سألنى صديق لى بأن الحجاج يعودون بعد الحج كمن ولدتهم أمهاتهم مغفورًا لهم من الله كل ذنوبهم ولو كانت مثل زبد البحر.. وقد فرض الله الحج لمن استطاع إليه سبيلا وأنا لا أملك هذا السبيل بعد أن زادت أسعار الحج زيادة كبيرة فهل هناك من سبيل آخر أستطيع أن أحصل به على غفران الله لذنوبى.. قلت لصديقى لا أدّعى أنى عالم من علماء الدين ولكنى أجتهد فى هذا السبيل قدر طاقتى وردى على سؤالك أقول لك إن الله وصف نفسه بأنه الغفور الرحيم لهذا جعل لعباده سبلا كثيرة يستطيعون بها أن يحصلوا على محو ذنوبهم ولو كانت قدر الجبال وعدد الرمال وأعطى للإنسان سبلًا كثيرة تعادل جزاءه للحاج مثل ذكر الله كثيرًا والتسبيح والاستغفار وقراءة القرآن والدعاء والصلاة..
وسأقتصر فى مقالتى اليوم حول فضل الاستغفار فقال ربكم (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا) وقال الله تعالى (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (والله إنى لأستغفر الله وأتوب إليه فى اليوم أكثر من سبعين مرة) كما قال الرسول أيضا (من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة) وقال الرسول (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا) وقال النبي (من استغفر الله دبر كل صلاة ثلاث مرات فقال أستغفر الله الذى لا إله إلا هو الحى القيوم وأتوب إليه غفرت ذنوبه) وقال النبي (سيد الاستغفار أن تقول اللهم أنت ربى لا إله إلا أنت خلقتنى وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك على وأبوء بذنبى فاغفر لى فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) فمن قالها فى نهاره موقنا بها فمات من يومه فهو من أهل الجنة ومن قالها بالليل فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة.. فهل هناك أيسر مما يقدمه الله لنا ليغفر ذنوبنا.
