أيمن فاروق
عشر أعوام مرت على ثورة 30 يونيو، كان أبرز جهود الدولة خلال تلك الفترة هي القضاء على الإرهاب، والتصدي لجرائم الجماعة الإرهابية، فالأمن سلعة غالية نجحت الأجهزة الأمنية في توفيرها، وهذا ما يشعر به كل مواطن الآن ونلمسه بأيدينا، كل ذلك لم يأت بسهولة، أو أننا أغمضنا أعيننا لوقت قصير ثم استيقظنا على تلك الحالة من الاستقرار، ولكن كان الثمن غاليًا، فرجال الأمن في الجيش والشرطة دفعوا حياتهم ثمنًا حتى نصل لما نحن فيه حاليا، السؤال كيف واجهة رجال الأمن هؤلاء الإرهابيين؟، نعم خلية نحل كانت تعمل ليل للنهار للقبض على هؤلاء الإرهابيين، رجال يواصلون الليل بالنهار للحصول على المعلومة لدحر الإرهاب والإرهابيين، واجب مقدس والهدف الذي تحقق في النهاية هو استقرار الوطن وأن يعيش المواطن المصري في أمن وأمان.
الهدف الذي وضعه ضباط قطاع الأمن الوطني نصب أعينهم هو كشف أي مخطط إرهابي قبل وقوعه وهذا يتحقق بالمعلومة، وكيفية تأمينها، وبالفعل نجح رجال وزارة الداخلية والأمن الوطني في التصدي للعديد من العمليات الإرهابية وإفشالها قبل قوعها، خلايا خبيثة كانت تخطط لارتكاب أعمال إرهابية هدفها سقوط الأبرياء وتدمير المنشآت، ولكن جاءت الضربات المتتالية من رجال الأمن بالتعاون والاشتراك مع قوات مكافحة الإرهاب في الوصول إلى العناصر والخلايا الإرهابية.
مزرعتان
رصد قطاع الأمن الوطني تكليفات من قيادات تنظيم الإخوان الإرهابى بالخارج لقياداته بالداخل بتشكيل مجموعات لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية، من خلال تسفير عناصر تلك المجموعات للالتحاق بمعسكرات التدريب بالخارج، والعودة لاستهداف مؤسسات الدولة ومنشآتها الحكومية وعدد من الشخصيات العامة ورجال الشرطة؛أكدت المعلومات اضطلاع قيادى إخوانى، بدور بارز فى نقل تلك المجموعات بين الدروب الصحراوية عبر الحدود الجنوبية للبلاد، ونجح رجال قطاع الامن الوطنى فى استهداف مكان اختباء قيادى التنظيم حلمى سعد محارب، وأسفرت المواجهات الامنية عن مقتله و8 آخرين من عناصر تلك المجموعات بإحدى الدروب الصحراوية جنوب البلاد وإحباط مخططاتهم الإرهابية، وضبط عناصر مجموعات التنظيم بمحافظات الدلتا، هدفهم تأجيج الفتن الداخلية، حددت القوات مزرعتين بنطاق محافظتى البحيرة، والإسكندرية يمتلكهما قياديان من العناصر الارهابية وهما شكرى نصر محمد البر، ورجب عبده مغربى امسئولا التنظيم بمحافظة كفر الشيخ، المزرعتان عبارة بها العديد من المخابئ السرية تحت الأرض، يستخدمها الإرهابيون كأوكار لتصنيع العبوات المتفجرة، وتخزين الأسلحة والذخائر بمختلف أنواعها، تمهيدًا لتسليمها للعناصر المنفذة للحوادث الإرهابية، تم ضبط كميات ضخمة من المواد شديدة الانفجار التى تستخدم فى تصنيع المتفجرات، وكميات ضخمة من الاسلحة النارية والبنادق، أسلحة الجرينوف والذخيرة، وكميات من الألغام الأرضية والقنابل، والدوائر الكهربائية المستخدمة فى تصنيع المتفجرات.
كما تم توجيه ضربات مكثفة نحو عدد من البؤر الإرهابية فى شمال سيناء حينذاك، بالتزامن مع نشاط مكثف لقوات الأمن والتى تمكنت من القضاء وتدمير 7 بؤر تستخدمها العناصر الإرهابية فى التمركز والتحرك، بالإضافة لنجاح القوات فى تدمير عربيتين مفخختين، وذلك فى عمليات ناجحة للقوات فى شمال سيناء.
