عاجل

بدون تردد

محمد بركات يكتب: الثلاثون من يونيو

محمد بركات
محمد بركات

فى مثل هذا اليوم الثلاثين من يونيو منذ عشر سنوات، كان خروج الملايين من أبناء مصر بطول البلاد وعرضها، فى ثورة شعبية هائلة وغير مسبوقة فى تاريخ الأمم والشعوب، للتعبير عن إرادة الأمة كلها، ورفضها القاطع لاستمرار جماعة الضلال والتطرف والإرهاب فى حكم البلاد والسيطرة على مقاليد العباد.

كان الخروج الكاسح والشامل للملايين فى ذلك اليوم المشهود من عام ٢٠١٣، هو الوسيلة الوحيدة المتاحة سلميا لاستعادة الوطن من خاطفيه، وإنقاذ الدولة من الضياع فى ظل الفشل الذريع لجماعة الإفك والضلال والتطرف فى ادارة شئون البلاد، بعد أن كادت الدولة أن تفقد هويتها وتتحول إلى دولة فاشلة ومجرد أشلاء مفككة وممزقة لولا رحمة الله بها وبنا، ولمن يحتاج إلى إنعاش ذاكرته عما جرى وكان قبل يوم الثلاثين من يونيو ٢٠١٣، نقول إن خروج الشعب فى ذلك اليوم المشهود كان محصلة طبيعية للعديد من الأحداث والوقائع التى سبقته وأدت إليه، بحيث أصبح هو الخيار الوحيد والوسيلة المتاحة أمام الشعب لاسترداد دولته وكيانه وهويته، بعد أن سيطرت الجماعة ومكتب الإرشاد على كل المواقع وأقصت جميع القوى الوطنية، وتحكمت فى كل شىء.

وإذا كنا اليوم نسعى بكل الجدية والإصرار لتحقيق طموحاتنا المشروعة فى دولة مدنية ديمقراطية حديثة وقوية تقوم على المساواة وحقوق الإنسان وسيادة القانون والعدالة الاجتماعية فى ظل حركة جادة للتعمير والإصلاح والبناء والتنمية الشاملة فعلينا ألا ننسى على الإطلاق أن ذلك ما كان يمكن أن يتحقق لولا ثورة الثلاثين من يونيو التى أنقذت مصر من المصير الأسود الذى كانت تساق إليه على يد الجماعة الضالة التى نشرت التطرف والإرهاب والفتن فى ربوع البلاد، وحاولت دفع الوطن بأكمله إلى طريق الضياع.