«البرواز».. قصة قصيرة للكاتبة ليلى راشد

 ليلى راشد
ليلى راشد

لم يفتح باب البيت منذ وفاة الجدة، ذَهَبَتْ إلى هناك، بصعوبةٍ شديدة انفرج البابُ قليلا، العنكبوت والغبار يغطيان الأثاث، رائحة الجد تملأ المكان وتختلط بأنفاسها، تلمح بروازًا قديمًا وجهه إلى الحائط المتهالك، أدارته فرأت صورة بالأبيض والأسود لشاب أسمر في مقتبل العمر.

بأنفاس متلاحقة تمتمت: أين كنت؟

قال: رحلة طويلة منذ ذلك اليوم الحار.

قالت: نعم كنت تحملني على كتفيك وبيدك قطتي التي أضعتها في الزحام عندما أخافها صوت سيارة مسرعة، عُدتَ بي إلى البيت وجَريتُ للشارع تبحث عن القطة، لم أرك منذ تلك اللحظة، عائداً داخل البرواز.

 سألها: من أنتِ ؟ قالت: ليلى.

ابتسم وقال: تسخرين منى؟! ليلى عمرها ثلاث سنوات!!