وأسفرت النتائج عن اكتشاف وتدمير 7 أوكار تستخدمها العناصر الإرهابية فى الإختباء ومراقبة القوات وتنفيذ العمليات الإرهابية، وبداخلها كميات من الأسلحة والذخائر ومواد الإعاشة متعلقة بالعناصر الإرهابية، بالإضافة إلى كميات كبيرة من المواد التى تستخدم فى تصنيع العبوات الناسفة.
خلية المعادى
كما نجحت القوات حينها فى القضاء على 8 إرهابيين شديدى الخطورة، وتدمير2 عربة مفخخة تم تجهيزها لاستهداف القوات.
خيوط الكشف عن عناصر الخلية وقتها، بدأت مع توافر معلومات تفيد باختباء اثنين من أخطر العناصر الإرهابية فى منطقة المعادى، وتحديدًا فى شارع عبدالحميد مكى المتفرع من شارع فادية كامل بالمعادى، تم تشكيل فريق بحث لجمع المعلومات اللازمة عن تلك العناصر ومدى خطورتها، وإعداد مأمورية أمنية ضخمة استهدفت مكان تواجد تلك العناصر لضبطهم، إلا أنه فور اقتراب القوات ومحاصرتهم المكان بادر المتهمون بإطلاق الأعيرة النارية تجاههم، وهو ما دفع القوات لمبادلتهم إطلاق النيران، استمرت المواجهات الأمنية بين العناصر الإرهابية والقوات، تبادل إطلاق النيران، قرابة 6 ساعات متواصلة، نجحت خلالها القوات فى منع هروب المتهمين عقب محاصرتهم بإحكام، ونتج عن تبادل إطلاق النيران مقتل العناصر الإرهابية، واقتحام الشقة وضبط العديد من الأسلحة النارية والذخيرة، شملت المضبوطات ضبط مدفع آر بى جى، و3 قذائف، بالإضافة إلى ضبط حزام ناسف و5 قنابل، وبندقية آلى، وطبنجة، وكمية كبيرة من الذخيرة والتى كانت تخطط تلك العناصر الإرهابية لاستخدامها فى تنفيذ عمليات إرهابية فى البلاد.
وكر الأميرية
أيضا من الخلايا التي تم ضبطها، حينما نجحت قوات مكافحة الإرهاب بوزارة الداخلية، من اقتحام وكر إرهابى فى منطقة الأميرية، وذلك بعد إطلاق النيران بين الطرفين، ومصرع الإرهابيين، فى واحدة من أقوى الضربات التى وجهتها قوات مكافحة الإرهاب للعناصر الإجرامية، وأسفرت الأحداث عن استشهاد الرائد محمد الحوفى ضابط الأمن الوطنى فى تبادل إطلاق النار بين القوات والعناصر المتطرفة الإرهابية بالأميرية.
البداية كانت بوصول معلومات سرية إلى أجهزة الأمن، بتواجد مجموعة من العناصر الإرهابية داخل شقة بعزبة شاهين، دائرة قسم شرطة الأميرية، والتى تنوى القيام بمجموعة من العمليات الإرهابية للتأثير على الأوضاع الداخلية للدولة، مستغلين انشغال قوات الأمن وأجهزة الدولة بمكافحة فيروس كورونا المستجد اكوفيد -19ب، وبمرور فترة قصيرة من رصد الإرهابيين وموقع تجمعهم داخل شقة بعزبة شاهين، دائرة قسم شرطة الأميرية، خرجت قوة أمنية من مديرية أمن القاهرة، والتى تمكنت من محاصرة الشقة المشار إليها، واقتحامها والقضاء على الإرهابيين.
ولا يمكن نسيان، حينما تبادلت أجهزة الأمن، إطلاق النار مع عدد من العناصر الإرهابية فى جبال أبوتشت شمال قنا، ما أسفر عن استشهاد ضابط أمن مركزى ومقتل 3 عناصر إرهابية.
جمع جهاز الأمن الوطنى والأجهزة الأمنية فى قنا والأقصر، معلومات تفصيلية عن هوية العناصر التى لقيت مصرعها خلال حملة المطاردة، حيث كانت تقيم معسكر تدريب للعناصر الإرهابية المشتبه فى تورطها بحادث الهجوم الإرهابى على كمين إسنا المرورى، ويتزعمهم الإرهابى عمرو سعد والشهير بـبعمرو الشويخىب، وذلك بالظهير الصحراوى الغربى بمركز أبوتشت شمال محافظة قنا.
