طارق الشناوى: الواقع يهزم التوقع

طارق الشناوى
طارق الشناوى

أتصور أن هناك قدراً لا ينكر من الذكاء فى الطرح المبكر لفيلم (بيت الروبى) ليسبق باقى أفلام العيد التى استعدت لتنقض على (العيدية)، الفيلم لا ينطبق عليه توصيف سينما العيد بمعناه المباشر، التى تتكئ على الحدث الصاخب أو النكتة الصارخة أو المعركة الدموية، الأفلام الأخرى التى عرضت قبل 24 ساعة مثل (تاج) بطولة تامر حسنى ودينا الشربينى، و(البعبع) لأمير كرارة وياسمين صبرى، و(مستر أكس) لأحمد فهمى وهنا الزاهد، تستطيع أن تعتبرها سينما العيد ( كما يقول الكتالوج)..

اسم كريم عبد العزيز جاذب للجمهور ولو أضفت إليه حالة البهجة التى بات يحققها تواجد كريم محمود عبد العزيز خاصة بعد فيلمه (من أجل زيكو) ستزداد جرعة الترقب، إلا أن الواقع الذى شاهدناه على الشاشة تضاءل كثيرا عن سقف التوقع..

المخرج بيتر ميمى واحد من أكثر أبناء جيله موهبة وأيضا غزارة، دائما لديه مشروع يعيش فيه على شاشتى  السينما أو التليفزيون، بيتر قارئ جيد للجمهور، كما أنه يقدم رؤية إخراجية عصرية، لديه مساحة مشتركة ومقننة مع المتفرج يتركها ليكمل هو الباقى، يجيد رسم الجو العام.

وهكذا شاهدنا فى البداية أسرة الروبى، فى مدينة نائية على شاطئ البحر الأحمر، ساهم مدير التصوير حسين عسر وديكور أحمد فايز فى تأكيد أجواء العزلة، تبتعد نحو 300 كيلو متر عن القاهرة، تركيبة العائلة تصنع دائرة محكمة الإغلاق، الزوج كريم عبد العزيز وزوجته نور وطفلاهما، أعجبتنى الطفلة ( الكلبوظة)  لوسيندا سليمان، تملك طلة محببة وخفة ظل حافظ المخرج على تدفقها..

هذا البيت عاش فى سكون وبرودة رسمتها الإضاءة، عاد كريم محمود عبد العزيز من أوروبا، بعد أن تورط  فى خناقة كان يعمل حلاقا، ومعه زوجته تارا عماد، الفتاة  المهووسة بـ (السوشيال ميديا) التى تغتصب حق الإنسان فى الخصوصية.

بينما تلك العائلة جدرانها  العزلة،  سور مرتفع لا تسمح لأحد بتسلقه، لم يجد السيناريو الذى كتبه محمد الدباح وريم القماش الكثير ليقدموه، سوى مجرد البحث عن مشكلة وعقدة مفتعلة للشخصيات الرئيسية لتفسر العزلة، اتهام كاذب لنور التى تؤدى دور طبيبة أمراض نساء وتوليد، وحاول المخرج تقديم الشخصيات الثانوية أشبه بضيوف شرف مثل شريف الدسوقى وحاتم صلاح ومصطفى أبو سريع.

استوقفنى محمد عبد الرحمن سارق الضحك الذى يرشق فى القلب، والممثلة الجديدة سارة عبد الرحمن بفطرية أدائها..

السيناريو نقطة الضعف الرئيسية، افتقد المنطق الذى يجعلك تقتنع بفكرة العزلة القائم عليها الفيلم، بين الحين والآخر كان يبحث عن مشاهد صاخبة لجذب الجمهور، خناقة فى الشارع أو أغنية فى فرح، الهدف الذى يتناوله الفيلم وهو حق الإنسان الطبيعى فى أن يعيش حياته كما يريد، إلا أن الشريط السينمائى، الذى يتحدث عن الخصوصية، يفتقد أساسا فى بناء السيناريو  المنطق والخصوصية!!.

إقرأ أيضاً|توتا: أول مرة أعمل أكشن في فيلم «البعبع» مع أمير كرارة