كندي يجوب العالم عبر وسائل نقل غير آلية.. ما السبب؟

كندي يجوب العالم عبر وسائل نقل غير آلية
كندي يجوب العالم عبر وسائل نقل غير آلية

من المقرّر أن يعود رجل الإطفاء الكندي، ماركوس بوكونن، هذا الصيف إلى مدينته تورنتو الكندية، بعد سبع سنوات من البدأ في عملية للإبحار حول العالم باستخدام "عضلاته وبعض الرياح" فقط.

وخلال تلك الفترة، كانت معدات المغامر هي، قدميه، و التجديف على متن قارب الكاياك، و قادة دراجة هوائية، وأخرى ثلاثية العجلات، والتزلّج.

وأشار بوكونن عن مغامرته الملحمية: إذ إنه سافر لمسافة 80 ألف كيلومتر من دون استخدام أي وسيلة نقل آلية، أي من دون طائرات، ولا قطارات، ولا سيارات. 

ومع خوضه العديد من الرحلات الاستكشافية سابقا، بما في ذلك التجديف في نهر المسيسيبي. 

وعند اكتشاف بوكونن بأن والده لم يكن لديه سوى أسابيع قليلة ليعيش، فقد قرّر بوكونن أخيرًا اتخاذ هذه الخطوة، إذ أوضح لـCNN أنه كان يكافح حرائق الغابات في كندا، عندما اتصل به والده وأخبره أنه مصاب بسرطان الدم النخاعي الحاد.

وتابع قائلاً: "حينها سألت نفسي عما أريد أن أفعله إذا اكتشفت أنني سأموت في غضون أسابيع قليلة، كيف يمكنني أن أعيش حياتي من دون الشعور بالندم"؟

وبعدما أمضى بعض الوقت مع والده، الذي توفي بعد حوالي 6 أشهر، فبدأ في وضع اللمسات الأخيرة لرحلة الهدف منها أن تجعله يسافر عبر العالم باستخدام أنواع مختلفة من وسائل النقل غير الآلية.

ومع ذلك، قضى سبع سنوات أخرى أو نحو ذلك قبل أن ينطلق بالفعل، و إضافة إلى ذلك فقد قرّر في النهاية الذهاب، وأمهل نفسه خمسة أشهر لتحسين لياقته البدنية، و لكن قبل البدء في الرحلة، أسس بوكونن منظمة غير ربحية، تدعى "مسارات التغيير"، بهدف جمع الأموال ونشر الوعي حول المنظمات الاجتماعية والبيئية الصغيرة طوال رحلته.

و صرح بوكونن، بأنه بدأ من الشارع الذي ولد فيه، ومنذ تلك اللحظة، و أصبح الأمر معه جنونيًا للغاية، واصفًا كيف كان التوتر الذي يتراكم بداخله "تلاشى كليًا، بمجرد أن اتخذ هذه الخطوة الأولى، موضحًا: "بغض النظر عن النتائج، كنت أفعل بالضبط ما أردت فعله على هذا الكوكب".

ومنذ ذلك الحين، تجول بوكونن على متن دراجة ثلاثية العجلات عبر مقاطعات البراري الكندية، وتزلج عبر كولومبيا البريطانية، وجدّف إلى ولاية واشنطن الأمريكية، وأبحر إلى هاواي، وثم قاد دراجة عبر ماكاو وفيتنام، وركب قارب الكاياك إلى إندونيسيا. 

و قد كانت إحدى أكثر الفترات المرهقة جسديًا في رحلة بوكونن تتمثل بالتزلج عبر كولومبيا البريطانية، نظرا لدرجات الحرارة المنخفضة، إذ يتذكر قائلًا: "كان من الصعب التخييم في مثل تلك الأجواء الباردة".

والمهم في هذا الأمر أن بوكونن يعمل على تسريع وتيرته حتى يتمكن من العودة إلى تورنتو لحضور احتفالية عودته إلى المنزل خلال الصيف، ويتطلع إلى لم شمله مع العائلة والأصدقاء.

وبعد الانتهاء من رحلته التي لا تُنسى، قال بوكونن إنه يحب أن يكون قادرًا على نقل الشعلة إلى مغامر آخر مصمم على الاستمرار في نشر الرسالة.

وأكدّ: بأنه لا يريد أن تنتهي الرحلة عندما يصل إلى تورنتو، إذ إنه يود أن يقوم شخص ما بمواصلة المسيرة، و مساعدة شخصًا ما على مواصلة "مسارات التغيير" بأسلوب وطريقة مختلفة.