كما أحبط قطاع الأمن الوطنى بوزارة الداخلية، مخططًا إخوانيًا عدائيًا يستهدف إشاعة الفوضى بالبلاد، كشفت الداخلية فى بيان لها وقتها: ااستمرارًا لجهود الوزارة، فى كشف المخططات العدائية لتنظيم الإخوان الإرهابى، رصدت معلومات قطاع الأمن الوطنى إعداد قيادات التنظيم الهاربة بتركيا مخططًا يستهدف تقويض دعائم الأمن والاستقرار وإشاعة الفوضى بالبلاد وهدم مقدراتها الاقتصادية بالتزامن مع ذكرى 25 يناير، كما أنه جرى تكليف عناصره بالداخل لتنفيذه من خلال عدة محاور وفقًا للآتى: العمل على إثارة الشارع المصرى من خلال تكثيف الدعوات التحريضية والترويج للشائعات والأخبار المغلوطة والمفبركة لمحاولة تشويه مؤسسات الدولة وقيام التنظيم فى سبيل ذلك باستحداث كيانات إلكترونية تحت مسمى الحركة الشعبية – الجوكر ارتكزت على إنشاء صفحات إلكترونية مفتوحة على موقع Facebook لاستقطاب وفرز العناصر المتأثرة بتلك الدعوات يعقبها ضمهم لمجموعات سرية مغلقة على تطبيق Telegram تتولى كل منها أدوارًا محددة تستهدف تنظيم التظاهرات وإثارة الشغب وقطع الطرق وتعطيل حركة المواصلات العامة والقيام بعمليات تخريبية ضد منشآت الدولةب.
وتابع البيان: اتكثف عناصر اللجان الإعلامية التابعة للتنظيم بالداخل نشاطهم من خلال الترويج للأكاذيب والشائعات لإيجاد حالة من الاحتقان الشعبى، كذلك إعداد لقاءات ميدانية مصورة مع بعض المواطنين وإرسالها للقنوات الفضائية الموالية للتنظيم لإذاعتها بعد تحريفها بشكل يُظهر الإسقاط على مؤسسات الدولة، كذا بثها على مواقع التواصل الاجتماعى ودعمها من خلال حسابات إلكترونية وهمية للإيحاء بوجود رأى عام مؤيد لتلك الادعاءاتب.
وأوضح البيان، تكليف حركة حسم المسلحة التابعة للتنظيم بالتخطيط والإعداد لتنفيذ سلسلة من العمليات الإرهابية تمهيدًا لارتكاب عمليات تستهدف شخصيات ومنشآت هامة ودور العبادة المختلفة بالتزامن مع ذكرى 25 يناير، إذ استهدفت بعض عناصر الحركة فى إطار تنفيذ هذا المخطط خفيرين نظاميين وأحد المواطنين اتصادف وجوده بمكان الحادثب بقرية كفر حصافة مركز طوخ بمحافظة القليوبية مما أدى إلى استشهادهم.
وأمكن تحديد القائمين على إدارة هذا المخطط والمتواجدين بدولة تركيا أبرزهم: تامر جمال محمد حسنى وشهرته عطوة كنانة امسئول ما يسمى بمجموعات الجوكر - مطلوب ضبطه فى إحدى القضايا الإرهابيةب، هانى محمد صبرى محمد إسماعيل امسؤول ما يسمى بالحركة الشعبية - مطلوب ضبطه فى إحدى القضايا الإرهابيةب، حذيفة سمير عبدالقادر السيد امسؤول إدارة اللجنة الإعلامية من الخارج - محكوم عليه ومطلوب ضبطه فى قضايا إرهابيةب.
بالإضافة إلى أحمد محمد عبدالرحمن عبدالهادى امسؤول الكيان المسلح - محكوم عليه ومطلوب ضبطه فى 7 قضايا إرهابية، يحيى السيد إبراهيم موسى امسؤول إدارة الكيان المسلح - محكوم عليه ومطلوب ضبطه فى 5 قضايا إرهابيةب، أحمد إبراهيم فؤاد الشوربجى اأحد مسؤولى تمويل التنظيم - مطلوب ضبطه فى 4 قضايا إرهابيةب، فاتن أحمد على إسماعيل اأحد مسؤولى نقل أموال التنظيم - محكوم عليها هاربة بالسجن لمدة 10 سنوات فى إحدى القضايا الإرهابيةب.
