قَالَتْ: تُصَحِّحُ لِي؟!
فَقُلْتُ أُصَحِّحُ
لِمَ لَا؟! وَمِثْلِيَ بِالخَطَايَا يُذْبَحُ
.
لَكِنَّ لِي شَرْطاً وَحِيداً
إِنْ قَبِلْتِ بهِ،
مَضَيْنَا .. وَالطَّرِيقُ مُجَنَّحُ
.
قَالَتْ: تَكَلَّمْ!
قُلْتُ: أَجْرِيَ لَيْسَ مَالاً
إِنَّ كَفِّيَ بِالخَزَائِنِ تَنْضَحُ
.
قَالَتْ
-وَقَدْ دَبَّتْ إِلَيْهَا رِعْشَةٌ خَضْرَاءُ-:
وَيْحَكَ! هَلْ جُنِنْتَ؟! أَتَمْزَحُ؟!
.
مَاذَا تُرِيدُ إِذَنْ؟!
لَقَدْ شَوَّشْتَنِي
وَتَرَكْتَ فَأراً فِي الجَوَانِحِ يَمْرَحُ
.
مَا زَالَ بِالدِّينَارِ
يُقْضَى كُلُّ أَمْرٍ!!
غَيْرُ هَذَا "يَا حَبِيبِيَ" يَفْضَحُ
.
قُلْتُ: اسْمَعِينِيَ!
إِنَّ شَهْدَ الشَّمْسِ غَالٍ!
لَا أُسَاوِمُ فِيهِ، لَا ..، لا أَسْمَحُ
.
يَا أُخْتَ مَرْيَمَ!
إِنَّ أَجْرِيَ أَنْ أَبُوسَ الكَرْزَ
.. وَالوَرْدَ الَّذِي يَتَفَتَّحُ
.
وَأَمُرَّ فِي سَفَرِي
إِلَى نَبْعِ الشُّمُوسِ
عَلَى صِرَاطِ العِطْرِ .. خَمْراً تَشْطَحُ
.
حَتَّى إِذَا
ثَمِلَتْ قِبَابُ اللَّازَوَرْدِ
صَحَوْتُ .. يَقْرَأُ لِي البَهَاءُ وَأَشْرَحُ
.
أَنَا طِفْلُ نَهْرِ المُعْجِزَاتِ الخُضْرِ
يُوغِلُ فِي اجْتِرَاحِ المَوْجِ ..
يُوغِلُ يَجْرَحُ
.
وَيُطَوِّحُ الدُّنْيَا
بِطُولِ ذِرَاعِهِ ..
وَبِرُوحِهِ دَمُ أَلْفِ شَمْسٍ يُسْفَحُ
.
يَا أُخْتَ مَرْيَمَ
.. إنَّ أَجْرِيَ أنْ أظَلَّ
بِبَحْرِ رُوحِ الفُلِّ أَسْبَحُ .. أَسْبَحُ
.
هَلْ تَعْرِفِينَ صَغِيرَتِي
مَعْنَى انْدِلَاعِ الوَرْدِ فِي جَسَدٍ يَشِفُّ وَيَمْلُحُ؟!
.
فَتَنَهَّدَتْ ضَحِكاً
وَقَالَتْ: تَسْتَغِلُّ جَهَالَتِي؟!
قُلْتُ: المَنَارَةُ تَرْبَحُ
.
قَالَتْ:
رَبِحْتَ رَبِحْتَ يَا مَجْنُونُ!
فَاقْطِفْ كَيْفَ شِئْتَ الجُلَّنَارَ! سَيَفْرَحُ
.
وَسَيَرْقُصُ المَطَرُ الَّذِي
يَغْلِي وُقُوفاً
فِي مَقَامِ الوَجْدِ .. مَا يَتَزَحْزَحُ
.
وَتَرَادَفَتْ خَيْلاً
مُطَوَّقَةً بِأَجْرَاسِ الشَّذَى
أَبَداً تُغِيرُ وَتَجْمَحُ
.
آهٍ!
تَدَفَّقَتِ الجَمِيلَةُ بِالخَطَايَا فِي رَسَائِلِهَا
لَهِيباً يُقْدَحُ
.
أَغْلَاطُهَا كَانَتْ تُعَدُّ !!
الآنَ لَا تُحْصَى كَوَارِثُهَا الَّتِي تَتَبَجَّحُ
.
الآنَ يَا كُرَةَ اللَّهِيبِ
تَدَحْرَجِي ..
مُتَصَوِّفٌ هَذَا اللَّهِيبُ الْمُفْلِحُ
.
لُغَةٌ؟!
مُحَالٌ!
هَذِهِ شَبَكَاتُ مَكْرٍ فَاتِنَاتٌ .. كَالشَّذَى تَتَرَنَّحُ
.
أَلْقَتْ غَلَائِلَهَا عَلَى حِجْرِي
وَبَاتَتْ..
لَا تُلَوِّحُ بِالصَّهِيلِ. تُصَرِّحُ
.
زَيْتُونَةً رَقَدَتْ عَلَى صَدْرِ الحَنِينِ البِكْرِ
يُوقَدُ زَيْتُهَا وَيُمَسَّحُ
.
مَبْحُوحَةَ الأَطْيَابِ
ظَلِّي كَالسَّنَابِلِ فِي شَرَايِينِ المَجَاعَةِ تَسْرَحُ
.
مَاذَا فَعَلْتِ بِحَضْرَةِ الآهَاتِ..
يَا امْرَأَةً إِذَا مَنَعَتْ تُبِيحُ وَتَمْنَحُ؟!!
.
الأَبْجَدِيَّةُ
أَنْكَرَتْ إِيقَاعَهَا
فِي التِّيهِ مُرْتَبِكَاتُهَا تَتَطَوَّحُ
شَهْرَانِ فِي التَّصْحِيحِ،
مَا نَامَتْ شِفَاهِيَ،
إِنْ هَجَوْا أَخْطَاءَهَا ... أَنَا أَمْدَحُ
.
شَهْرَانِ فِي التَّسْبِيحِ ..
مَا سَكَتَتْ يَدِي
عَنْ حَفْرِ بِئْرِ النُّورِ حِينَ أُسَبِّحُ .. !!