محمود عبد اللطيف أحد أعضاء جماعة الإخوان اغتيال عبدالناصر بإطلاق 8 رصاصات عليه حيث كان يبعد عنه بضعة أمتار إلا أن الطلقات لم تصب ناصر حينها، اندلعت حالة من الذعر بين الجمهور لكن الرئيس عبدالناصر رفع صوته وطلب من الجماهير الهدوء، قائلا  فليبق كل فى مكانه أيها الرجال فليبق كل فى مكانه أيها الرجال حياتى فداء لكم دمى فداء لكم سأعيش من أجلكم وأموت من أجل حريتكم وشرفكم إذا كان يجب أن يموت جمال عبدالناصر يجب أن يكون كل واحد منكم جمال عبدالناصر ومستعد للتضحية بحياتي من أجل البلاد؛ ليصدر حكم من محكمة الثورة فى 4 ديسمبر 1954 على 6 من قيادات الإخوان بالإعدام وعلى 7 آخرين بالسجن المؤبد وجاءت محاولة الاغتيال عقب قرار مجلس قيادة الثورة فى الخمسينيات بحل جماعة الإخوان ليحاول التنظيم السرى أن يرد على قرار الحل باغتيال جمال عبدالناصر إلا أن الأقدار شاءت وفشلت المحاولة الإرهابية ويضم تاريخ جماعة الإخوان الإرهابية سلسلة من الاغتيالات السياسية بمصر التي شهدت انطلاق جماعة الإخوان الإرهابية، فحدث ولا حرج حيث اعتمدت الجماعة العنف استراتيجية للوصول الى السلطة وكانت اغتيالات الجماعة الإرهابية للسياسيين المصريين قد بدأت في اربعينيات القرن الماضي باغتيال رئيس وزراء مصر أحمد ماهر يوم ٢٤ فبراير عام 1945 في قاعة البرلمان وايضا اغتيال محمود فهمى النقراشى باشا رئيس وزراء مصرى كان من قادة ثورة 1919 فى مصر وهو صاحب قرار حل جماعة الإخوان الإرهابية فى 8 ديسمبر 1948 وكانت نتيجة ذلك اغتياله فى 28 ديسمبر 1948 فى القاهرة ثم اغتيال القاضي أحمد الخازندار عام 1948 حيث كانت هناك قضية ينظرها القاضي احمد الخازندار تخص تورط جماعة الإخوان في تفجير دار سينما مترو وبسببها وفى صباح 22 مارس 1948 اغتيل الخازندار امام منزله في حلوان عندما كان متجها إلى عمله على ايدى شابين من الإخوان هما محمود زينهم وحسن عبد الحافظ سكرتير حسن البنا.

اقرأ أيضًا : فتاوى «زواج القاصرات»


 

;