حسام الغمري ينقلب على «الإرهابية» ويفضحهم

حسام الغمري
حسام الغمري

أيمن فاروق  

 أزمة جديدة تضاف إلى رصيد الجماعة الإرهابية من الأزمات؛ حسام الغمري، الإخواني الهارب، ينقلب على الإخوان، ويسقط  ماتبقى من ورق التوت كاشفًا عن سوءات الإخوان، ليتحول صيف الإخوان إلى خريف ملبد بالغيوم وهبوب الرياح، فبعد ضربة تركيا لوجدي غنيم وعدم منحه الجنسية، وقبل ذلك بوقت ما ذكره ياسر العمدة حينما فضح الإخوان وممارستها والتمويلات الخارجية، أضف إلى ذلك ضربة جديدة لـ حسام الغمري، ليضيف إلى جماعة الإخوان جرحا جديدا في جسد أنهكته الطعنات الداخلية من انقسامات وتشرذم وصراعات داخلية وفساد مالي وإداري، ومواجهات دولية في معظم دول العالم وطرد وتشتيت.

الضربة الأخيرة للغمري ربما تكون مختلفة بعض الشيء، إذ كشف الإعلامي الإخواني الهارب حسام الغمري أساليب جماعة الإخوان الإرهابية في الخارج وفضح ألاعيبهم، وهنا لا نتحدث على شخص عادي لدى الجماعة لكنه كان يترأس قناة الشرق الإخوانية المملوكة لأيمن نور، وما يحويه في جعبته من أسرار وفضائح تجعل قيادات الإرهابية يخشونه، الغمري بدأ في نشر سلسلة من التغريدات والفيديوهات التي تكشف حقيقة الجماعة الإرهابية وما تفعله بالشباب من أضرار جسيمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليس هذا فحسب بل أخذ يضرب في جذور تاريخها المزيف ويزيح الأقنعة تحت ستار الدين ومصطلح العمل من أجل رفعة الإسلام وهم لا يعرفون شيئًا عنه ولا يمسون إليه بأي طرف، فقط مصلحتهم ومصلحة التنظيم فوق كل شيء، مشيرًا إلى أنهم لا يقبلون النقد ولديهم ازدواجية في الفكر، ولا يعترفون بالأوطان، إضافة إلى أنه كشف عن غبائهم المستحكم، ليسقط بذلك ما تبقى من ورق التوت ويكشف عن عورات جديدة، فنجد في أحد الفيديوهات التي ينشرها الغمري على مواقع السوشيال ميديا كشف عن أن جميع تصرفات جماعة الإخوان الإرهاببة، لها تبرير لديهم كما ألهمهم حسن البنا الذي لطالما امتدح الملك فاروق في مقالاته ووصف عرشه بالمقدس حين كان يتلقى منه دعمًا ماليًا حتى كبرت دعوته ولاحت قوته فخانه وانقلب عليه، إضافة إلى كتابة مقاله الشهير «ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين» التي تبرأ فيها من التنظيم الخاص الذي أسسه كي ينجو برأسه بعد اغتيال النقراشي ولم يهتم أو يُفكر في صدمة الشباب الذين صدقوه وآمنوا بفكرته.

كما تطرق الهارب حسام الغمري، إلى أن كيف أفكار الجماعة الإرهابية وأساليبهم جعلت شبابهم في تركيا والخارج يلحد،  باعتقادهم وأفكارهم بأنهم وحدهم الذين يعلمون إعادة مملكة السماء ومن أجل ذلك يحق لهم فعل كل ما يحلو لهم وهذا جزء من المصيبة، ومن هنا قادتهم أفكارهم وأساليبهم في الخارج أدت إلى انتشار الإلحاد بين شبابهم في تركيا، موضحًا، أن الجماعة الإرهابية وأنصارها ولجانها الإلكترونية، لم يستوعبوا أن رجلًا عاش على مقربة منهم كشف زيف فكرتهم وضلال عقيدتهم، ولهذا خرجت تسريبات تقول أنهم يدعون إلى قتله، كما أوضح الغمري أن أفكار الجماعة الإرهابية خطر على الإسلام بسبب ضلال مسؤوليهم، إذ يهربون كالعادة بإلقاء تهم التخوين والتشكيك واغتيال الشخصيات معنويًا دون رد مقنع.

وأشار الغمري إلى أن أتباع البنا يقولون في تباهي أن فكرته تنتشر الآن في 72 دولة كدليل على نفعها وبركتها، مؤكدًا أن هذا منطق أوهن من بيوت العنكبوت، ومنوها إلى أنه منذ تأسيس الجماعة مرت بـ90 عامًا من الخيبات وليس من نشر الأفكار كما يدعي الإخوان وأنصار البنا».

