بوتين: أوكرانيا خسرت 259 دبابة و780 مدرعة منذ بداية «الهجوم المضاد»

 الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء 27 يونيو، أن القوات الأوكرانية فقدت 259 دبابة و780 عربة مدرعة منذ بداية ما يسمى بـ"الهجوم المضاد".

وقال بوتين خلال لقائه مع العسكريين الروسيين: "الآن أعطوني معلومات محدثة، فقد الجيش الأوكراني منذ بداية ما يسمى بـ"الهجوم المضاد" 259 دبابة و780 عربة مدرعة، وخلال الأيام السبعة الماضية فقط على اتجاه أوريكوفسكايا الذي يعتبره الجيش الأوكراني الاتجاه الرئيسي للهجوم، فقد العدو 280 قطعة من المعدات العسكرية، بينها 41 دبابة".

اقرأ أيضًا: بوتين: «فاجنر» تلقت خلال عام ما يقرب من مليار دولار

وأشار بوتين إلى أن التمرد المسلح دائما وفي كل مكان، يعقبه فوض وحروب أهلية.

وقال الرئيس الروسي: إنه "كما هو الحال دائما في مثل هذه الحالات يحدث الشيء نفسه دائما وفي كل مكان بعد التمردات المسلحة تأتي الفوضى الشاملة والحرب الأهلية وهذا ما منعتموه وهذا ما كان دوركم، ولهذا بصفتي القائد الأعلى للقوات المسلحة أود أن أعرب عن امتناني لكم".

وأشاد بوتين، بمقاتلي "فاجنر" الذين أظهروا بطولة وشجاعة ويحظون بالاحترام في البلاد.

وصرح الرئيس الروسي: بأنه "فيما يخص مجموعة "فاجنر" فكما تعلمون، فقد تعاملنا دائما مع مقاتلي وقادة هذه المجموعة باحترام كبير، لأنهم أظهروا بالفعل شجاعة وبطولة".

ولفت بوتين، إلى أن تمويل مجموعة "فاجنر" تم توفيره بالكامل من قبل الدولة، منذ مايو 2022 إلى مايو 2023، دفعت السلطات للشركة 86.262 مليار روبل.

وقال فلاديمير: إن "تمويل مجموعة "فاجنر" جميعها تم توفيره بالكامل من قبل الدولة - من وزارة الدفاع، ومن ميزانية الدولة قمنا بتمويل هذه المجموعة بالكامل".

وأكد بوتين، أنه لو لم يتم وقف التمرد المسلح لم يكن معروفًا مصير البلاد، وأن الإنجازات التي تحققت في العملية العسكرية الخاصة، كان يمكن أن تضيع، لكن العسكريين الروس لم يسمحوا بذلك.

وأضاف الرئيس الروسي: "من غير المعروف ما كان سيحدث للبلاد في النهاية، وأن كل الإنجازات التي تحققت خلال المعارك، الكثير منها على أي حال، كان سيضيع، لكنكم لم تسمحوا لذلك أن يحدث".

وفي وقت سابق من اليوم، شكر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، جميع أفراد القوات المسلحة الروسية ووكالات إنفاذ القانون والخدمات الخاصة على شجاعتهم، مؤكدًا أن تصميمهم وشجاعتهم أسهما بتماسك المجتمع وقمع التمرد.

وعلى الأرض، تتواصل العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية لليوم 23 على التوالي، منذ بدايتها في 24 فبراير المنصرم.

واكتسب الصراع الروسي منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين.

وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق".

ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة".

وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه.

وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.

ولاحقًا، أعلنت الدفاع الروسية، يوم السبت 26 فبراير، أنها أصدرت أوامر إلى القوات الروسية بشن عمليات عسكرية على جميع المحاور في أوكرانيا، في أعقاب رفض كييف الدخول في مفاوضات مع موسكو، فيما عزت أوكرانيا ذلك الرفض إلى وضع روسيا شروطًا على الطاولة قبل التفاوض "مرفوضة بالنسبة لأوكرانيا".

إلا أن الطرفين جلسا للتفاوض لأول مرة، يوم الاثنين 28 فبراير، في مدينة جوميل عند الحدود البيلاروسية، كما تم عقد جولة ثانية من المباحثات يوم الخميس 3 مارس، فيما عقد الجانبان جولة محادثات ثالثة في بيلاروسيا، يوم الاثنين 7 مارس. وانتهت جولات المفاوضات الثلاث دون أن يحدث تغيرًا ملحوظًا على الأرض.

وقال رئيس الوفد الروسي إن توقعات بلاده من الجولة الثالثة من المفاوضات "لم تتحقق"، لكنه أشار إلى أن الاجتماعات مع الأوكران ستستمر، فيما تحدث الوفد الأوكراني عن حدوث تقدم طفيف في المفاوضات مع الروس بشأن "الممرات الآمنة".

وقبل ذلك، وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في 28 فبراير، مرسومًا على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، في خطوةٍ لم تجد معارضة روسية، مثلما تحظى مسألة انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وقال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف إن الاتحاد الأوروبي ليس كتلة عسكرية سياسية، مشيرًا إلى أن موضوع انضمام كييف للاتحاد لا يندرج في إطار المسائل الأمنية الإستراتيجية، بل يندرج في إطار مختلف.

وعلى الصعيد الدولي، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء 2 مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.

وفي الأثناء، تفرض السلطات الأوكرانية الأحكام العرفية في عموم البلاد منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.

وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.

إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت".

لكن روسيا عللت ذلك وقتها بأنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت قامت فيه واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.

ومن جهتها، اتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ كانت روسيا ولا تزال تصر على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي.