عطر السنين

حكمة القصاص

مرفت شعيب
مرفت شعيب

(ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب) حكمة قرآنية من فيض الحكم التى يذخر بها القرآن الكريم.. لأن القصاص يوقف سفك الدماء طلبا للثأر الذى يشعل نار الانتقام ويغذى الأفكار الجاهلية ويحقن الدماء البريئة التى تسفك مع اتساع مساحة نار الانتقام فيسقط العاطل والباطل دون ذنب جنوه لهذا يقوم القانون بمهمة القصاص لتهدأ نيران الغضب التى تغلى فى الصدور الجريحة حتى لا يتحول المجتمع إلى غابة يأخذ كل ذى حق حقه بذراعه أو بسلاحه ويطبق قانونه الخاص وتسود لغة القوة الغاشمة.. تلك الأفكار راودتنا جميعا مع الإعلان عن تنفيذ حكم الإعدام فى قاتل نيرة أشرف عروس السماء الذبيحة غدرا والتى زفت إلى القبر بدلا من أن تزف إلى عرسها، إنها الجريمة البشعة التى هزت المجتمع المصرى بجميع طوائفه فالضحية فى عمر الزهور والقاتل زميلها الذى رفض أهلها تزويجه منها فانتظرها على باب الجامعة يوم الامتحان ليذبحها فى الشارع قبل أن يتمكن أحد من المارة من الدفاع عنها أو منعه من ارتكاب جريمته الشنعاء واكتفوا بتصوير الجريمة لرفعها على الفيس بوك وكم من جرائم أصبح الناس أكثر سلبية وخلت أخلاقهم من المروءة والشهامة المعروفة لدى المصريين.. ولا شك أن القاتل كان تحت تأثير الشيطان فلم يفكر فى عواقب فعلته وها هو قد خسر حياته وهو فى عز شبابه وقد استجاب لشيطان الانتقام من الفتاة التى أحبها ورفضه أهلها وهذا حقهم وفى غمرة الصدمة التى أحزنت المجتمع خرج علينا أحد رجال الدين برأى صادم يقول إن الفتاة غير المحجبة تستحق التحرش بها وإن الفتاة التى تريد أن تأمن على نفسها فلترتدى (جوالا) وجاءت آراؤه الغريبة لتسكب النار على أسرة الفتاة الضحية المكلومة فتراجع عن تصريحاته التى اعتبرت تبريرا للقتل واعتزل فتاواه الغريبة وتابعنا أخبار محاكمة قاتل نيرة فى شغف علنا نفهم كيف وصل القاتل الشاب لقرار الجريمة البشعة التى راح ضحيتها فتاة فى عمر الزهور وشاب فى مقتبل حياته أعدم نتيجة ارتكابه لجريمة ذبح نيرة والغريب أنه أثناء المحاكمة حدثت عدة جرائم بنفس الطريقة فهل تستحق أى فتاة ترفض الزواج من شخص ما أن يهدر دمها أو يشوه وجهها.. هذه الجرائم لابد من دراستها اجتماعيا ونفسيا حتى لا تتكرر وحتى لا نستيقظ على جرائم بشعة وسيبقى القانون هو من يطبق القصاص العادل.