كما أسفرت جهود المتابعة عن تحديد المجموعات الالكترونية التى تضطلع بعمليات الاستقطاب والإعداد للقيام بأعمال الشغب وتخريب منشآت الدولة وأمكن ضبط عدد من العناصر القائمه عليها وعُثر بحوزتهم على ا14 فرد خرطوش وكمية من طلقات الخرطوش – ماسكات الجوكر – أقنعة بدائية واقية من الغاز – أسلحة بيضاء ونبال لقذف الحجارة – كميات من العوائق المسماريه لإلقائها على الأرض لتعطيل السياراتب.
وباستمرار عمليات المتابعة الميدانية أمكن تحديد وضبط عناصر اللجان الإعلامية التابعة للتنظيم الإرهابى، كما تم ضبط الأجهزة والمعدات المستخدمة فى نشاطهم وهى اطائرة بدون طيار Drone- أجهزة كمبيوتر وكاميرات تصوير وهواتف محمولة مزودة بتطبيقات مؤمنة للتواصل مع القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية الإخوانيةب.
كما أسفرت عمليات الفحص الأمنى والفنى عن تحديد وضبط عدد من عناصر حركة حسم الإرهابية المتورطين فى هذا المخطط، ومن بينهم بعض منفذى العملية الإرهابية بمركز طوخ بالقليوبية، كذلك تحديد وضبط عدد من مخازن الأسلحة والمتفجرات التى كان يتم إعدادها لتنفيذ المخطط الإرهابى، حيث عُثر على اعدد 20 سلاحًا آليًا – 12 بندقية خرطوش - 2 سلاح متعدد - بندقية قناصة - قواذف RPG وكمية من مقذوفاته وطلقاته الدافعة – 7 عبوات ناسفة شديدة الانفجار- مواد تُستخدم فى تصنيع المتفجرات – أدوات تنكر وتخفىب، تم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال المتورطين فى هذا المخطط.
3 خلايا إرهابية
كما وجهت وزارة الداخلية، عددًا من الضربات الاستباقية، ونجحت فى القضاء على 3 خلايا إرهابية، بمناطق مختلفة، ولقى 19 إرهابيًا مصرعهم، وتم إحباط هجوم إرهابى استهدف كمين اعيون موسىب الأمنى، وتمكنت قوات الأمن بحرفية من التصدى للعناصر الإرهابية المسلحة، وذكر بيان أمنى صادر عن وزارة الداخلية حينئذ، أن تلك العناصر الإرهابية حاولت استهداف نقطة التفتيش الأمنى بعيون موسى، إلا أن يقظة وتجهيزات القوة حالت دون ذلك، وبادرت بالتعامل على الفور مع العناصر الإرهابية وتبادل إطلاق النيران معهم، ما أسفر عن مصرع اثنين من المنفذين، وعثر بحوزة أحدهما على حزام ناسف كان معدا لاستهداف قوة نقطة التفتيش، وتمكنت قوات الحماية المدنية وخبراء المفرقعات من التعامل معه وإبطال مفعوله.
وفى محافظة القليوبية، لقى 6 إرهابيين مصرعهم، فى تبادل لإطلاق النيران مع الأجهزة الأمنية.
وأوضح بيان أمنى صادر عن وزارة الداخلية وقتها، أن معلومات وردت إلى قطاع الأمن الوطنى تفيد بصدور تكليفات لعناصر المجموعات المسلحة التابعة للجماعة لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية تزامنا مع الدعوات التى تطلقها المنابر الإعلامية الإخوانية خلال الفترة الحالية لإحداث حالة من الفوضى.
وأضاف البيان؛ أن عمليات المتابعة رصدت اتخاذ مجموعة من عناصر حركة حسم الإرهابية من أحد المبانى الملحقة بمزرعة بمحافظة القليوبية وكرًا للانطلاق وتنفيذ مخططهم الإرهابى، وتم مداهمة الوكر وتبادل إطلاق النار مع العناصر الإرهابية، مما أسفر عن مصرع 6 منهم، وعثر بحوزتهم على بندقيتين آليتين عيار 7.62× 39، و3 خزينات بندقية آلية، وطبنجة 9 مم، وبندقية خرطوش، وعدد من الطلقات مختلفة الأعيرة، وكمية من المواد المتفجرة وأدوات تصنيع العبوات الناسفة، ونجحت قوات الأمن الوطنى، فى محاصرة الخلايا والعناصر الإرهابية الإجرامية خلال الفترة الماضية، ما ساهم بشكل مباشر في دعم أمن واستقرار أركان الدولة المصرية.
اقرأ أيضًا : وزارة الثقافة تحتفل بثورة 30 يونيو بكرنفالات فنية وعروض موسيقية وورش عمل