كشف فضائحهم

قال إسلام الكتاتني، الخبير في الجماعات المتطرفة؛ إن حسام غمري، فكره ليبرالي، وليس تنظيميًا في الإخوان مثله مثل هشام عبدالحميد، هرب من مصر، واستقر في تركيا، وكان مخرج وكاتب سيناريو، وقارئ للتاريخ، وترأس تحرير قناة الشرق، حتى بدأ يدعو إلى 11-11، ومن هنا تحول إلى مناوش، وبعد ذلك تم إلقاء القبض عليه في تركيا، ثم أفرج عنه، ولهذا كانت تلك الفترة التي قضاها داخل سجون تركيا من أسباب تحوله، لأنها ظهرت فيها نذالة الإخوان، وتكشفت حقيقتهم له، لأنه لم يجد أحد من قياداتها أو أعضائها يقف إلى جواره، فعلم جيدا أنهم بلا مبدأ ولا كما يدعون، وعمل لجوء سياسي لدولة أوروبية، وهنا بدأ يتكلم بحرية، وينتقد الإخوان في هذه الدولة، لكن لا أستطيع الجزم ان هذا التحول منه ضد الإخوان حقيقي أم لا، لأنه ربما قد يكون سبب التحول والانقلاب المفاجيء الانقسامات التي ضربت الجماعة الإرهابية، والحصار العالمي لها من دول كثيرة.

وأضاف إسلام الكتاتني؛ أن حسام غمري يرد بقوة على لجان الإخوان الذين يتهموه بأقاويل ومبررات من مزاعمهم حول تغير موقفه ناحية الجماعة، كما أضيف لذلك ما نشره عبر صفحاته على السوشيال ميديا، من انفراد حصري بان أحمد طنطاوي عمل اتفاق مع الإخوان وكان عراب الاتفاق أيمن نور، وما أكد صحة كلامه اجتماعه بالعديد من الأحزاب من حزب التجمع، وعندما تم توجيه سؤال له حول موقفه من جماعة الإخوان، فأجاب بأنها تعود للمشهد مرة أخرى كجمعية ولم يكن موقفه واضحا ولهذا رفض حزب التجمع تأييده.

وأشار الكتاتني إلى أن هذا الانقلاب من قبل غمري وتحوله ناحية الجماعة يعد في صالح الدولة المصرية لأنه لديه الكثير من الأسرار وسوف يخرج ما بين فترة وأخرى ويفضح الجماعة الإرهابية، كما أنه يكشف مدى ألاعيب الإخوان وحقيقة الجماعة بأنهم تجار دين وكارهين للأوطان.

انقلاب على التنظيم

وقال منير أديب الباحث والخبير في الجماعات المتطرفة؛ أعتقد أن تحول حسام الغمري يمثل انقلابا على التنظيم وعلى الفكرة المؤسسة للتنظيم، ويأتي في سياق طبيعي، خاصة وأن التنظيم وصل عمره إلى 95 عامًا أي إلى مرحلة الشيخوخة، وتم وضعه على جهاز التنفس الصناعي، ولم يعد قادرًا على الحركة، والدليل على ذلك انقلاب قيادات وأعضاء عليه.

وأوضح أن انقلاب حسام الغمري، له ملمحين، أولهما، حالة الانفلات والهجرة العكسية وهو ما ظهر في انقسام الجماعة إلى جبهتين، جبهة محمود حسين وجبهة صلاح عبدالحق في اسطنبول أيضا، وبالتالي هذا الانقلاب جاء في إطار الانقلابات على التنظيم الإرهابي، الملمح الثاني، أن ورقة التوت التي وضعها قادة التنظيم على سوءته بدأت تزال ويتكشف على حقيقته، وما كتبه الغمري يكشف حجم الصفقات المشبوهة داخله.

وأضاف منير أديب؛ أنه يعتقد أن التنظيم ليس لديه أي مشروع غير هدم الدولة وتشويه النظام السياسي الحالي، ولهذا جماعة الإخوان الإرهابية تضع أيديها في يد أي شخص أو هيئة طالما كانت ستحقق هذه الأهداف وهذا لا يدخل في باب المنافسة السياسية والصراع السياسي بل يقع ضمن المكايدة السياسية وهدم الدولة، وهو ما كانوا يفعلوه في 2013.

اقرأ أيضًا : ثورة 30 يونيو| كنا فين وبقينا فين.. حتى لا ننسى إرهاب الإخوان تفجيرات وضرب كنائس ومديريات أمن


 

;