«الإطار الفارغ» قصة قصيرة للكاتبة نجوى عبد الجواد

«الإطار الفارغ» قصة قصيرة للكاتبة نجوى عبد الجواد
«الإطار الفارغ» قصة قصيرة للكاتبة نجوى عبد الجواد

«الإطار الفارغ» قصة قصيرة للكاتبة نجوى عبد العزيز


عهدناها ضاحكة تملأ الجو مرحا، خفة دم في كلامها تعليقاتها منشوراتها على مواقع التواصل. اليوم لا تحمل صفحتها عبارات ضاحكة أو نكاتا ساخرة إنه دعاء لتفريج الكرب قلت لنفسي عادي كلنا نلجأ إلى الله سبحانه في كل الأوقات. في اليوم التالي أتصفح الهاتف تحمل صفحة أميمة دعاء آخر ووجه حزين ماذا حدث؟ جمعنا العمل رأيتها على غير عادتها تتكلف التبسم تخرج كلماتها بصعوبة سألتها ماذا حدث بعد تردد قالت إن ابنها ترك المنزل إثر مشاجرة وقعت بينهما إزاي ده يحصل

معدشي بيقبل كلام اعتبر نفسه كبر مش محتاج لنصايحنا هو أدري بمصلحته

هو فعلا كبر

بس أنا لسه عندي الكتير اللي اديهولو أنا بشوفه بقلبي والناس بتشوفوا بعينيها أنا بغفر وبسامح لكن الدنيا بتتربص وتعاقب أنا الرحمة والناس العذاب انا عايزاه راجل يتحمل المسئولية

محاولتيش تدوري عليه

مش عارفه هو فين

ما تكتبيلو على صفحتك شردت قليلا وتهلل وجهها وقالت هرجعه هرجع حبيبي.

في المنزل جسدي مع أسرتي، وفكري مع زميلتي من وقت لآخر أتابع صفحتها ماذا ستكتب هل ستعنفه، لا لا أظن هل ستستعطفه لا لايليق هل هل تساؤلات تداهمني حرمتني النوم فبت مسهدة وانتظرت الصباح على عجل هرعت إلى الهاتف أبحث عن رسالتها إنها صورة لأم على سرير تبدو في مستشفى بجوارها ممرضة يحملان سويا مولودا آه إنها أميمة تبدو باهتة مرهقة ولكن سعيدة ماهذا أسفل الصورة كتبت عبارة " ولدنا سويا في هذا اليوم" تأملت الصورة وشردت في العبارة لم تتركني لشرودي صورة أخرى تعقب الأولى إنها أميمة تبدو في الصورة متعثرة مقتربة من الأرض تمسك بها يد صغيرة تحاول رفعها وكتب أسفل الصورة "لم تتركني أسقط وأنت صغير أتفعلها وأنت كبير؟!" سرت قشعريرة في جسدي وكأن مشاعرها هذه تلبستني. صورة ثالثة شاب في حفل تخرجه يظهر مع أصحابه ومن الخلف تظهر صورة أميمة وزوجها لماذا لم يتقدما الصف كيف يجعلهما خلفه.؟وعرفت الإجابة التي تقتنع بها أميمة أسفل الصورة عبارة" نحن خلفك دائما يا مستقبلنا الجميل ".

أبحث متلهفة عن صورة أخرى هل انتهت رسالتها تبدو هناك صورة أخرى لا ليست صورة إنه إطار لصورة لكنه إطار فارغ لا يحمل صورا كتب أسفله "في انتظارك" وبجانب الكلمة مجموعة قلوب وورود! كان يوم راحة لم أذهب إلى العمل ظلت الصور تطاردني وكلمات أميمة تتردد في أذني إنها تراهن على مشاعره على ذكرياتهما معا على الحب الذي منحته إياه. عيني على الهاتف ويدي تمتد إليه من حين لآخر أتطلع إلى الإطار الفارغ وأشرد فضول وترقب وأمل وكأنها أنا لم أحسب مرات فتحي للهاتف من كثرتها أصابني الملل لابأس مرة أخيرة وكفى صرخة تخرج مني على غير إرادة سعادة غمرتني ودموع انسابت من عيني لقد كسبت أميمة الرهان لم يعد الإطار فارغا لقد أحاط بصورة مشرقة إنها أميمة تجلس على كرسي الابتسامة تملأ وجهها والدموع تلمع في عينيها وابنها بجوارها ابنها منحنيا عليها مقبلا رأسها أسفل الصورة كتبت هذه العبارة "لم يخب ظني فيك اليوم عادت روحي إلى جسدي".