قصة أغنية

عبد الصبور بدر يكتب: سوق على مهلك

عبدالصبور بدر
عبدالصبور بدر

إذا كنت لا تعرف شيئاً عن الأستاذ جليل البندارى مؤلف «سوق على مهلك» التى غنتها شادية فى فيلم «بشرة خير»، فقد فاتك الكثير من المتعة، لأن البندارى أشهر ناقد فنى فى خمسينيات وستينيات القرن الماضى ، وبسبب رشاقة قلمه تملقه الفنانون ليفتح أمامهم قلوب الجماهير، وبسبب طول لسانه كان زبوناً دائماً لدى المحاكم بعد أن رفع عليه نفس الفنانين عشرات القضايا واشتكوا منه لطوب الأرض.

ولم يكن الاستفزاز والأذى موهبة البندارى الوحيدة، فهو صحفى مفيش منه اتنين، وأُوسطى فى تأليف الأغاني، وسيناريست سابق عصره، وأديب جواهرجي.

أما هوايته الغريبة التى لا تخطر على بال، فهى إخفاء أحزانه فى فرحة الآخرين، لدرجة أنه يجعلك تصفق وترقص وتنتشى من السعادة وأنت تردد كلمات أغنية يرثو فيها صديقه الميت، دون أن تشعر، مثلما حدث فى «سوق على مهلك»، والتى كتبها يوم وفاة صديقه المقرب المذيع المشهور «عبد الوهاب يوسف»ويقول فيها:

على إيه تجرى كفاية علينا.. العمر بيجرى من حوالينا
كان فى عنينا وملو إيدينا.. وبعد دقيقة مش بإيدينا

وكانت الأغنية أيضاً فرصة كمال الشناوى الذى درس فى معهد الموسيقى أن يحقق حلمه فى أن يصبح مطرباً حين طلب من المخرج حسن رمزى أن يغنى مع شادية بدلاً من أن يمسك يدها ويبتسم ببلاهة ووافق الأخير، لكن الجمهور أجبره على ألا يكررها مرة أخرى!