عاجل

أبرزهم الحوت الباكستاني «باكيسيتس».. تعرف إلى أنواع الحيتان

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قبل حوالي 50 مليون سنة، ظهرت أسرة الحيتان على كوكب الأرض، ومنذ ظهورها تعرضت تلك الأسرة التي تشمل العديد من الحيوانات التي نراها اليوم ك الدلافين والحيتان وخنازيرالبحر، لتاريخ تطوري كبير، وأقدم تلك الكائنات هو الحوت الباكستاني «باكيسيتس»، وكان الحوت الباكستاني حيواناً ثديياً صغيراً بحجم الذئب، يسكن المناطق الساحلية ويقضى بعض الوقت في الماء ، إلا أنه احتفظ بالعديد من سمات الثدييات التي تعيش على الأرض، بما في ذلك شكل الأطراف التي تم تكييفها للمشي على اليابسة، وبمرور الوقت، تكيفت الحيتان المبكرة مع البيئة المائية وخضعت لتغييرات كبيرة في شكلها وتشريح أجسامها، إذ تحولت أطرافها تدريجياً إلى زعانف، وأصبحت أجسادها أكثر انسيابية، وتحركت أنوفها لأعلى الرأس لتشكيل فتحات التنفس، وانتقلت بشكل كامل للعيش في البيئات المائية، وتعرف العلماء الآن على نوع آخر من الحيتان ويقولون إنه أحد الأسلاف المباشرة للدلافين الحالية.

حيتان مسننة

والنوع الجديد الذي أطلق عليه العلماء أسم «أوليمبيسيتسس ثالاسودون OLYMPICETUS THALASSODON» هو حوت من ذوات الأسنان المبكرة المعروفة بالحيتان المسننة، والتي سبحت على طول ساحل شمال المحيط الهادئ منذ حوالي 28 مليون سنة. 

والحيتان المسننة فئة فرعية من الحيتان، وتشمل جميع الحيتان ذات الأسنان كما أنها طورت التكيفات المتخصصة لتحديد الموقع بالصدى ، وهو الطريقة التي تستخدمها للتنقل وتحديد موقع الفريسة تحت الماء، ويساعد الكشف الجديد في فهم التاريخ المبكر وتنويع الدلافين الحديثة وخنازير البحر والحيتان الأخرى ذات الأسنان، كما سيساعد اكتشاف ودراسة النوع الجديدة على سد الفجوات في معرفتنا وتعزيز فهمنا للتنوع والعلاقات التطورية للكائنات القديمة، إذ يساهم اكتشاف كل نوع جديد في فهم أكثر شمولاً للماضي، ويسمح للعلماء ببناء جدول زمني تطوري أكثر دقة وتفصيلاً.

وتم وصف النوع الجديد في دراسة جديدة وتم تسميه الحوت ب «بييرجيه» من قبل عالم الحفريات البورتوريكي خورخي فيليز هرابي، من متحف التاريخ الطبيعي في لوس أنجلوس.

جماجم متماثلة

ويظهر أوليمبيسيتسس ثالاسودون مجموعة من الميزات التي تميزه عن أي مجموعة أخرى من الحيتان ذات الأسنان، ومن ضمن تلك الخصائص الأسنان ذات الحواف المتعددة والجماجم المتناظرة ، والموضع الأمامي للخياشيم التي تجعلها تبدو وكأنها وسيط بين الحيتان القديمة والحيتان التي نعرفها اليوم ، والأسنان ذات الحواف المتعددة هي الأسنان التي تحتوي على عدة نقاط على أسطحها ، وغالباً ما كان لدى الحيتان القديمة أسنان أبسط مع عدد أقل من الشرفات أو حتى الصفائح البالينية بدلاً من الأسنان. 

وتعني «الجماجم المتماثلة» أن النصفين الأيمن والأيسر من الجمجمة متشابهان أو متطابقان تقريباً في الشكل والحجم ، أما الموضع الأمامي للخياشيم فيعنى أن الفتحات الخارجية للممرات الأنفية المستخدمة للتنفس في المقدمة ، ويبدو أن «أوليمبيسيتسس ثالاسودون» لم يكن وحيداً في تلك المنطقة ، فقد عثر الباحثون في نفس المكان على بقايا لأسنان حوت آخر من نفس النوع ، وتم الكشف عن تلك الحفريات على طول ساحل شبه الجزيرة الأولمبية في ولاية واشنطن.

تاريخ تطوري

وكشفت الدراسة كذلك أن «أوليمبيسيتسس ثالاسودون» وأقاربه المقربين ينتمون إلى عائلة تسمى «السيموسيتيدات" SIMOCETIDAE» وهي مجموعة من الحيتان المنقرضة التي كانت تعيش بشكل حصري في منطقة شمال المحيط الهادي ، وتتنوع أحجام وشكل أسنان الكائنات التي تنتمي إلى عائلة «السيموسيتيدات» ، وتشير الاختلافات في حجم الجسم بين «السيموسيتيدات» إلى أن الأنواع المختلفة داخل الأسرة ، قد تكون احتلت أماكن بيئية مختلفة وقد تكون الكائنات الأكبر حجماً استهدفت فرائس أكبر بكثير، أو احتلت موقعًا مختلفًا داخل الهرم الغذائي البحري ، أما الاختلافات في شكل الأسنان تعنى تكيف تلك العائلة مع استراتيجيات غذائية مختلفة ، وقال الباحثون إن أسنان «أوليمبيسيتسس ثالاسودون» تبدو مختلفة تماماً عن شكل أسنان عائلته فهي غير متجانسة وتظهر اختلافًا على طول الأسنان ما يعني أنه ربما يكون أقدم نوع من أنواع عائلته.

ويوفر اكتشاف ودراسة النوع الجديد معلومات مهمة حول التاريخ التطوري ونسب الكائنات الحية ، فمن خلال دراسة التشكل والتشريح والخصائص الجينية لأنواع جديدة، يمكن للعلماء اكتساب نظرة ثاقبة للتحولات التطورية والتكيفات والتنويع للحيتان ذات الأسنان وسياقها البيئي الأوسع.