نائب رئيس «اياتا» فى الشرق الأوسط وأفريقيا لـ «الأخبار» :مصر تشهد نموًا كبيرًا فى حركة الركاب

نلعب دورًا كبيرًا بين الحكومات والشركات فى حل الخلافات ووضع الاتفاقيات

محرر «الأخبار» أثناء حواره مع كامل العوضى نائب رئيس «اياتا» فى الشرق الأوسط وأفريقيا
محرر «الأخبار» أثناء حواره مع كامل العوضى نائب رئيس «اياتا» فى الشرق الأوسط وأفريقيا

قضايا كثيرة متعلقة بصناعة النقل الجوى والشركات العاملة به لا يعرفها كثير من القراء أو المسافرون يسعى الاتحاد الدولى للنقل الجوى لحلها بهدوء ودون شعور المسافرين بأى شيء , الجميع ينظر إلى الطائرات فى السماء ولا يعرف أن هناك مجهودا جبارا من أجل أن تظل هذه الطائرات محلقة فى السماوات وتستمر حركة الركاب فى مطارات العالم .. « اياتا» يعمل على حل كل هذه القضايا دون صوت عال أو إثارة إعلامية ما بين حكومات الدول وشركات الطيران , لذلك تواجدت «الأخبار» فى أكبر تجمع دولى لشركات الطيران بمدينة اسطنبول للاطلاع على كل ما يخص الطيران المدنى من خلال حوار شامل مع كامل العوضى نائب رئيس «اياتا» فى الشرق الأوسط وأفريقيا لمعرفة كل ما يخص الصناعة ودور مصر فيها  .

88 % نسبة التعافى فى الشرق الأوسط.. وهدفنا الاستمرارية بشكل آمن

أوجه الشكر للقيادة المصرية
لدورها الكبير فى إدارة
النقل الجوى خلال الأزمة السودانية

أزمة كورونا وارتفاع الوقود من أسباب زيادة
أسعار تذاكر الطيران 

 ما الدور الذى يقوم به الاتحاد الدولى للنقل الجوى «اياتا» ؟
تلعب «اياتا» دورا كبيرا بين الحكومات وشركات الطيران على مستوى العالم ، وتوفر النظم لشركات الطيران ومناخ العمل الجيد لها والنصائح والإرشادات المستمرة التى بها تستطيع أن تحقق مكاسب ، وعلى الناحية الاخرى تضع الأطر والاتفاقات الدولية مع الحكومات على مستوى العالم التى تمكن شركات الطيران من الإقلاع والهبوط فى مختلف الدول وفقا لهذه الاتفاقيات ، كما أنها تبحث السلامة والأمان للركاب فى المقام الأول وتحقيق كل عناصر نجاح منظومة الطيران الدولى ، كما تتفاعل وتتناقش مع كل المنظمات والاتحادات الدولية مثل أوقات جائحة «كورونا» ، لذلك لنا دور كبير جدا فى صناعة النقل الجوى 


 وكيف يمكن أن تنضم شركات الطيران فى مختلف دول العالم إلى «اياتا» ؟
كل شركات الطيران على مستوى العالم تحصل على كود التشغيل من «اياتا» وذلك حتى تستطيع أن تقوم ببيع تذاكر الطيران ، لكن إذا أرادت الشركة أن تصبح عضوا فى الاتحاد الدولى للنقل الجوى عليها التقدم واجتياز شهادة «الايوزا» الدولية التى يندرج تحتها أعلى مستوى سلامة بالعالم وللعلم يتم تجديد هذه الشهادة كل عامين .
> وهل لـ «اياتا» مراجعات مستمرة على أداء شركات الطيران ؟
هناك نقطتان فى هذا الاتجاه يتم مراجعة شهادة «الايوزا» وتجديدها كل سنتين وهى أهم نقطة للاستمرار فى الاتحاد ، والنقطة الثانية هى مراجعة الوضع والأداء المالى لشركات الطيران الأعضاء فى «اياتا» وذلك للحفاظ على أموال الركاب وباقى الشركات وكذلك وكالات السفر .


 وكيف ترى «اياتا» معدلات نمو حركة الركاب فى مصر ؟
مصر تشهد نمواً كبيراً تقريبا من 3% إلى 5% سنوياً وهو معدل جيد للغاية وقد يزيد خلال الفترات القادمة ، خاصة أن القيادة الحالية فى قطاع الطيران المدنى ممثلة فى وزارة الطيران المدنى بقيادة الفريق محمد عباس والطيار عمرو الشرقاوى رئيس سلطة الطيران المدنى والمهندس يحيى زكريا رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران على علم كبير بكل الملفات ولديهم تعاون كبير مع «اياتا» ، وأحب توجيه الشكر للقيادة المصرية لأنها لعبت دوراً كبيراً وعظيماً وأبدعت فى إدارة النقل الجوى خلال الأزمة السودانية ، وتم التنسيق مع المسئولين المصريين لعدة أيام متواصلة قدمت خلالها مصر خدمات كبيرة فى مجال النقل الجوى بجميع ملفاته ووفرت أكثر من المطلوب منها ، ولابد من الفخر بالقيادة المصرية والمسئولين على دورهم البارز فى هذه الأزمة وخدماتهم لقطاع الطيران المدنى على مستوى العالم 


