"شعاع" من باب الحارة إلى منصة الأولمبياد 2012- م 04:26:06 الاثنين 23 - يوليو  غادة شعاع أ ف ب  برعت السورية غادة شعاع في سباقات الضاحية ولعبة كرة السلة منذ صغرها، فاختيرت لمنتخب بلادها وعرض عليها الاحتراف فهي بطلة استثنائية في مسابقة صعبة ومعقدة. وفرضت شعاع وجودها وأثبتت حضورها بجدارة بين علما بأنها لم تأتِ من بلد ذي جذور وتقاليد في هذا المضمار، لكنها الموهبة الطبيعية والخامة الفطرية التي نمتها، والتي لو سارت الأمور لاحقاً على ما يرام ولم تداهمها الإصابة، لاستطاعت ابنة محردة السورية تحطيم الرقم القياسي العالمي على غرار تألقها عالمياً وأولمبياً. ولما حانت الساعات الأخيرة من القرن الـ20 كان اختيار شعاع رياضية القرن في سورية، نتيجة طبيعية ومنطقية للإنجازات الرياضية غير المسبوقة التي حققتها لبلادها في ميادين "أم الألعاب" على مختلف الأصعدة، فقفزت بالرياضة السورية إلى العالمية. كانت دورة ألعاب البحر المتوسط الـ12 في كاب داغد بفرنسا عام 1993 بداية دخول شعاع العالمية عندما تخلت عن المشي خطوة خطوة وقفزت برقمها 890 نقطة فسجلت 6168 نقطة ونالت الميدالية الفضية. علماً بأنها سجلت مشاركتها العالمية الأولى في بطولة العالم عام 1991 في طوكيو وحلت في المركز 24 "5066 نقطة". وسطرت غادة اسمها في سجل العالمية في دورة النوايا الحسنة في مدينة سان بطرسبرغ الروسية عام 1994 بميدالية برونزية، مسجلة 6361 نقطة، وفي العام ذاته أحرزت ذهبية الألعاب الآسيوية في هيروشيما مسجلة 6260 نقطة. ثم مهد لقاء غوتسيش النمساوي الدولي عام 1995 لشعاع الفوز في بطولة العالم منتزعة المركز الأول، بعد أن أبعدت كبرى البطلات العالم وسجلت 6760 نقطة "أفضل رقم عالمي". فتوجهت إليها الأنظار في مونديال غوتنبرغ "السويد – 1995" وهناك انتزعت اللقب العالمي لها ولسورية مسجلة 6651 نقطة بعد أن قهرت عملاقات، في مقدمهن الأميركية جاكي جوينر كيرسي والألمانيتين سابين بروان وهايكه دريشلر. وخاف الجميع على شعاع التي أصبحت حكاية شعبية في سورية من أضواء الشهرة لكن الشابة الواثقة والطموحة المتحفزة لبلوغ مراتب أعلى، ردت في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة عندما سجلت رقماً شخصياً مقداره 6942 نقطة في لقاء غوتسيش "26 مايو 1996"، وهو أفضل رقم عالمي سجل منذ خمس سنوات. وغادة الذهبية "27 عاماً - 1.87م" لم تخيب آمال بلادها في دورة أتلانتا عام 1996 فكان صوتها مدوياً وتفوقت على المشاركات جميعهن، لتنال الميدالية الذهبية الأولى لسورية في تاريخ الألعاب الأولمبية بعدما سجلت 6780 نقطة، وبفارق كبير عن وصيفتها البيلاروسية ناتاشا سازانوفيتش "6563 نقطة" والبريطانية دينيز لويس 6489 نقطة، وهي الميدالية الاولمبية الثانية لسورية بعد فضية المصارع البطل السوري جوزيف عطية في دورة لوس انجلوس عام 1984. غير أن الأداء التصاعدي لشـعاع بعد "اتلانتا 1996" تراجع بسبب الإصابة، وقد أوفدت بلادها للعلاج في ألمانيا حيث لا تزال تقيم، وتعمل في مجـالات عدة منها التجميل. واختتـمت شعاع مسـيرتها الدولية بإحرازها برونزية السباعية في بطولة العالم عام 1999 في اشبيلية، ثم أخفقت في "سـيدني 2000" وانسحبت بعد سباق الـ100 م حواجز بداعي الإصابة. وتلفت شعاع، التي تشعر بمرارة من إهمال الأبطال بعد اعتزالهم وعدم تقديرهم في بلدان عربية عدة، إلى أن "البطل الاولمبي مشروع طويل الأمد وليس شغل سنة أو سنتين، انا مررت بظروف صعبة جدا، لم يتوافر لي اي من هذه المقومات". وتتابع: "لا يوجد عندنا جدول زمني للمدربين والمدربات، هذه الرياضات الفردية في حاجة إلى الصبر ونحن ما عندنا صبر، بالطبع ليس هناك مستحيل، نستطيع أن نغير هذا النمط السيئ إن أردنا، المهم أن نخطو الخطوة الأولى".