وماذا عن مؤشرات التعافى لشركات الطيران فى الشرق الأوسط وأفريقيا ؟
حركة الطيران فى منطقة الشرق الأوسط حققت تعافيا وصلت نسبته إلى ٨٨ ٪ عما كانت عليه الحركة فى ٢٠١٩ قبل جائحة الكورونا ، ومن المتوقع أن تصل النسبة خلال الموسم الصيفى الحالى إلى حوالى ٩٤ ٪ ، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن تحقق شركات الطيران الأفريقية تعافيا تاما من آثار أزمة كورونا مع نهاية العام القادم ٢٠٢٤ ، وقال إن هدف «اياتا» الرئيسى هو الحفاظ على نمو واستمرارية قطاع الطيران بشكل آمن


 وما توقعات «اياتا» لحركة الطيران الدولية ؟
لدينا بداية قوية لحركة الركاب منذ بداية العام على الرغم من العديد من الرياح المعاكسة لصناعة النقل الجوى ، ومازلنا على الطريق الصحيح لاستعادة حركة الركاب الجوية العالمية بحلول العام المقبل ، حيث حركة المرور الدولية أبطأ فى التعافى بسبب آثار قيود السفر والحرب فى أوكرانيا ، لكنها تحقق نجاحات فى حركة السفر الداخلي


وما تفسير «اياتا» لارتفاع تذاكر الطيران المستمر ؟
ارتفاع أسعار تذاكر الطيران خلال الفترة الماضية يرجع لعدة أسباب فى مقدمتها ارتفاع تكلفة تشغيل شركات الطيران بسبب فترة التوقف خلال أزمة كورونا واقتراض العديد من شركات الطيران من البنوك لكى تستطيع الصمود والاستمرار والآن جاء وقت السداد، والسبب الثانى ارتفاع سعر الوقود والذى كان قبل الأزمة يتراوح سعره فى حدود 40 دولارا للبرميل والآن فى معظم الأحيان يقترب السعر من ١٥٠ دولارا للبرميل والسبب الثالث هو محاولة تعويض الخسائر التى تكبدتها شركات الطيران ، وأناشد الحكومات التوقف عن زيادة الرسوم والضرائب التى تفرضها على تذاكر الطيران أو فى المطارات ، مشيرا إلى التأثير السلبى لهذه الزيادة على حركة السفر والسياحة ، مع التأكيد على أن قطاع الطيران يساهم فى الناتج القومى لكل الدول بنسب مختلفة إلى جانب توفيره ملايين من فرص العمل على مستوى العالم


ناقش «اياتا» فى اجتماعه الأخير بمدينة اسطنبول موضوع الوقود الحيوى والاستدامة ؟
صناعة النقل الجوى الآن تواجه موضوع الاستدامة علينا أن نحقق هدفنا Net Zero بحلول عام 2050 مع موافقة منظمة الطيران المدنى الدولى «الايكاو» ، ولدينا ثلاثة مجالات نعمل عليها تعتمد على رفع مستوى المعرفة والموارد المستخدمة بشأن الاستدامة ، وصُممت مبادرة المستوى الأعلى لدعم شركات الطيران والحكومات فى المنطقة فى رحلتهم إلى استخدام الطيران المستدام الخالى من الصفر انبعاثات كربونية ، لأنه يوفر وصولاً فريدًا إلى الموارد ويسعى إلى دعم شركات الطيران فى تطوير برامج تخفيض تماشيًا مع استراتيجيه انبعاثات ثانى أكسيد الكربون لعام 2050 فى الصناعة ، وتشجيع البلدان على تحفيز وتطوير إنتاج الوقود الحيوى والذى يعد أكبر مساهم فى إزالة الكربون من الصناعة .


وما مشكلة الأموال المجمدة فى أفريقيا والشرق الأوسط ومجهود «اياتا» لحل الأزمة ؟
الأموال المحجوبة قضية مهمة لنا وتمثل تحديًا فى المنطقة ، هناك ما مجموعه 2.3 مليار دولار من الصناديق المجمدة. 80٪ من هذا المبلغ محجوب فى إفريقيا والشرق الأوسط بإجمالى 1.9 مليار دولار ، ومن هذا المبلغ هناك 1.6 مليار دولار (70٪) مقيد فى البلدان الأفريقية ، وإذا نظرنا إلى الصورة أكثر من ذلك بقليل ، فإن نيجيريا وحدها تخسر 812 مليون دولار ، إنه أكبر مبلغ تم حظره من قبل أى دولة أفريقية واحدة ، وهذا له تأثير اجتماعى واقتصادى سلبى على الدولة من خلال تقليص قدرة شركات الطيران فى نيجيريا وكذلك هناك مبالغ فى لبنان .


وماذا عن نظام «NDC « الجديد الخاصة بشركات الطيران ؟
اعتماد شركات الطيران على نظم توزيع وبيع المقاعد الجديد «NDC « يساهم فى توفير ملايين الدولار لشركات الطيران ، مشيرا إلى اتخاذ مصر للطيران لخطوة مهمة ببداية العمل بهذا البرنامج وهو ما يساهم فى توفير ملايين الدولارات سنويا كانت تسددها الشركة الى شركات الحجز الدولية التى كانت تسيطر على توزيع حركة بيع تذاكر الطيران من خلال شركات السياحة ، وتحصل على عمولات كبيرة من شركات الطيران على كل حجز أو تعديل للحجز أو إلغاء للحجز ، وبعد تطبيق هذا النظام يصبح التعامل مباشرة من خلال مصر للطيران وشركات السياحة بعيدا عن الشركات الوسيطة ، وهو ما يساهم فى توفير المبالغ التى كانت تسدد كعمولات للشركات الوسيطة والتى كانت تترواح مابين ١٠ و٢٠ دولارا عن الحجز الواحد .